يتعوَّج الصفصافُ حين أمرُّ بهِ
يتذكّر الأيامَ في عهد الصِبا
إذ كنتُ ألهو على الرملِ
المدللِ تحت ظلّهْ
يحفظُ اسمي الذي
ما زالَ محفوراً
يُطرِّزُ جذعَه الأملسْ
أراه قد انحنى ليقول لي:
من أين جئتَ، وهل ستبقى
كي ترى أزهارَ أرضِكَ
بين رابيةٍ ووادي؟
أقول للصفصافِ:
يا صفصافُ
حتى بعد أن عزّ البقاءُ
ومدّ لي بلدٌ بعيدٌ حبل إنقاذٍ
من عقوباتٍ جريرتُها عنادي
لم أنأَ عنكَ
وظل وجهُك ضابطاً نبض الفؤادِ
مهما ابتعدتَ
أظلُّ أنا الترابُ
لجذرك الباقي
ويا بلدي!
حين ابتعدتُ أنا
صرتُ امتدادكَ في البلادِ
ما زال زهرُ البرتقالِ
يفوحُ في صدري
وعرسٌ فيكَ
يجمعُ كل أعيادي
ما زال دفئي،
في البدايةِ والنهايةِ،
ساكنا في حِضن أمي
طُفتُ العديدَ من البلادِ
ولم أجد شيئاً يطيِّبُ خاطري
كهوى بلادي
سأعودُ يا صفصافتي
انتظري حضوري من جديدِ
قد يسأل الأحفاد يوماً:
كيف ظلَّ الاسمُ محفوراً،
بكل حروفه،
في جذعك الأملسْ
قد ظل ينتظر اللقاءَ
وعودةَ النوْرسْ
قد ظلَّ يحملُ لمسَ يدي
ولم تشطُبه أيدي الحرِ والمطرِ
قولي لهم: لا تعجبوا!
فحُبُّ الأرضِ يظلُّ
منقوشاً على الشجَرِ
تماماً مثلما
سيظلُّ حُبُّ القُدسِ
منقوشاً على الحجَرِ
نيويورك