بعد إعلان يائير لابيد عن نجاحه في تشكيل الحكومة بفضل منصور عباس، تحدثت صحيفة (هآرتس) عن عدة سيناريوهات قد يقوم بها نتنياهو لإفشال الحكومة، اعتقاداً منه بأن ذلك لمصلحته لأنه لا يستبعد تكليفه مرة أخرى بتشكيل الحكومة. ومن أجل تحقيق هذا السيناريو قالت الصحيفة انه من الممكن أن يقوم اليمين الإسرائيلي (جماعة نتنياهو) بافتعال أحداث تؤدي إلى تفجير الوضع. وهذا بالفعل ما يحصل الآن.
إن سبب الحرب الأخيرة على غزة والتي وقعت قبل حوالي شهر،كان انفجار الوضع في القدس وبالتحديد الممارسات العدوانية للمستوطنين في حي الشيخ جراح. فلم تسكت غزة ولم يسكت شعبنا في الداخل الفلسطيني. ولم يتعلم أصحاب القرار في إسرائيل من أخطائهم وعدم قراءتهم بشكل جيد لقدرة المفاومة الفلسطينية في القطاع والتي أجبرت صواريخها (المتواضعة) القيادة العسكرية الإسرائيلية على وقف القتال، وعلى عدم التجرؤ لخوض معركة برية ضد غزة.
مرة أخرى نعود للمربع الأول في القدس. المستوطنون مصرون على مسيرة الأعلام في شوارع القدس القديمة، التي أعلن عن تنفيذها المستوطنون يوم الخميس القادم كبديل للمسيرة التي افشلتها صواريخ المقاومة،الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون عملاً استفزازياً بهدف تفجير الوضع، وصدرت دعوات مقدسية للتصدي لهذه المسيرة.
مواجهة المسيرة تشمل ثلاث نقاط:أولها، تواجد مكثف بمدينة القدس وشوارعها وفي باب العامود وأزقة البلدة القديمة لحمايتها، وتانيها، شد الرحال إلى المسجد الأقصى منذ صباح الخميس، وثالثها،قيام المستوى السياسي بدوره في التصدي للمخططات الاسرائيلية.
المحلل والكاتب راسم عبيدات، أكد في تعليق له:" ان هذه المسيرة الاستفزازية،قد تفجر الأوضاع على نحو اوسع، وخاصة اذا ما حدثت اشتباكات مع المواطنين المقدسيين،الذين حتماً سيتصدون لهذه المسيرة الاستفزازية". وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أوصى مساء أمس السبت، بعدم إقامة مسيرة الأعلام المخطط لها في القدس الخميس القادم. وقد توصل غانتس إلى هذه النتيجة بعد اجتماع لتقييم الوضع الأمني أجراه مع رئيس الأركان والمفتش العام للشرطة والمستشار القضائي وقائد المنطقة الوسطى ومنسق عمليات الحكومية وقادة آخرين". من جانبه،
عضوا الكنيست وحليفا نتنياهو اليمينان المتطرفان سموترتش وبن غفير يدعمان نتنياهو بكل قوة، ويدعمان مسيرة الأعلام الاستفزازية. رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش،هاجم وزير الدفاع بيني غانتس، ووصفه بالجبان.أما إيتمار بن بن غفير فقد صرح: "رغم انف حكومة اليسار المتطرف سنسير في القدس. رائع انهم بعد ان باعوا النقب وتنازلوا عن سلطة القانون وانضووا تحت القائمة الموحدة، الان ابضا مسيرة الاعلام في القدس تجعلهم يدعون ان الحديث يدور عن استفزاز، القدس هي عاصمتنا الى الابد وسنسير فيها في اي مكان."
ويبدو أن الوضع في إسرائيل هذه الأيام "على كف عفريت" وقابل للإنفجار مجددا في أي لحظة، وعملية ضبطه متوقفة على موقف الشرطة الإسرائيلية. فإذا أرادت قيادة الشرطة ان يكون الوضع مستقراً فالواجب يتطلب منها منع مسيرة الأعلام ، وإذا لم تفعل ذلك فإن المواجهة حتماً ستنطلق بعد أول احتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين سيكونون بدون شك تحت رعاية الشرطة ودعمها. إذاً قيادة الشرطة أمام خيارين لا ثالث لهما. فإذا كانت هذه القيادة تعمل بتوجيهات خفية من نتنياهو فإن المواجهة باب ٌقوسين أو أدنى، وإذا كانت عقلانية فسيكون الهدوء سيد الموقف.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من التنويه إلى بيان رئيس جهاز الاستخبارات الإسرايلي (الشاباك) نداف أرغمان، الذي "حذّر فيه من اغتيال سياسي، جرّاء ازدياد التطرّف الخطير في النقاش العنيف والمحرّض، خصوصًا في مواقع التواصل الاجتماعي".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com