إنّ الناظر اليوم لدور المعلم داخل الصف من ناحية التعليمية خاصة بالظروف الصعبة التي تعصف بنا، يكون فكرة اننا كفئة معلمين نتحمل وزر الفجوات التعليمية التي نتجت اليوم من خلال انقطاع سيرورة التعليم النشط داخل مدارسنا، وعليه هل أصبحت معلمًا فاشلًا وفق الظروف الجديدة التي نعيشها باختلاف وجهات النظر واليات التعليم والتقويم البديل؟!.
كل معلم يقارن بيئته التعليمية مع بيئات معلمين في مدارس ومناطق أخرى وتعليق فشله على الظروف المتغيرة دون النظر الى البيئة التي نعيش بها مما تحويه من مقومات مختلفة والتي أدت الى نتائج كارثية في بعض الحالات والسبب يعود لقلة ادارتنا للموارد الموجودة بين أيدينا وكيفية استغلالها بشكل يتناسب مع الظروف الجديدة.
ضعف التحصيل الدراسي والتحسين
من أبرز سمات الطبيعة البشرية للإنسان التطلع الدائم والمستمر إلى الأفضل دائمًا، وهناك عدد من الطلاب يواجهون الكثير من المشاكل خلال الدراسة مما كان له آثر سلبي على حياة الطلاب، والتي تؤدي إلى قلة تحصيلهم وانخفاض المستوى العلمي والدراسي لهم، لذلك سوف نوضح ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ضعف المستوى الدراسي للطلاب, وما هي الطرق التي يجب اتباعها لتحسين المستوى الدراسي لهم، لذا هيا معنا تعلم كيف تحسن مستواك الدراسي .
الأسباب التي تؤدي إلى ضعف المستوى الدراسي:
قبل عرض أهم الطرق , التي يمكنك من خلالها تعلم كيف تحسن مستواك الدراسي , يجب أن نضع أيدينا على الأسباب التي أدت إلى ضعف المستوى الدراسي.
فمما لا شك فيه أن المستوي الدراسي ,هو العنصر الأساسي الذي له دور فعال في تحديد مدى انتاجية الطالب, واكتسابه للمعارف العلمية، فكلما زاد تحسين المستوى الدراسي كلما ساعد في الارتقاء بمستوى المعيشة , ويساعد في إيجاد فرص عمل مناسبة ذات مكانة مرموقة في المجتمع، وكذلك أيضًا يساعد الأبناء في تحقيق كافة أحلامهم المستقبلية، ولكن هناك العديد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ضعف المستوى الدراسي والتي يمكن ذكرها على النحو التالي:
1. ضعف قدرة الطالب على الاستيعاب والفهم والإدراك.
2. عدم حب الطالب للدراسة والتعلم وافتقاده للشغف بهما.
3. اهمال الدراسة وتجنب الدوام على المذاكرة , مما يملك أثر سلبي على انخفاض مستوى التحصيل للطالب.
4. إهمال الكثير من الآباء والأمهات متابعة مستوى أبناءهم الدراسي , كنوع من اغفال المسئولية التي تقع على عاتقهم.
5. عدم قدرة المعلم على نقل وتوصيل المعلومات , إلى الطلاب بطريقة صحيحة ومبسطة.
تحسين مستوى الطلاب الدراسي
ضعف التحصيل الدراسي , منه نتعلم كيف نحسن مستواك الدراسي إليك السبيل لذلك: هناك بعض النصائح التي يجب أن تضع في عين الاعتبار , لتحسين المستوى الدراسي وهي على سبيل المثال ما يلي:
1. عليك إدراك الجانب الإيجابي , من الحصص الدراسية ومحاولة التركيز , وفهم كل ما يتم دراسته من مناهج تعليمية أثناء الحصص والدوام اليومي، ومحاولة كسب أكبر قدر ممكن من الاستفادة أثناء الشرح.
2. المتابعة حيث يجب عليك دوام مراجعة الدروس , بصفة مستمرة حتى لا تتراكم عليك، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط والكسل.
3. تحديد نقاط الضعف الخاصة بك , والعمل على تقويتها وعلاجها.
4. تعلم كيف تحسن مستواك الدراسي , من خلال التنظيم الصحيح للوقت , مما يساعد على تحسين مستواك العلمي , فيجب عليك أن تحسن تقسم الوقت , فبعض الوقت للدراسة والبعض الآخر للرياضة، وآخر لممارسة الهواية المفضلة , لك مما يعمل على تحسين حالتك المزاجية.
5. الاستفادة من المهارات الخاصة لديك والعمل على تعزيزها واستغلالها في النواحي الإيجابية.
6. الاطلاع على مصادر أخرى , إلى جانب الكتب المدرسية ,حتى تكون على علم بكافة النواحي الخاصة بالمنهج الدراسي , وهو ما يؤدي إلى توسيع أفقك ومداركك.
7. يجب الاهتمام أيضًا بالنواحي الجسمانية واللياقة البدنية ,حيث يتوجب عليك ممارسة الرياضة , والنوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا.
8. العمل في جماعات ,ومراجعة المناهج بشكل جماعي , من أهم العوامل التي تؤدي إلى تحسين المستوى الدراسي , فكلا منهم يكمل الآخر بشكل مبسط مما يثير الجانب التنافسي الإيجابي لديهم.
9. العمل على تدوين المعلومات ,الهامة خلال الحصص الدراسية.
10. وضع أهداف إيجابية مستقبلية محددة , مما يشجعك ذلك على تحسين مستواك.
11. محاولة الاستفادة من الجانب الإيجابي للتكنولوجيا والتقنية الحديثة , مثل استخدام الحاسوب في المذاكرة أو مشاهدة الفيديوهات التعليمية على الهاتف المحمول.
12. الاختيار الصحيح للأصدقاء، فإن له أثر في مستواك الدراسي سواء كان إيجابي أو سلبي، ولذلك يفضل أن يتم اختيار الأصدقاء المتفوقين دراسيًا والبعد عن مجموعة الأصدقاء السلبية التي تشعرك بالكسل.
13. كما أن للوالدين دور بارز ومؤثر في ذلك، وذلك بتحفيز الطالب وتشجيعه مثل مكافأته والتي تعد من أبرز الأمور التي تعمل على تشجيع الطالب ورفع معنوياته من أجل الحصول على المكافأة.
دور المدرسة في رفع مستوى التحصيل الدراسي
يكمن دور المدرسة في المساهمة في رفع مستوى التحصيل الدراسي عند الطلاب في الأشياء الآتية:
1. متابعة وضع الطالب الدراسي بشكل عام ووضع الأهل في صورة كل النتائج التي يحصل عليها الطالب في المدرسة.
2. الاهتمام بالعملية التعليمية ووضع نظام تعليمي مريح يساعد على رفع مستوى التَّحصيل الدراسي للطلاب بشكل عام.
3. الاهتمام بالاختبارات ووضعها بشكل دوري خلال العام، لأنَّ الاختبارات الدورية تؤدي إلى إلزام الطالب بضرورة المتابعة في المنهاج طيلة العام.
4. وضع المعلمين الأكفاء لتدريس المواد المهمة حتَّى يتمكن الطلاب من فهم واستيعاب المنهاج وعد وقوعهم في مشكلة قلة الاستيعاب بسبب أسلوب المعلم أو ما شابه ذلك.
دور الأهل في رفع مستوى التحصيل الدراسي
1- أن للأهل دورًا مهمًا لا يمكن تجاهله في رفع مستوى التحصيل الدراسي عند الطلاب، وفيما يأتي سنتحدَّث عن دور الأهل في تحسين النتاج الدراسي للطالب:
2-الاهتمام بنقاط الضعف عند الطالب، فإذا كانت الطالب ضعيفًا في مادة من المواد الدراسية، يجب عليهم توفير وتأمين الدروس الخاصة له من أجل تحسين وضعه في هذه المادة ومن أجل حصوله على نتائج عالية فيها.
3- متابعة الأهل الحثيثة للعملية الدراسية التي يمر بها الطالب في حياته الدراسية، والعمل على معرفة نتائجه الدراسية أولًا بأول من خلال التواصل المستمر مع المدرسة.
4-توفير جو دراسي مناسب للطالب، والمحافظة على استقرار الحالة الاجتماعية في المنزل، وتحقيق الاستقرار الأسري اللازم.
- توفير كل متطلبات الدراسة عند الطالب وكل احتياجاته، وحثه على الدراسة من أجل رفع مستوى تحصيله الدراسي.
- مساعدة الابن على تنظيم وقته، وتحديد أوقاتًا خاصة للدراسة وأوقاتًا خاصة للراحة والتأكيد على الالتزام التام بالوقت، لأنَّ الوقت هو رأس مال الطالب الأول.
- التواصل المستمر مع المعلم لمعرفة وضع الطالب الدراسي ومعرفة المواد الدراسية التي يعاني الطالب من ضعف فيها.
دور الطالب في رفع مستوى التحصيل الدراسي
لا شكَّ أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الطالب من أجل رفع مستوى التحصيل الدراسي الخاص به، وفيما يأتي نتحدَّث عن دور الطالب نفسه في رفع مستوى تحصيله الدراسي:
1. يجب على الطالب أن يبذل الجهد الكبير في الدراسة والحفظ من أجل رفع مستواه الدراسي، وذلك لأنَّ الدراسة الجادة هي السبب المباشر في رفع مستوى التحصيل الدراسي عند الطلاب.
2. وجود الرغبة والحافز والشغف المناسب للدراسة، ويجب على الطالب أن يعمل على مبدأ: الحكمة ضالة المؤمن، أنَّى وجدها هو أحرى وأحق بها من غيره.
3. الالتزام بالوقت، والضغط على النفس الأمارة بالسوء، من أجل الالتزام بوقت الدراسية ووقت الراحة، والحفاظ على الهدوء والتوكل على الله تعالى في الامتحانات والاختبارات.
معوقات التحصيل الدراسي
بعد أنَّ فصلنا في طرق رفع مستوى التحصيل الدراسي كاملة، جدير بالقول إنَّ للتحصيل الدراسية معوقاتٍ كثيرة، هي:
1. فقدان الشغف: إذا فقد الطالب الشغف للدراسة، سوف يفقد دون شك حبَّه للدارسة، وسوف يتراجع مستوى تحصيله العلمي والدراسي بشكل كبير، فحب الشيء ووجود الحافز إليه هو أول سبب من أسباب الإبداع فيه.
2. عدم اهتمام الأهل: انشغال الأهل وعدم اهتمامهم بالطالب هو من أهم معوقات التحصيل الدراسي، لأنَّ انضباط الأهل واهتمامهم الكبير بدراسة الطالب هو سبب رئيس في مستوى مستواه الدراسي والعكس ستكون نتيجته عكسية دون شك.
3. عدم احترام ساعات الراحة: إن العملية الدراسية تحتاج إلى الانضباط في الوقت، وليس الانضباط في وقت الدراسة فقط، بل في وقت الراحة أيضًا، حيث يجب على الطالب احترام أوقات الراحة بشكل كبير، لأنَّ الراحة هي أهم سبب من أسباب التركيز في الدراسة.
4. تأجيل الدراسة: أهم معوق من معوقات التحصيل الدراسي الجيد هو الإهمال، فإذا أهمل الطالب دراسته عانى من تراكمها وفقد الشغف والقدرة على دراسة ما فات وما تم تأجيله.
5. المشاكل الأسرية والاجتماعية: إنَّ عدم الاستقرار الأسري هو أخطر معوق من معوقات التحصيل الدراسي عند الطالب، فالطالب يحتاج بيئة أسرية مناسبة تساعده على الدراسة والهدوء والاستقرار.
أساليب التدريس التي تساعد على رفع التحصيل الدراسي
ضعف التحصيل الدراسي لنعرف من خلاله إنَّ المقصود بأساليب التدريس , التي تساعد على رفع مستوى التحصيل الدراسي، هي الأساليب التي تساعد بشكل كبير على تحفيز الطالب وبث الشغف في روحه وقلبه، لأنَّ هذا الشغف سوف يولد ويفجر في الطلاب طاقات هائلة , سوف ترفع من مستواهم الدراسي بشكل غير معقول، فيما يأتي نتحدَّث عن أبرز أساليب التدريس المحفِّزة للطلاب:
1. تعريف الطلاب بأهمية الدراسة بخطاب تعلمي يجذب الانتباه، ووضعهم في صورة المستقبل، حتَّى يشعر الطالب بأهمية الدراسة في مستقبله، مع ضرورة أن يكون الخطاب في هذا الموضوع خطاب نُصح ومساعدة، وخطاب أخوة لا خطاب تعليم، حتَّى يأخذه الطالب على محمل الجد.
2. أن يقوم المعلم بمناداة كل طالب بالاسم الذي يحبه هذا الطالب والذي يساعده على بذل الجهد الأكبر في التعليم.
3. استخدام أسلوب الترغيب والترهيب معًا في العملية التدريسية، وعدم تفضيل أسلوب على آخر، بل الموازنة بين هذين الأسلوبين.
4. العمل على خلق جو مرح في غرفة الصف ، إضافة غلى خلق جو من المنافسة التي من شأنها أن تحفز الطلاب في الدراسة.
5. استخدام أساليب التدريس الإلكترونية الحديثة، واستخدام العروض والصور والتجارب التي من شأنها أن تبعد الطالب عن الملل وعن روتين الدراسة التقليدية.
خطوات علاج ضعف التحصيل الدراسي
ضعف التحصيل الدراسي هناك مجموعة من الخطوات, التي يمكن على الطالب استخدامها في سبيل معالجة ضعف التحصيل الدراسي لديه، وهذه الخطوات هي:
1. الاهتمام بالمهارات الجانبية، والعمل على تنمية المواهب، مثل الاهتمام بدراسة اللغات، فهذا سيؤدي إلى تنمية العقل وتحفيز الطالب على العلم والدراسة.
2. تنمية كل مهارات التفكير، والاهتمام بالإبداع، فإذا كان الطالب يملك موهبة إبداعية في أي مجال من المجالات، يجب عليه أن ينميها ويحافظ عليها.
3. العمل على خلق جو من الود والتواصل البناء بين الطالب والمدرسة والمدرسين بشكل عام.
4. مشاركة أولياء الأمور مع المدرسة في الاطلاع , على كل نتائج الدراسة للطالب على مدار العام الدراسي، والعمل على حل المشكلات في حال وجودها.
د. أحمد محاجنة – متخصص بالتقويم البديل، البدجوجيا الحديثة ومستشار تنظيمي
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com