قالت مصادر مسؤولة في تصريحات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" مساء اليوم (الجمعة) إنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قررت تأجيل الموافقة والمصادقة على لقاح موديرنا للشبيبة والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا، ويأتي ذلك في أعقاب تخوفات من ظاهرة التهاب عضلة القلب والتي قد يكون اللقاح سببها لها.

والجدذير ذكره أنّه توقفت فنلندا والسويد والدنمارك والنرويج عن إعطاء اللقاح للمراهقين بسبب الخوف من زيادة خطر الآثار الجانبية لالتهاب عضلة القلب.

صورة توضيحية

من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية الجمعة تقارير لخبراء أمريكيين بوجود صلة "محتملة" بين حالات التهاب في القلب ولقاحات مضادة لفيروس كورونا تعتمد تنقية "أر إن إيه" لكنها شددت على أن فوائدها تفوق بكثير مخاطرها. وأبلغ عن مثل هذه الحالات للمرة الأولى في إسرائيل حيث كان التطعيم أسرع منه في سائر البلدان.

في تأكيد لتقارير أوردها خبراء أمريكيون، قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن هناك صلة "محتملة" بين حالات الالتهاب في القلب واللقاحات التي تعتمد نفس تقنية "أر إن إيه" (الحمض النووي الريبي المرسال) ضد فيروس كورونا لكن فوائد هذه الأمصال تفوق مخاطرها.

أوضح خبراء من اللجنة الاستشارية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية في بيان أنه تم الإبلاغ عن حالات لالتهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب في العديد من البلدان، ولا سيما في الولايات المتحدة.

وأشاروا إلى أن "الحالات التي تم الإبلاغ عنها حدثت بشكل عام في الأيام التي أعقبت التطعيم، وبشكل أكثر عند الشباب وفي كثير من الأحيان بعد الجرعة الثانية من لقاح الحمض النووي.

بعد مراجعة المعلومات المتوفرة حتى الآن، خلص خبراء منظمة الصحة العالمية إلى أن "البيانات الحالية تشير إلى وجود صلة سببية محتملة بين التهاب عضلة القلب ولقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال".

وفي المقابل، أشاروا إلى أن "فوائد لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال تفوق المخاطر في الحد من حالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عن الإصابة لكوفيد-19".

أضاف خبراء منظمة الصحة العالمية أن البيانات المتاحة تشير إلى أن الإصابة بالتهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب بعد التطعيم خفيفة بشكل عام وتستجيب للعلاج، مشيرين إلى أن "المتابعة جارية لتحديد التأثيرات على المدى الطويل".

وأبلغ عن مثل هذه الحالات للمرة الأولى في إسرائيل حيث كان التطعيم أسرع منه في سائر البلدان. وسيواصل خبراء منظمة الصحة العالمية تقييم الوضع لتحديث توصياتهم.

حالات نادرة
في 23 حزيران/يونيو، أعلنت السلطات الصحية الأمريكية بالفعل وجود صلة "محتملة" بين لقاحات ضد كوفيد-19 من لقاحي بايونتيك-فايزر وموديرنا وحالات نادرة من التهابات في القلب لدى اليافعين والشباب لكن فوائد هذه العلاجات لا تزال "تفوق بكثير" المخاطر.

وفحصت لجنة تقييم المخاطر واليقظة الدوائية التابعة لوكالة الدواء الأوروبية، في اجتماعها المنعقد بين الخامس والثامن من تموز/يوليو، أحدث البيانات الواردة من أوروبا وأكدت وجود علاقة سببية معقولة بين التهاب عضلة القلب واللقاحات بتقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال، بحسب منظمة الصحة العالمية.

والتهاب عضلة القلب مرض نادر يعتقد الخبراء أنه ينتج عادة عن فيروس. ومن أكثر أعراضه شيوعاً هو ألم الصدر، وغالبا ما يتم علاجه بالعقاقير المضادة للالتهابات أو بجرعات دعم من الأكسجين إذا لزم الأمر.

جرعة معززة من لقاح موديرنا

على صعيد آخر متّصل، كانت قد صوّتت لجنة مستشاري اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالإجماع يوم الخميس للتوصية بترخيص الاستخدام الطارئ لجرعة معززة من لقاح موديرنا المضاد لكوفيد-19.

وأوصت اللجنة الاستشارية لللقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء باستخدام جرعة معززة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما المعرضين لخطر كبير للإصابة بكوفيد-19 الشديد، وكذلك الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بكوفيد-19 الحاد بسبب وظائفهم أو ظروفهم المعيشية.

وتعد فئة السكان الموصى بها لتلقي جرعة معززة من لقاح موديرنا هي نفسها التي تم ترخيص لتلقيها جرعة معززة من لقاح فايزر الشهر الماضي.

وعلى عكس شركة فايزر، تقترح شركة موديرنا استخدام نصف جرعة من اللقاح للجرعة المعززة التي تُعطى بعد ستة أشهر على الأقل من الجرعة الأولية، بدلا من جرعة كاملة إضافية.

وقد يصدر القرار النهائي لإدارة الغذاء والدواء بشأن الجرعة المعززة من لقاح موديرنا في غضون أيام.