الإعلامي أحمد حازم في مقاله:
بالرغم من أني لا أتفق دائماً مع عطوان في طروحاته السياسية، لكني أوافقه الرأي فيما يتعلق بالخلاف الإسلامي حول العيد، لأن هذا الخلاف يعتبراً عيباً من العيوب السياسية للعالم العربي، وما أكثر عيوبه، مع علمي اليقين بأن " العيب إذا صدر من أهل العيب ليس عيباً"
نصف العرب"عيّد" الثلاثاء والنصف الآخر يوم الأربعاء. صديق لي كتب ساخراً في صفحته على الفيسبوك : أهنيء نصف الأصدقاء بعيد الفطر، والنصف الثاني أهنئه يوم غد الأربعاء. أكيد مسخرة وعيب
يقولون أن من يثبت رؤية الهلال هو على حق، ولكن هل أصبحت رؤية الهلال جزءاً من السياسة القذرة ومرتبطة بشكل أو بآخر بالعلاقة مع السعودية؟ وعلى ما يبدو نعم، وأصبح الهلال جزءاً من التجاذبات السياسية.
تعودنا من الجامعة العربية على وجود خلافات سياسية بين الدول المنضمة تحت لوائها، بسبب تباين المواقف في الأحداث. هذه الجامعة التي لا نعرف لغاية الآن سبب وجودها ولا نعرف ما يفعله أمينها العام في السر والعلانية، فإن كل دولة عضو فيها "تسرح وتمرح " سياسياً كما يحلو لها دون الإلتزام بمباديء معينة، لأن ارتباطاتها السياسيبة (غير المعلنة) هي التي تتحكم بها وليس عضويتها في تلك الجامعة.
هذه الانقسامات انتقلت إلى شهر رمضان. وبدلاً من أن يكون هذا الشهر عاملاً لتوحيدهم على الأقل دينياً، يبدو أنه اصبح موضع خلاف في تحديد بدايته ونهايته. حتى أن الانقسامات وصلت إلى أكثر من ذلك وطالت الدولة الواحدة. فهناك دول اختلف سكانها على تحديد يوم عيد الفطر، فمنهم من احتفل بالعيد يوم الثلاثاء ومنهم من احتفل به الأربعاء ولكن على أي أساس؟ واذا بحثت عن السبب ترى أن السياسة هي وراء كل شيء؟ (شعب ما بستحي).
وقد كتب أحدهم على موقع للتواصل الاجتماعي: " أن نشهد انقسامات بين الدول المختلفة رغم تجاورها في يوم العيد فهو أمر معتاد، لكن الإختلاف في يوم العيد في الدولة نفسها بين الفرق والطوائف فهو أمر معيب ومشين، ويوضح لأي حال وصلت أمتنا وبلادنا من الفرقة".
أليست هذه مصيبة؟ والمصيبة الأكبر، أن أهالي بعض المدن العربية الصغيرة انقسموا على انفسهم طبعا لأسباب سياسية، كما حدث في مدينة (جنين) الفلسطينية .
من جهة أخرى أعجبتني تغريدة على (تويتر) للزميل عبد الباري عطوان حول موضوع الخلاف الإسلامي على تحديد يوم عيد الفطر بقوله:" هذا الانقسام الفاضح حول تحديد عيد الفطر حتى في البلد الواحد والاسرة الواحدة امر معيب ومخجل لم نتصور مطلقا ان تصل المناكفة السياسية لهذا المستوى من الهبوط بين الحكام، فاذا لم يتفقوا في مكة على موعد العيد، فعلى ماذا اتفقوا اذن على البغضاء والكراهية؟ انها قمة الانحدار لا سامحهم الله".
وبالرغم من أني لا أتفق دائماً مع عطوان في طروحاته السياسية، لكني أوافقه الرأي فيما يتعلق بالخلاف الإسلامي حول العيد، لأن هذا الخلاف يعتبراً عيباً من العيوب السياسية للعالم العربي، وما أكثر عيوبه، مع علمي اليقين بأن " العيب إذا صدر من أهل العيب ليس عيباً"
نصف العرب"عيّد" الثلاثاء والنصف الآخر يوم الأربعاء. صديق لي كتب ساخراً في صفحته على الفيسبوك : أهنيء نصف الأصدقاء بعيد الفطر، والنصف الثاني أهنئه يوم غد الأربعاء. أكيد مسخرة وعيب.
يقولون أن من يثبت رؤية الهلال هو على حق، ولكن هل أصبحت رؤية الهلال جزءاً من السياسة القذرة ومرتبطة بشكل أو بآخر بالعلاقة مع السعودية؟ وعلى ما يبدو نعم، وأصبح الهلال جزءاً من التجاذبات السياسية. والسؤال المطروح: لماذا لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أحد مؤتمرات جدة في بداية الألفية: "اتفقت الدول المشاركة في مؤتمر جدة على تأسيس مرصد إسلامي موحد لتحديد رؤية الهلال".
يقول العالم حنا صابات، أستاذ الفيزياء الفلكية: "يمكن تحديد بداية الأشهر القمرية وثبوت أهلتها بكل سهولة لآلاف السنين لا لعام أو لعامين فقط، وأن علوم الفلك تعتمد في رؤية الأهلة على الاقتران المركزي بين السماء والأرض قبل غروب الشمس، والاقتران المركزي أمر لا يختلف عليه اثنان في إثبات رؤية الهلال".
فهل يوجد بعد أكثر وضوحاً من أن رؤية "الهلال" دخلت بالفعل عالم السياسة؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com