د. رياض طاهر محاميد :
مريض السكري غير المتوازن معرض لتعقيدات الكورونا أكثر بثلاثة أضعاف، أما اذا كان متوازنا فاحتمال حدوث تعقيدات تكون مثل الانسان المعافى
دور مريض السكري ومسؤوليته الذاتية تجاه صحته مهمان جدا في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى
بمناسبة اليوم العالمي للسكري، الذي يصادف في الرابع عشر من الشهر الحالي، وبسبب تفشي فيروس الكورونا هذا العام، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وعلى اعتبار ان مرضى السكري موجودون ضمن مجموعات الخطر للإصابة بتعقيدات المرض، حاورنا د. رياض طاهر، اخصائي السكري والغدد الصماء في مستشفى رمبام وخدمات الصحة الشاملة .
د. رياض طاهر محاميد
بداية، حدثنا عن بعض المعطيات ولماذا شهر السكري هذا العام مختلف؟
عرف مرض السكري على أنه ارتفاع في مستوى السكر في الدم لأسباب اما تكون وراثية أو بيئية كزيادة الوزن وقلة مزاولة النشاط البدني وعوامل أخرى. في السنوات الأخيرة ثمة ارتفاع ملحوظ في نسبة مرضى السكري في العالم بشكل عام وفي المجتمع العربي بشكل خاص. اذ تقدر نسبة مرضى السكري في المجتمع العربي بحوالي 12-15% من البالغين. حيث ان نسبة المصابين بمرض السكّريّ في فئة الأجيال 40-60 عندنا أكبر بثلاثة أضعاف تقريبًا من نسبة المرضى في المجتمع اليهوديّ، وذلك بسبب عوامل عدّة مثل إنتشار السمنة بشكل أكبر (نسبة العرب الّذين يعانون من السمنة أكبر بمرّتين تقريبًا من نسبتهم في المجتمع اليهوديّ)، التغيير الّذي حدث على أنماط التغذية في السنوات الأخيرة و تبنّي أنواع أغذية وعادات تغذية غير صحية، اضافة الى العوامل الوراثيّة السائدة وعدم ممارسة الرياضة بشكلٍ كافٍ. هذه الفترة من تفشي فيروس الكورونا واقتراب فصل الشتاء تشكل تحديا كبيرا لمرضى السكري وللطاقم المعالج ويحتم علينا ان نتعامل مع شهر التوعية لمرض السكري هذا العام بشكل مختلف وبجدية أكبر كي نجتاز هذه المرحلة بأمان.
هل مرضى السكري معرضون اكثر من غيرهم للإصابة بفيروس الكورونا ؟
احتمال اصابة مرضى السكري بفيروس الكورونا تشابه احتمال اصابة الانسان المعافى ، الا أن مرضى السكري غير المتوازنين معرضون أكثر للمعاناة بنسبة ثلاثة أضعاف من تعقيدات المرض والتي قد تصل الى الموت، خاصة اذا كانوا يعانون أيضا من السمنة ومضاعفات مرض السكري مثل ضغط الدم وأمراض القلب والاوعية الدموية. لكن لا بد من التأكيد أنه اذا كان مريض السكري متوازنا فان احتمال حدوث تعقيدات بسبب الاصابة بالقيروس هي مثل الانسان المعافى تماما.
ما هي رسالتك لمرض السكري في هذه الفترة ؟
طبعا درهم وقاية غير من قنطار علاج، وعلى مرضى السكري الالتزام الصارم بتعليمات وزارة الصحة. التحديات التي تواجه مرضى السكري في الفترة القادمة من أمراض الشتاء ليست سهله كما وان دورهم في ادارة مرضهم وايمانهم بموازنة السكر ضروري خاصة وان هذه الفترة تتميز بانحسار الفعاليات الرياضية والجسمانية اضافة الى الضغط النفسي العام. لذلك عليهم متابعة وفحص نسبة السكر بانتظام والتواصل مع الطيب المعالج كما وأن التغذية السليمة تعتبر عاملا مهما في هذه الفترة خاصة مع اقتراب امراض الشتاء الاخرى وضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام .
كما ذكرت التحديات التي تواجه مرضى السكري ليست سهله لكن بالتأكيد يمكن التغلب عليها بالتعاون ما بين مريض السكري والطبيب ودعم العائلة لاجتياز هذه المرحلة بأمان. ولا بد أن ننوه أن عالم علاج مرضى السكري تطور بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة واليوم توجد علاجات تسهل من حياة مرضى السكري وتعزز من امكانيات موازنة السكر وتسهل من تحديات المواظبة على العلاج. فهناك مثلا علاجات تدمج بين الانسولين وعلاجات فعالة وآمنة أخرى في قلم واحد لتسهل التوازن المنشود وتعزز من إمكانية المواظبة الضرورية على العلاج وأيضا تدمج علاج يمنح الشعور العام بالشبع ويخفف من حدة الجوع وبالتالي من الممكن ان تساعد على تخفيف الوزن. انصح المرضى بضرورة التنوّر الصحي وفحص امكانيات العلاج مع الطبيب الخاص. لأني اؤمن وبشكل كبير ان دور مريض السكري ومسؤوليته الذاتية تجاه صحته مهمان جدا في هذه الفترة اكثر من أي وقت مضى ولعل هذه الفترة تكون فرصة لمرضى السكري لموازنة السكر والحفاظ عليه متوازنا طوال العام.