العطلة الصيفية على عتبة النهاية ... قلق وتخوفات من العودة لمقعد الدراسة

حوالي أسبوعين يفصلاننا من بداية السنة الدراسية الجديدة، هل يقتصر الاستعداد للعودة لمقعد الدراسة بشراء الكتب والقرطاسية فقط ؟!، بعض التلامذة ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر فيما الآخرون يشعرون بالقلق، لذلك تحضير التلميذ النفسي هو الأساس، فعليه، يجب على الأهل ان يعدوا العدة لعودة موفقة لأبنائهم.
فالعودة إلى المدرسة تعني الخروج من أجواء الاستجمام إلى أجواء تحمّل المسؤولية، مما يعني الانتقال من الحرية الفوضوية بعض الشيء إلى حياة الانضباط، أي العودة إلى المذاكرة الواجبات، والامتحانات وإلحاح الأهل والأساتذة على ضرورة العمل بجد للنجاح وغير ذلك.
بمعنى آخر يجد التلميذ نفسه ملزماً بإعادة التأسيس لروتين يومي تخلى عنه لفترة شهرين تقريباً. وهذا لا يمكن القيام به بين ليلة وضحاها.
لذلك من المفضل تهيئة التلميذ لتسهيل عودته الى المدرسة، واليكم بعض الإرشادات التي ينصح بها:
تحضير التلميذ نفسيًا: على الأهل التحدث مع أبنائهم عن المدرسة قبل موعد العودة بأيام. فتشرح لهم لمَ عليهم الذهاب إلى المدرسة، وما الحسنات التي يحصلون عليها، فمثلاً يمكننا أن نحدّثهم عن متعة لقاء زملائهم الذين لم يرونهم خلال العطلة وتبادل الأحاديث والأخبار، واكتشاف نشاطات جديدة في المدرسة وتعلم أمور تساعدهم في نموهم الفكري وتطوره.
تعويد التلميذ على التوقيت الجديد: بعد أمسيات صيفية جميلة واستيقاظ صباحي متأخر، يحتاج الطفل إلى روتين يومي جديد. لذا؛ يمكننا نحن الأهل - قبل أيام- من عودة ابنائنا إلى المدرسة تقديم ساعة نومهم وساعة استيقاظهم.
تحضير صغار السن من أبنائنا ليكونوا مستقلين: تحمل المسؤولية قد يسبب توترًا عند ابننا /بنتنا خصوصًا إذا كان صغير السن. ولنجنبه هذا الشعور يمكنها أن نعلّمه كيف يرتدي ملابسه ويخلعها وحده لا سيّما الزي المدرسي، ان يعد حقيبته وقرطاسيته لوحده وبالترتيب الذي يحبه.
في بداية العام الدراسي: علينا الاهل، الاستيقاظ باكرًا لتجنب التحضير السريع جدًا. فمن الضروري أن يأخذ ابنائنا وقتهم في الاستيقاظ وتناول فطور صحي، أما إذا لم تكن لديهم شهية بسبب القلق فعلينا ان لا نصرّ على تناولهم وجبتهم، ولكن في الوقت نفسه علينا أن نحضّر لهم سندويشًا شهيا وبعض الفاكهة نضعها في حقيبتهم.
فمع اقتراب قرع جرس المدرسة، يبقى الأمل أن تكون العودة بداية صفحة جديدة مليئة بالجد والاجتهاد. فالتأقلم السليم لا يقتصر على التحضير المادي، بل هو ثمرة دعم الأهل وتشجيعهم المستمر. حينها تتحوّل رهبة العودة إلى حافز، والخوف إلى طاقة إيجابية تدفع أبناءنا نحو النجاح.