الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 14:02

د. نبيل غريّب: الجراحة الروبوتية أحدثت ثورة في أساليب جراحة مفصل الركبة والورك

كل العرب
نُشر: 12/12/21 12:28,  حُتلن: 17:42

الجراحة الروبوتية هي نوع من أنواع العمليات الجراحية، تتم باستخدام أنظمة روبوتية وأجهزة محوسبة دقيقة وتستطيع التغّلب على قيود الجراحة التقليدية، كما وتعزز الجراحة الروبوتية من قدرة الجراحين على اجراء العملية بدقة أكبر وبالتالي تؤثر ايجابيا على مستوى رضى المرضى وعلى تحسين جودة حياتهم.

وعن استعمال الجراحة الروبوتية في جراحة الركبة والورك والتي تعتبر من اكثر عمليات العظام شيوعا في البلاد والعالم، كان لنا هذا الحديث مع د. نبيل غريّب، نائب مدير قسم العظام في مستشفى "رمبام" ليحدثنا عن أحدث أساليب وطرق الجراحة في المجال.

بداية ما هي المسببات التي تستدعى استبدال مفصل الركبة او مفصل الورك؟

مع التقدم في السن، يتقلص حجم ونسبة طبقة الغضروف في جميع مفاصل الجسم بما فيها مفاصل مثل الركبة والورك، وعند جزء كبير من الناس تظهر الاعراض في وقت مبكر أكثر.
استبدال مفصل الركبة يكون غالبا نتيجة اهتراء المفصل أو التغير في مبناه وتآكل في الغضروف الموجود في الركبة. هذا صحيح أيضا بالنسبة لمفصل الورك، اضافة الى اسباب تتعلق بهشاشه العظام والكسور في مفصل الورك خاصة عند كبار السن، الأمر الذي يحتم على الأطباء إجراء عملية لتبديل المفصل أو جزء منه. إن هذا النوع من العمليات جاء لتسريع فترة الشفاء واعادة التأهيل. لو لم تتم هذه العملية مثلاً وقمنا بعلاج المريض عن طريق الراحة فقط، دون الضغط على المفصل او تثبيته، فإن فترة العلاج ستكون طويلة اكثر، واحتمال العودة الى الحياة الطبيعية والمشي بشكل طبيعي تكون أقل. انتشرت هذه العمليات في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وتعتبر امنة جداً، والنتائج بعد العلاج تمنح المريض امكانية ممارسة الحياة العادية دون ألم. كما وأن دخول عالم الروبوتيكا والحوسبة الى هذا النوع من العمليات يزيد من دقة العملية ويؤثر إيجابيا على نتائجها.

هل تساهم الجراحة الروبوتية في نجاح أكبر لعمليات الركبة؟
بالتأكيد، الجراحة الروبوتية والحوسبة تعزز من قدرة الجراح على مسح وتحديد المنطقة التي تتم فيها العملية وتجهيزها لزرع الركبة مثلا بشكل ادق، وهي تستبدل التقنيات التي تعتمد ببساطة على وحدات قياس تقليدية مثل المسطرة او وحدة لقياس الزوايا والحجم والتي استخدمت على مدار 40 عاما. بينما الطريقة الجديدة تشمل نظام ملاحة متطور يمسح جميع أجزاء الركبة أو منطقة العملية، لتساعدنا لاحقا على اجراء العملية بدقة اكبر بمساعدة الروبوت. كما وترشدنا الى المسار الدقيق للعملية تماما كما يعمل جهاز (جي، بي اس) في السيارة. الدقة في العملية تؤثر إيجابيا على نتائج العملية وسلاسة عمل الركبة بعد الشفاء.
الروبوت يستطيع القيام بمهام بدقة أكبر من يد الجراح وهو يستند على معطيات دقيقة جدا يوفها نظام الملاحة المحوسب. كما وباستطاعته أيضا فحص قوة الانسجة التي تثبت الركبة على طول مجال حركتها ويحدد مكان عمل شق جراحي من أجل الحفاظ على الضغط والتوازن المثالي لمجال حركتها. كما وتوفر الطريقة الحديثة حلا في الحالات المركبة التي تشمل تغيّر كبير بشكل العظام او وجود معادن نتيجة عمليات سابقة حيث يصعب الوصول الى المنطقة المصابة واجراء القياسات المطلوبة كذلك يصعب الوصول الى منطقة العملية بالطريقة التقليدية وبهذا تمكننا الطريقة الحديثة من أجراء عمليات لم نستطع القيام بها سابقا.

ما مدى اقبال المجتمع العربي على هذا النوع من العمليات وهل مسببات المرض موجودة أكثر؟
للأسف نسبة الاقبال في المجتمع العربي هي اقل منها في المجتمع اليهودي. يعود ذلك الى مستوى المعرفة والوعي المنخفض لهذه العمليات، ولربما الخوف. وعلى الاغلب اسباب اجتماعية ونوع من الاستهتار بالصحة وبأهمية جودة الحياة. فمثلا: جزء من الفعاليات الاجتماعية وممارسة الرياضة، لا يعتبر حاجة ضرورية عند حياة الكثيرين، ويختارون ببساطة أن يعيشوا مع الالم والمعاناة، وأن يعيشوا مع جودة حياة منقوصة وهذا خطأ كبير حسب رأيي.

اذا نظرنا الى اسباب تآكل الغضروف واهتراء مفصل الركبة او الورك، فبعضها يعود الى اسباب تتعلق بنمط الحياة وعدم ممارسة الرياضة، او بسبب السمنة الزائدة في حالة مفصل الركبة، أو اسباب تتعلق بالوراثة والجينات. كما وأن الكسر عند مفصل الورك منتشر ايضا عند المسنين وخاصة النساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام. من هنا يمكن ان أقول ان هذه الظاهرة منتشرة اكثر في المجتمع العربي مقارنة بالوسط اليهودي بسبب انتشار اكبر للمسببات، او بسبب نمط الحياة وانتشار السمنة الكبير في المجتمع العربي أو قلة ممارسة الرياضة، بالرغم من عدم وجود معطيات أكيدة.

هل يمكن ممارسة الرياضة والحياة الفعالة بعد العملية؟
نعم. الكثير ممن مروا بمثل هذه العملية عادوا إلى الحياة الطبيعية والفعالة وعادوا إلى ممارسة الرياضة. إن المفصل الجديد قوي بما فيه الكفاية ليمكن الأنسان من ممارسة حياة فعالة. ففي بعض الحالات والتي أعرفها عن قرب، عاد المريض إلى ممارسة رياضة الدراجة الهوائية والتدرب في فرق الرياضة مع ملائمة امكانيات الجسم إلى نوع الرياضة. إن الأمر متعلق فقط بمن إجتاز مثل هذه العمليات، فهناك من يخلق الحواجز ويمنع نفسه من ممارسة الحياة الفعالة وهناك آخرون عادوا إلى أنواع رياضة تنافسية دون أي عوائق. .
لخلاصة حديثنا ما هي رسالتك العامة للمرضى؟
أوجاع مفاصل الركبة والورك وجودة الحياة المنقوصة هي وضع غير طبيعي وبالإمكان تغييره، هذا النوع من العمليات وبفضل التقنيات الحديثة والمتطورة يعتبر من العمليات الامنة والناجحة والنتائج مرضية جداً. من المهم بعد إجراء العملية أن تكون فترة الشفاء وإعادة التأهيل مكثفة لتوصل المريض إلى الحالة المثلى التي يستطيع. هذه العمليات تحسن من جودة الحياة وتعطي المريض الفرصة لينعم بحياة أفضل دون ألم أثناء المشي. هذه العمليات ليست عائق لتمنع من اجتازها أن يمارس الرياضة، بل على العكس يجب الاستمرار بالرياضة، وخصوصاً تقوية العضلات المتعلقة بالمفصل ويجب العمل على تقوية عضلات الجسم إجراء العملية من هذا النوع هو بداية جديدة لحياة ذات جودة أفضل. والافضل ان نحافظ على نمط حياة صحي وأن نمارس الرياضة بانتظام وأن نحافظ على المفاصل الطبيعية التي ولدنا معها.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
298942.40
BTC
0.52
CNY
.