الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 11:01

رشيد خلايلة من سخنين: مياه المجاري تفيض على اراضينا وتدمرها

أمين بشير -
نُشر: 06/04/16 14:55,  حُتلن: 20:18

المواطن رشيد مقبل خلايلة:

عائلتي زرعت الشجر واعتنت بهذه الأرض على مدار الفترة السابقة الطويلة والمؤسف جداً أن في العشر سنوات الاخيرة هناك مشكلة المجاري في المنطقة متزايدة وفي تفاقم ملحوظ 

قمنا في السنوات الماضية بقلع أشجار الزيتون وزراعة أشجار جديدة مكانها ولكن للأسف حتى الأشجار التي تم زراعتها مؤخرًا ذبلت بسبب ملوحة الارض

للأسف الشديد أيضًا الجيران وأهل المنطقة القاطنين بالأحياء الغربية يرمون نفاياتهم في أرضنا فأصبحت الأرض بالإضافة الى أنها منطقة تغمرها مياه المجاري 

شادي ابو ريا صاحب إحدى قسائم الارض المتضررة:

نحن باتصال دائم بين اصحاب الاراضي وأجرينا اتصالات عديدة مع المسؤولين عن هذه الكارثة البيئية التي تسببت بها شركة مياه الجليل

الاراضي ما زالت تئن من فيضان المياه العادمة عليها وغمرها وتكوين مستنقعات ونحن مللنا الاستمرار بهذا الوضع وكان الحري بالمسؤولين التحرك السريع

تعقيب مصطفى ابو ريا مدير شركة مياه الجليل لمنطقة البطوف والشاغور:

المشكلة تنبع من ان مواطنين اقدموا على القاء قاذورات وحجارة في قنوات شبكة تصريف المياه العادمة بالحي

بدورنا نقوم بتنظيف الشبكة بشكل دوري ووضعنا خطة لتوسعة قطر خطوط المياه العادمة لتستوعب كميات اكبر من تلك المياه المتدفقة من الحي المجاور لوادي القطن الذي من شأنه حل المشكلة جذريا

نريد ان يكون الجميع متشبث بأرضه لنحافظ على ارث الاجداد والآباء ونحن مسؤولين ونتحمل المسؤولية وبما اننا نعمل قد نصيب ونخطأ ولكننا نواصل الليل بالنهار من اجل خدمة اهلنا 

قضية مياه المجاري والتي تفيض على الاراضي الخاصة وكما يبدو فإنها قضية مزمنة وتتسبب احيانا الى كثير من المعاناة للمواطنين أصحاب كروم الزيتون، وسخنين كباقي اخواتها من البلدات العربية تعاني من فيضان المياه العادمة على الاراضي المزروعة، وتتسبب بأضرار جسيمة للبنية التحتية للارض ناهيك عن يباس اشجار الزيتون، كما في المنطقة الشرقية من سخنين فإن المنطقة الغربية ايضا لم تسلم من هذه المعضلة، فقد كونت المياه العادمة التي تفيض من خطوط المجاري مستنقعات كبيرة في الاراضي الخاصة، وتحولت الارض الى مكان موبوء بفعل الروائح الكريهة وتجمع الحشرات الضارة ويزيد الطين بلة اقدام عدد من المواطنين على القاء النفايات الصلبة على جنبات الطريق وبمداخل قسائم الارض.



وفي حديث مع المواطن رشيد مقبل خلايلة صاحب إحدى قسائم الارض المتضررة، قال: "نتواجد في أرضنا والتي يطلق عليها منطقة وادي القطن أو منطقة حقل السرار للغرب من سخنين، شجر الزيتون الموجود هنا عمره تقريباً أربعين سنة، عائلتي زرعت الشجر واعتنت بهذه الأرض على مدار الفترة السابقة الطويلة، والمؤسف جداً أن في العشر سنوات الاخيرة هناك مشكلة المجاري في المنطقة متزايدة وفي تفاقم ملحوظ، وكانت المشكلة في الأساس عندما أقاموا مشروع المجاري في المنطقة الشمالية الغربية من المدينة".

مياه المجاري شديدة الملوحة
وأضاف خلايلة: "في الحقيقة المشكلة الأكبر هي مشكلة شركة مياه الجليل، التي هي عمليًا في السنوات الأخيرة تزيد المشكلة سوءً بدلاً من أن تحلها، فقد توجهنا على فترات متباعدة ومختلفة بعد أن شهدنا فيضانات عديدة من برك المجاري في الجهة الشرقية الى شركة مياه الجليل، وقمنا في السنوات الماضية بقلع أشجار الزيتون وزراعة أشجار جديدة مكانها، ولكن للأسف حتى الأشجار التي تم زراعتها مؤخرًا ذبلت بسبب ملوحة الارض بفعل مياه المجاري شديدة الملوحة، وكما يبدو لا يلوح في الأفق أي حل للمشكلة على المدى القصير أو المتوسط، وفي يوم الارض الذي نحن فيه، علينا أن نتشبث بأراضينا والذي يحثنا على عناية الأرض، في السنوات الأخيرة استطاعوا أن يكرهونا أرضنا، وعمليًا هذه الطريقة هي مصادرة الأراضي بشكل غير مباشر".

وأكمل حديثه: "حقًا عندما أنظر الى الأرض وأشجارها الذبلة، أرى وكأن شجرة الزيتون تدمع عينها وتبكي على أصحابها وعلى من اعتنوا بها، ولكن بالرغم من ذلك فهي ما زالت رافعة رأسها، شامخة تحاول البقاء ولكن هيهات، ومن هنا أؤكد على حقيقة إن شركة مياه الجليل تعمل على إبادة الأراضي والأشجار، بدلاً من أن يقوموا بإصلاح شبكة المجاري بالشكل المناسب التي لا تكلفهم الكثير وإنما 2000 – 3000 شيكل وليس أكثر، ثمن الجرافة التي ستفتح الطريق، وقد عملت هذا من قبل على حسابي الشخصي، وتوجهت الى مدير شركة مياه الجليل مصطفى أبو ريا عدّة مرات، وهو كان يوعدنا بوعود كنّا نعتقد أنه سيوفي بها، الا انه وللأسف لم يف بها".


صور من الارض

وأكد خلايلة:" فنحن على مدى سنوات طويلة نعاني من هذه المشكلة، حتى أن في السنوات الماضية البعيدة كان الزيت الذي نجنيه من هذه الأشجار يكفي احتياجاتنا وبالتالي نستطيع أن نبيع زيتنا، كنا نبيع الزيت والزيتون لناس كثر ، لكن للأسف الآن صرنا نشتري الزيت، بالإضافة للمصاريف التي ندفعها سنوياً، فمنذ سنوات في أيام العطل أنا والعائلة كنّا نأتي الى هنا وقد كنّا نستمتع بمجيئنا ولكن اليوم الرائحة التي تفوح من الأرض لا ترحب بأي زائر، نسبة الأملاح العالية جداً في الاراضي تجعل شجر الزيتون ان تتوقف عن النمو وان تيبس، حتى لو قررت الآن أن أزرع أشجار من جديد، فإنها لا تدوم، فأشجار الزيتون يجب أن ينبت في أرض نقية وصافية، ولكن أرضنا مختلفة تماماً فهي مليئة بالأملاح والقاذورات بفعل مياه المجاري".

ويوجه خلايلة لومًا على المواطنين أيضًا: "للأسف الشديد أيضًا الجيران وأهل المنطقة القاطنين بالأحياء الغربية يرمون نفاياتهم في أرضنا، فأصبحت الأرض بالإضافة الى أنها منطقة تغمرها مياه المجاري وأصبحت ايضا مكبًا للنفايات، هذا الأمر مخجل ومؤسف جدًا".

خلايلة: نطالب بايجاد الحلول
وأشار خلايلة: "شركة مياه الجليل تتقاضى من سكان مدينة سخنين في السنة الواحدة عشرات ملايين الشواقل ، ولكن الاستثمار في مثل هذه المواضيع فهو صفر، الشركة تتذمر من تأخر السكان في الدفع ولكنها لا ترى في نفسها تأخر في القيام الواجبات الملقاة على عاتقها، أنا عملياً كإنسان هدفي أن نحيي هذه الأرض وأن نضمها لمنطقة نفوذ سخنين، لأنها حالياً تابعة لمنطقة نفوذ مسجاف ، على مدار الـ 25 سنة السابقة أسمع أن هذه الأرض ستضم الى منطقة نفوذ سخنين ولكن حتى اليوم لم يتم أمر كهذا، كما أن هذه الأرض سيمر في وسطها شارع التفافي حول مدينة سخنين مفتوح لأي شخص يريد أن يمر من هنا، فبكلمات أخرى هذه الأرض مصادرة، ولا حياة لمن تنادي، نحن لا نهتم كثيرا بالمخططات المستقبلية إلا دائما نرفع شعارات رنانة، وعلينا ان ننظر الى التخطيط التابع لسخنين للمستقبل البعيد لأبنائنا واحفادنا، فنرى إنهم يعدون هذه الأرض كشارع يحدد حدود مدينة سخنين، ويوفاليم تبعد عنّا مئات الأمتار في الجهة الغربية وهذا مؤشر الى أن هذه مصادرة للأراضي هم لا يريدوننا أن نتنفس الهواء في أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا وهذه هي المشكلة التي نحن نقف عندها اليوم، نحن نطالب بأعلى صوتنا ونطلب من المسؤولين إيجاد الحل".

شادي ابو ريا صاحب احدى قسائم الارض المتضررة قال:" نحن باتصال دائم بين اصحاب الاراضي، واجرينا اتصالات عديدة مع المسؤولين عن هذه الكارثة البيئية التي تسببت بها شركة مياه الجليل، والاراضي ما زالت تئن من فيضان المياه العادمة عليها وغمرها وتكوين مستنقعات ونحن مللنا الاستمرار بهذا الوضع، وكان الحري بالمسؤولين التحرك السريع ، ولو كانت هذه المياه العادمة تفيض على اراضي خاصة لادارة الشركة لكان التحرك اسرع من رمش العين، ولكن وكما يبدو اننا اناس ؤمن عامة الشعب وكل نداءاتنا لا تحركهم عن كراسيهم الجالسين عليها ولا يمكننا ان نجبرهم الخروج من غرفهم المكيفة للنظر الى شكاوى الجمهور والمحاولة التخفيف من معاناة المواطنين وهو امر قد لا نجده عند اقوام آخرين، بل المسؤول وجد ليظل يتجول بين المواطنين، وفي الميدان ليتعرف بشكل حقيقي على معاناة الناس وليس التمترس وراء ابواب غرفهم الفارهة التي هي من اموالنا واموال المواطنين، الغلابة، فما معنى أن احدا منهم حتى اليوم لم يقترب من هذه الأرض ولم تشاهد عيناه ماذا يحصل لنا ولم يبحث عن حل جذري لحل هذه المشكلة التي تهدد وجودنا، ووجودنا في ارضنا، والتي طالما اطلقنا الشعارات باننا مرابطون ولن نرحل وبالتالي المصيبة ان ابناء جلدتنا المسؤولين عن الشركة هي التي تتسبب بأن نزهق الارض والوقت الذي زرعناه بالزيتون ليكون علينا سهلا التنازل عنها وبيعها".

إحتياجات الارض
وأضاف ابو ريا:" ما الذي تريده ادارة شركة مياه الجليل ، هل تريد ان نزهق ارضنا ، فوالله اصبحت نفوسنا تشمئز من الوصول لأرضنا التي بذلنا عليها الغالي والنمفيس من اجل استصلاحها وقمنا باقتلاع اشجار الزيتون المحروقة بسبب الاملاح واستبدلناها باشجار جديدة وحتى الجديد منها لا ينمو بفعل الاملاح الضارة للنباتات، وتحولت اراضينا الى بحيرات خضراء من كثرة المياه العادمة". وخلص ابو ريا: "كُلي أمل أن الصحافة تستطيع ان تحرك المسؤولين والمواطنين للانتباه للأرض واحتياجات الارض ، والابقاء عليها رمز للبقاء في وطننا ، وان لا نكون عونا للغرباء على ابن البلد ليزهق ارضه ويتنازل عنها ".

تعقيب مدير شركة مياه الجليل مصطفى ابو ريا على اتهامات خلايلة وابو ريا
وفي حديث لمراسلنا مع مصطفى ابو ريا مدير شركة مياه الجليل لمنطقة البطوف والشاغور، قال: "المشكلة تنبع من ان مواطنين اقدموا على القاء قاذورات وحجارة في قنوات شبكة تصريف المياه العادمة بالحي، وبدورنا نقوم بتنظيف الشبكة بشكل دوري ووضعنا خطة لتوسعة قطر خطوط المياه العادمة لتستوعب كميات اكبر من تلك المياه المتدفقة من الحي المجاور لوادي القطن الذي من شأنه حل المشكلة جذريا ويوم 2 ايار ستفتح مناقصة من اجل مد خطوط جديدة في المكان ونحن على قناعة ان مع نهاية العام سيكون المشروع قد تم انجازه ونحل المشكلة المستعصية للمنطقة وهي خطوط قديمة استلمناها من البلدية وبالرغم من محاولاتنا للسيطرة على تدفق الكميات الكبيرة الا اننا لم نتمكن وقد تلقينا ميزانية للمشروع للمنطقة المشار اليها".

وإختتم بالقول: "ونحن نريد ان يكون الجميع متشبث بأرضه لنحافظ على ارث الاجداد والآباء ونحن مسؤولون نتحمل المسؤولية وبما اننا نعمل قد نصيب ونخطأ ولكننا نواصل الليل بالنهار من اجل خدمة اهلنا وان يتمسكوا بأراضيهم وان يبنوا عليها منازلهم ولكن احيانا الحلول لا تأتي فورية بسبب ارتباطنا بالوزارات المختصة والميزانيات التي تمنح للمشاريع".


من اليمين: رشيد خلايلة وشادي ابو ريّا

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
298312.62
BTC
0.52
CNY
.