الدكتور منذر عزام اخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم:
يؤكد الأطباء على عدم التأخير في الزواج وكلما كان الزواج مبكراً كانت الفائدة أعظم للزوجين وكذلك عدم تأخير الانجاب
للانجاب مزايا وعيوب مهما كان عمرك سيدتي .. فأيام زمان كثيراً ما كانت جدّاتنا وأمهاتنا ينجبن الطفل الأول قبل أن يبلغن سن العشرين، ومع الزمن بدأت هذه الظاهرة تنحسر، خصوصاً مع زيادة عدد الأمهات العاملات ومع تقدّم سن الزواج بوجه عام، والآن نجد هذا السؤال يراود الكثيرات : ما هو أفضل سن للإنجاب؟ في هذا التحقيق نناقش مزايا وعيوب الإنجاب في سن المراهقة وفي العشرينات والثلاثينات والأربعينات. اطلعي سيدتي عليها وقرّري بنفسك ما يناسبك .
الدكتور منذر عزام
نسمع نصائح متضاربة عن الإنجاب قبل أن تبلغ الزوجة سن العشرين وبعد الأربعين، وهي نصائح غالباً ما تركز على الاستعداد الصحي للأم مع اختلاف السنين، و ربما كان من المناسب أن نستمع إلى تجارب حقيقية في هذا الخصوص، خصوصاص أن قرار الانجاب باتت تتحكّم فيه الأحوال الاقتصادية والعملية اكثر منها الصحية والعمرية.
الأم المراهقة
مايا أنجبت أول أطفالها في 19 عمرها حتى لا يكون الفارق في السن بيننها وبين أطفالها كبيراً، خصوصاً أن الفارق في السن بين زوجها ووالده خمسون عاماً ، وقد توفي قبل أن نتزوج .
" أعتقد أنه من أهم مزايا الإنجاب المبكر أن الأم تكون في قمة نشاطها الجسدي وقدرتها على الاحتمال تكون كبيرة جداً، و من السهل كان عليّ الموازنة بين احتياجات ابني ومشاغل الوظيفة. "
الأم العشرينية
ساميا كانت في السادسة والعشرين عندما أنجبت، وهي تقول عن تجربة إنجابها في هذه السن" : قررنا الإنجاب بعد أن أكمل دراستي الجامعية لأن وجهة نظري كانت أن المرأة في الثلاثينات من عمرها يكون حملها أصعب، وربما تضطر للجوء إلى عمليات أطفال الأنابيب وما قد يشوبها من صعوبات وتكلفة كبيرة .
لم أكن أريد أن أترك وظيفتى بعد الولادة أو أن أركز على الوظيفة وأهمل الطفلة ، لكن عندما عدت للوظيفة بعد أجازة الولادة وجدت أن مسألة الموازنة بين العائلة والوظيفة مسألة في منتهى الصعوبة، بجانب أن مرتبي كان يذهب كله تقريبا كأجر للمربية التى تعتني بابنتي .
الأم في الثلاثينات
في الخامسة والثلاثين أنجبت منى طفلها. أول ملاحظاتها على الإنجاب فى هذه السن أن المسألة كانت مخيفة وغيّرت حياتها ، الا ان رعاية الطفل في سن أصغر في رأيها ستكون أصعب . أما سلبيات الإنجاب فى سن كبير نسبياً أنه إذا أرادت المرأة أن تنجب عدة أطفال فإن عمرها لا يسمح بذلك غالباً .
الأم الأربعينية
كان عمر سعاد 44 سنة عندما أنجبت ابنتها ، وهي تحكي تجربتها فتقول: "الإنجاب لم يكن من أولوياتي ، خصوصاً أنني كنت قد بلغت سن الأربع والأربعين عند زواجي و لم اكن أظن أن هذا سيحدث مع ادراك مخاطر الإنجاب فى هذه السن .
عندما عرفت أنني حامل كنت أمارس الرياضة و اليوغا واتبع نظاما غذائيا صحياً، وبصفة عامة كانت صحتي جيدة بالنسبة لسني وولادتي سهلة جداً ، ولقد كانت لحظة جميلة بشكل لا يصدق.
عندما أفكر في الماضي أظن أنني كنت أفضل أن أنجب قبل عشر سنوات، لأنني أقول لنفسي أحيانا أنني عندما أكون فى الرابعة والستين ستكون ابنتي في العشرين ، وهو فرق كبير فى العمر، كما انني كنت أحب أن أنجب أخاً أو أختا لها، وهذا ليس مطروحاً الآن .
رأي الطب/ الدكتور منذر عزام
يتحدث الدكتور منذر عزام – اخصائي الجراحه النسائيه والتوليد والعقم عن الموضوع: "لاشك أن أفضل سنوات العمر لانجاب الأطفال عند الانثى هي سنوات العقد الثاني من العمر، أي ما بين سن العشرين وسن الثلاثين. في هذه الفترة تكون المرأة قد تخطت فترة المراهقة المتعبة واكتمل نضوجها وبلوغها تماماً واصبحت دورتها الشهرية منتظمة وغددها الجنسية نشطة وفعالة والبويضات التي يفرزها المبيض بالغة ومكتملة، اما من الناحية النفسية فالمرأة التي بلغت سن النضوج، هي أكثر استقراراً من غيرها ثم انها تكون قد انهت دراستها الثانوية وجزءاً من دراستها الجامعية مما يزيدها ثقافة وعلماً ويجعلها أكثر توازناً في عاطفتها وسلوكها وتصرفاتها وأكثر تقبلاً لفكرة الحمل والولادة وتحمل المسؤوليات. هذه المرحلة السنية للمرأة هي الفترة الذهبية لها حيث انها في الغالب تكون خالية من الأمراض العضوية وتتمتع بحالة نفسية جيدة مما يساعدها لتقبل الحمل وتغيراتها العديدة. اما مرحلة ما بعد سن الخامسة والثلاثين فتبدأ مرحلة جديدة من حياة المرأة تتميز بعدة تغيرات وتبدلات نفسية وعاطفية وجسدية عميقة وقد تظهر بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل أمراض الكلى وكذلك عدم انتظام الدورة الشهرية وبدء مغيب النشاط الهرموني للمبيض وضعف البويضات الصالحة للتلقيح بالإضافة لفقد المرأة الكثير من قدراتها الجسدية والنفسية والعصبية للانجاب وتربية الأطفال، لذا يؤكد الأطباء على عدم التأخير في الزواج وكلما كان الزواج مبكراً كانت الفائدة أعظم للزوجين وكذلك عدم تأخير الانجاب".