الرئيسية خاطرة

لا تعكروا مزاج "النبي"

بسمة نعامنة
نُشر: 21/08/25 11:12
لا تعكروا مزاج "النبي"

من بلوغ المأمول أن تكون بيوتنا، عمودا من نور، "فالدار ليست بالبناء جميلة – ان الديار جميلة بذويها"
في زماننا هذا، بعضها تعشعش بها "حفنة" من الأمراض الخلقية، ولا تزول الا بمحبتنا لنبي الرحمة، ولجميع الأنبياء والمرسلين.
أن يكون مزاجك من مزاج "النبي"، وخطاك على خطى هدي "النبي" 
وكيف لا؟  ان نسبتنا للنبي الكريم، لها حصانة عند ربنا، فكيف نعكر مزاج "النبي"، ينبوع الرحمة والجمال.

لما نرى البعض من بيوتنا، فيها ينحشر كل فرد "بتكية" له ، ويصير الهاتف المحمول بديلا عن مناجاة العبد لربه أو حتى الخلو مع النفس، ومحاسبتها، أو العمل على تطويرها صار البيت "تكايا صوفية"  يعتكف الأب، وتتكىء الأم، والابن يتخذ من غرفته ملاذا. فاللبيب الذي يجعل من التفكر، حالة حيوية متصلة لا مراء فيها، تتجمع فيها المادة الخام، من الأفكار، حتى تنطلق وتنبثق، بين التعبير عنها بجملة، أو فكرة.

ان رأس الأمر وعموده وسنامه، أن نعقل ونتفكر، لأنه كل يوم تموت خلايا من أجسامنا، ولا ترجع، والنتيجة المبرمة أن يصبح أهل الدار زملاء "سكن" ، لكل فرد اهتماماته المختلفة، وعلاقاته الاجتماعية. الأخطر من ذلك، عدم المشاركة الفاعلة بالمحادثات بين الزوجين ليترتب عن ذلك الانفصال العاطفي بينهما.

لا تعكروا مزاج النبي!!!
ان أبناءنا، مدمني ومستخدمي الشاشات، يجمعون الحسنات في كيس "مخروم" 
بات ملف مجاراة تمدد عصر السرعة، في كل مناحي الحياة، السبب الأول في عدم سلامة القلب واطمئنان النفس هذا التمدد المثير والمدهش، يعتبر من أصعب الأمور خطرا على صحة المستخدمين النفسية.
ان مسألة الاستخدام الادماني المفرط، لشاشات وسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة، يطور ادمانا لا يستطيع التوقف.
حسب دراسة نشرت في مجلة JAMA التابعة للجمعية الطبية الأمريكية (4 تموز 2025)، هذا النمط الادماني يتمظهر بشكل لافت وبالغ، من خلال ألعاب الفيديو، الاخذ بالازدياد بين الذكور، بينما الاناث هن اكثر عرضة لأنماط الاستخدام الادماني لوسائل التواصل الاجتماعي.
تتفاوت الفروقات في الصحة النفسية، المترتبة عن قدرة وعي المستخدمين لفترات ادمان الشاشات 
بات العامل الاجتماعي الوجاهي، أمر من الصعب بمكان، حيث الجلوس مع الاخرين، يتخطفه عالم التقنية والمعلوماتية 
هذا العالم الجديد، هو ثورة رابعة، سبقته ثورة الزراعة، والثورة الصناعية، ومن ثم الثورة المعلوماتية الرقمية.