دكتورة تغريد يحيى -يونس- إختتمتْ مجموعة "قراءة في علم الاجتماع والإناسة (السوسولوجيا والأنثروبولوجيا) العربييْن وحقول معرفيّة مجاورة"  برنامج لقاءاتها للسّنة الأكاديميّة المنتهية للتو،ّ يوم السبت 10. 8. 2024. أُسّست المجموعة كمجموعة قراءة أكاديميّة قبل حوالي سنة، في صيف 2023، وهدفت على المدى القريب والمباشر إلى توفير إطار لانكشاف ذوات وذوي هذه التخصّصات على مؤلَفات ومتون أدبيّات في العلوم الاجتماعية العربيّة والعلوم المجاورة، وباللّغة العربيّة.

عقدت المجموعة عشر لقاءات بواقع لقاء كلّ شهر أو كلّ ثلاثة أسابيع. تأجّل انعقاد اللّقاء الإفتتاحيّ حتّى شهر  كانون أول 2023، بسبب 7 أكتوبر والحرب على الغزّة، بينما كان اللّقاء العاشر والأخير في الثامن من آب، 2024. وقد تراوحت مدة اللّقاء بين ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات ونص الساعة.  
 جاءت المبادرة لتأسيس هذا الإطار في واقع تُهيمن فيه الأكاديميا الغربيّة البيضاء الاستعماريّة والصهيونيّة، ذلك في البراديمات والمنهجيّات والاتجاهات النظريّة والأدبيّات المعتمدة وفي النظرية المعرفيّة (الإبستيمولوجيا)، وفي اللّغة بمفهومَيْها الحرفيّ والاصطلاحيّ، وتُغيَّب فيه متون وأدبيات علم الاجتماع العربي والعلوم المجاورة. واللافت غياب أيّ فرصة أو إطار منهجيّ للتّعاطي مع ذلك في الداخل الفلسطيني (48). مجموعة القراءة هذه تشكّل وتوفّر مساحة أولى من نوعها ومنمازة في هذا السّياق.
وعلمًا بإشكاليّات تاريخ وتطوّر علم الاجتماع العربيّ والعلوم الاجتماعيّة في الأقطار العربية عامّة، وباعتماد جامعاتها المناهج الغربيّة، فأنّه من "غير الطبيعيّ" ألّا يتمّ الانكشاف على هذه التجارب العربيّة، تاريخها وإشكاليّاتها ومتونها في أيّ مرحلة من مراحل التعليم الجامعيّ التي يمرّ بها الفلسطينيون والفلسطينيّات في هذه التخصّصات في إسرائيل، بما في ذلك في دراساتهم/نّ العليا وفي أبحاثهم/نّ، فيما عدا إطّلاع ذاتيّ نادر لإحداهنّ/م أو أحدهم. بهذا المعنى، يوفّر مشروع مجموعة القراءة هذه مساحة جماعيّة منظّمة ومنتظمة تسدّ شيئًا من الفجوة المعرفيّة السحيقة، يتمّ خلالها الانكشاف على مؤلَفات وباحثين وباحثات ومواضيع بحوثهم/نّ، وخاصّياتها، قراءتها والنقاش فيها. 
إنضم للمجموعة في دورتها الأولى ثلاث عشر باحثًا وباحثة، من أستاذات وأساتذة جامعيّين وطلبة دكتوراة. على أمل أن تفتح المجموعة أبوابها في دورات قادمة لمعنيين/ات جدد. تستأنف المجموعة عملها للسّنة الثانية مع بداية السّنة الأكاديميّة القادمة 2024- 2045، حيث ترمي لأهداف متقدّمة أكثر بموجبها ي/تشتبك طالب/ة الدراسات العليا والباحث/ة بالدراسة والنقد مع هذه الأدبيّات في أبحاثه/ا مفاهيميًّا واصطلاحيًّا ومعرفيًّا، جنبًا إلى جنب مع ما اكتسبه/اكتسبتْه في الأكاديميا المهيمنة.
للتنويه، مشروع مجموعة "قراءة في علم الإجتماع والإناسة العربيّيْن وحقول معرفيّة مجارورة" هو مبادرة مستقلّة لا ترتبط بأيّ مؤسّسة أكاديميّة أو بحثيّة ولا بصندوق تمويل، سواء من داخل البلاد أو خارجها. 
ختامًا، نقدّم جزيل الشكر لمركز الشبيبة في كفر قرع ولمديرته عضوة المجموعة د. ناهد كناعنة على توفير قاعة الاجتماعات وعلى التضييف على نحو رتيب وكريم.