نرى أنّ الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق، ونرى أنّ المجرم بريئا والبريء مجرما ويلوم العالم الضحيّة!!! وتنعكس الأحكام في الأمور رأسا على عقب، فالفساد يغيّر في القيم الإنسانيّة كالحق والخير والجمال، فتتغير معايير الحكم، وتتغير الأحكام الصادرة، فنرى المظلوم ظالما والمؤمن ملحدا والملحد داعية للخير والصلاح!

وتتلوث حياتنا بالضلال وانحراف الأعمال وقلب الحقائق والمفاهيم وفساد الرأي والعمل! وتتلوث البيئة، ونستنشق ثاني أوكسيد الكربون بدلا من الأكسجين! ونرى الجميل قبيحا والقبيح جميلا، ونحاكم البريء بتهمة مقاومة الظالم، ونقف مع الظالم ونعمل على تبرئته مما اقترفت يداه، ونشجّع بذلك الظالمين على ارتكاب الجرائم، ومن في قلوبهم مرض على ايذاء الأحرار والمجاهدين والعمالة والخيانة للدين والمجتمع!!!!

والنتيجة الطبيعيّة لانقلاب معايير الحكم في الأمور: أن يزداد الظالم ظلما، والقاتل قتلا، والسارق سرقة، ويسود الشر وينهزم الخير!!! ويعمّ الفساد البلاد وينزوي أصحاب الضمائر ولا يجرؤون على قول الحق! ليسلموا بنفوسهم من التلوث، في الغرق بالصمت، ولكنّ الفساد ينتشر ويعم، فينجرون مع الفاسدين في طريق الضلال والانحراف وتكون النهاية هي الهاوية، وما أدراك ما هي، نار حامية. فهل من اسئلة بعد عن عالم الفساد ؟!!

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net