إتهامات قبل الانتخابات وبعد الاتفاقيات... كفاكم كذباً على المواطن| بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 01/01 11:07,  حُتلن: 12:57

ذكرت أكثر من مرة في مقالاتي في هذا الموقع،أن المنافسة بين الأحزاب ظاهرة صحية وديمقراطية، شرط الإلتزام الأدبي والأخلاقي بمضمون ما ينشر وعدم استخدام الكذب "واللف والدوران" لإظهار الغير وكأنه شيطان لا يخدم مجتمعه. فقبل انتخابات الكنيست عشنا فترة من تبادل الانهامات بين المشتركة الثلاثية و"القائمة العربية الموحدة، وسمعنا شتى أنواع العبارات والصياغات من عيارات ثقيلة وخفيفة. وعندما انتهت الانتخابات، قلنا: "خلص ريّحونا".
لكننا لم نشعر بعد بالراحة التامة. فبعد التوقيع على الاتفاقيات في إطار ما يسمى "حكومة التغيير"، التي يعتبر منصور عباس أحد رموزها الأساسيين، قرأنا بيانا أصدرته الموحدة تخاطب فيه "بعض الأحزاب" وطبعا مفهوم ضمناً هوية هذه الأحزاب، وإن كانت "الموحدة" لا تملك الجرأة على تسميتها، إلا أنها معروفة. "الموحدة" استخدمت لهجة هجومية قاسية بالقول:" تستمر بعض الأحزاب بأسلوب رخيص باجتزاء الحقائق وتشويهها وببث أكاذيب وتلفيق إشاعات بهدف ضرب الموحدة، وحرف الأنظار عن القضايا الكبرى التي احتوى عليها الاتفاق الائتلافي".
الحقائق التي تتحدثون عنها يا سادة في اتفاقيات ائتلافكم تشمل بنداً يضمن دعم كافة الاحزاب المشكلة للحكومة الجديدة لحقوق المثليين، بالاضافة الى الاستيطان، فهل هذا كذب وتلفيق؟ والاتفاق لا يضمن أبداً إلغاء قانون القومية أو كامنيتس ولا يضمن حتى وقف هدم البيوت في النقب أي في القرى غير المعترف بها. فهل هذا تلفيق؟
لكن الكذب الحقيقي قولكم في الموحدة:" "الاتفاق الائتلافي الذي وقّعناه جاء ليخدم مجتمعنا العربي ويعالج قضاياه الحارقة، وسنسعى من داخل الائتلاف دائمًا لتحقيق أكبر قدر من مصالح مجتمعنا ودفع الأضرار عنه". فهل ما فعلتموه يخدم مجتمعنا العربي؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا هدد سعيد الخرومي بالتصويت ضد الحكومة؟ أنا أقول لكم لماذا: "لأنه غير راضٍ عن شروط الانضمام للحكومة، خاصة حول ملف النقب وهدم البيوت وتشريد عرب النقب".
وقال الخرومي، حسب موقع العرب، إنه لا يمكنه التصويت إلى جانب الحكومة، في الوقت الذي لم يتم فيه وقف أوامر الهدم. لكن منصور عباس "شاطر وبعرف كيف يتعامل مع الخرومي" وعباس نفسه قال:" كل شيء سيكون على ما يرام" وفعلاً تم لفلفة القضية، والله أعلم كيف؟ على كل حال صادقت الكنيست على حكومة بينيت ولم تحدث أي إشكالات، ولم يكن تهديد سعيد الخرومي سوى غيمة صيف مارقة.
الموحدة قالت في بيانها حرفياً حسب موقع العرب:" نؤكد مرة أخرى أن الموحدة ملتزمة بثوابتها وقيمها ومبادئها وكل ما عاهدت عليه الناخب العربي، ولن تصوّت إلا بما يلائم هذه الثوابت". وأنا هنا أتساءل: أين الإلنزام بالثواابت؟ هل هو في دعم حكومة يرأسها رئيس سابق للإستيطان في الضفة الغربية؟ وأين هي القيم؟ هل هي في دعم حكومة تعطي "المثليين" الحق في الزواج من أبناء جنسهم؟ وأين هي المباديء؟ هل هي في غض النظر عن هدم البيوت وعدم الجدية الواضحة والكاملة في كامنيتتس؟ قولوا لنا بربكم إن كنتم قادرين.
الدكتور صالح نجيدات وفي مقال له في موقع العرب تحت عنوان " مطالب منصور عباس" نشر أمس الإثنين، يتساءل وبحق:" وبما أن الدكتور عباس دخل الائتلاف الحكومي، لماذا لم يتم المطالبة بتعيينه وزيرا من اجل التأثير على القرارات الحكومية المهمة من اجل مصلحة المجتمع العربي الذي من أجله دعم هذه الحكومة اليمينية ؟
يا دكتور صالح، شاكيد وزيرة الداخلية الحالية من حزب بينيت، رفضت أن يكون عباس نائب وزير، حتى أن رئاسة لجنة الداخلية التي أسندوا رئاستها لعباس، أخذها ناقصة وجردوه من مراقبة الشرطة والأمن التابعة للجنة. فكيف يمكن أن يكون وزيراً؟ ورضي عباس بكل ذلك.
ولقد أعجبني المثل الذي ذكرته الموحدة في بيانها في خطابها لبعض الأحزاب": "قلة الشغل بتعلّم التطريز". في الحقيقة يا زملاء نفتالي بينيت أن "تعلم التطريز" أشرف بكثير من مباركة زواج المثليين. قد تقولون انكم لم توافقوا وستصوتوا ضد كل اقتراح في هذا الشأن. لكنكم مشاركون في حكومة توافق على ذلك وهناك قرار يلزمكم بدعم قرارات الحكومة. وأنتم في هذه الحالة أشبه بالذي يحمل زجاجة خمرة ويقول: أنا لم أشربها ولكني حملتها، وينسى أن شربها مثل نقلها: حرام. وهكذا أنتم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة