جاء في مقال النائب إيمان خطيب ياسين - النائب عن الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة:
يعكس تصويت النساء العربيات المكثّف في الانتخابات الأخيرة حقيقة رغبتهن بتعزيز مكانتهن وأخذ دور فعّال، إلى جانب الرجال، في بناء مجتمع أكثر مساواة وعدلًا
كإنسانة تؤمن بالعلاقات الإنسانية وبخلق قواسم مشتركة على أوسع نطاق ممكن، سأتعاون مع كلّ عضو من أعضاء الكنيست الراغبين بالعمل معي على إحدى القضايا التي ذكرتها أعلاه
تصدّر خبر انتخابي كأول امرأة محجّبة في الكنيست العناوين وحاز على اهتمام واسع، وهو أمر يستحق ذلك لكونه خطوة بالغة الأهمية في مسيرة نضال النساء المتدينات لشقّ طريقهنّ من أجل الوصول إلى الصفوف الأماميّة، كمتساويات. لكن انتخابي يؤكّد أيضا أنّ البيت السياسيّ الذي أنتمي إليه، أيّ الحركة الإسلاميّة، يشكّل نموذجًا محترمًا لمنحه تمثيلا لائقا للنساء في العمل الجماهيريّ لصالح المجتمع ككلّ، وخصوصًا المجتمع العربيّ.
ومع ذلك، فالمسألة لا تبدأ ولا تنتهي عند حجابي وعند كوني امرأة مسلمة متدينة، وهي أمور أعتز وأفتخر بها، لكن القيم والأهداف التي سأكرّس لها عملي البرلمانيّ والجماهيريّه هي الأهم.
يعكس تصويت النساء العربيات المكثّف في الانتخابات الأخيرة حقيقة رغبتهن بتعزيز مكانتهن وأخذ دور فعّال، إلى جانب الرجال، في بناء مجتمع أكثر مساواة وعدلًا. وقد انعكس هذا إيجابًا من خلال نجاح القائمة المشتركة وانتخاب أربع نساء عربيّات للكنيست.
سيتمحور عمليّ الجماهيريّ حول تعزيز مكانة النساء المستضعفات، وعلى رأسهن النساء العربيّات، حيث أن ستين بالمئة منهنّ عاطلات عن العمل. تنضم هذه الإحصائية إلى أخرى لا تقل كارثية عن سابقتها، حيث أن نصف العائلات بالمجتمع العربيّ تحت خطّ الفقر، وهذا دليل على فشل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وشهادة إخفاق لكلّ المجتمع.
يسبّب التمييز السلطوي ضد المجتمع العربيّ أمراضًا كثيرة، بدءًا من الفقر ومرورًا بالعنف والجريمة المنظّمة. ستلقي هذه بظلالها عاجلًا أم آجلًا على كلّ المجتمع في إسرائيل، اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا. يمكن تلافي هذا الوضع عن طريق إيجاد حلول جذرية لكلّ هذه القضايا والتي ستعود في النهاية بالفائدة على كل المجتمع، تدفع الاقتصاد قدمًا وتخلق واقعًا أفضل للجميع عربا ويهودا.
لديّ قناعة أنّ حلّ المشاكل الجذريّة يتطلّب حلولا جذريّة. لا شكّ لدي أنّ التعليم هو حجر بناء المجتمع الأساسي، فمن خلاله يمكن بناء مجتمع صالح ومنيع. لجهاز التعليم دور حاسم بتحديد ملامح المجتمع والنهوض بقيمه. إنّ قيم حقوق الإنسان الكونيّة هي الضمان الحتميّ والوحيد لقيام مجتمع ديمقراطيّ تسوده المساواة، قادر على الاعتراف بوجود متساو لكل آخر مختلف.
استمرار لما سبق، لدي قناعة كاملة أيضًا أنّ إنهاء الاحتلال الإسرائيليّ وإقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقيّة في حدود 67 إلى جانب دولة إسرائيل، هي ضمان السلام الوحيد بين الشعبين اللذين يعيشان بين البحر والنهر. صغيرة هذه البلاد لدرجة أنّها قد تبتلعنا، لكنها كبيرة أيضا وباستطاعتها احتوائنا. أنا أقدّس الحياة.
يشهد العالم في السنوات الأخيرة نهضة مباركة بكل ما يتعلق بنشاط النساء الجماهيريّ والسياسيّ، خصوصًا في الدول الإسكندنافيّة، وطبعا في العالم العربيّ. فمثلا، سنحت لي الفرصة قبل عدّة سنوات وضمن دراستي في معهد مندل في القدس (مدرسة القيادة التربويّة)، أن ألتقي بالعديد من عضوات البرلمان المتدينات والمحافظات اللاتي انحدرت عائلاتهن من مناطق نائية في المغرب. حازت هذه النساء على تقديري وكنّ مصدر إلهامي.
كإنسانة تؤمن بالعلاقات الإنسانية وبخلق قواسم مشتركة على أوسع نطاق ممكن، سأتعاون مع كلّ عضو من أعضاء الكنيست الراغبين بالعمل معي على إحدى القضايا التي ذكرتها أعلاه.
(ملاحظة: المقال نشر في موقع وصحيفة "هآرتس" باللغتين العربية والعبرية بعنوان: עזבו את החיגאב, באתי לעבוד).
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com