صرح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي أن "ما يحدث في المدن الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة لا يُحتمل. شاهدنا مشاغبين عرب يشعلون النيران في كنس يهودية وفي مركبات ويهاجمون أفراد الشرطة ويعتدون على مواطنين أبرياء. لا يمكننا أن نقبل بهذا. هذه هي فوضى".
وتابع نتنياهو: "لا شيء يبرر ذلك وأقول لكم أكثر من ذلك – لا شيء يبرر عمليات "لينش" يقوم بها عرب بحق يهود ولا شيء يبرر عمليات "لينش" يقوم بها يهود بحق عرب. لن نقبل بهذا. هذا العنف لا يمثلنا. سنستعيد النظام والقدرة على إدارة البلاد إلى المدن الإسرائيلية في كل مكان. إلى جميع المدن، إلى المدن المختلطة، إلى المدن اليهودية، إلى كل مكان".
تصوير مكتب رئيس الحكومة
وأوعز نتنياهو للشرطة باعتماد صلاحيات تتعلق بحالات الطوارئ وبتعزيزها بقوات تابعة لحرس الحدود وبفرض حظر التجوال وفق الحاجة، كما أفاد.
وأكمل نتنياهو: "سأعقد على الفور جلسة طارئة من أجل إعطاء الشرطة المزيد من الصلاحيات والدعم لأفرادها وتعزيزهم بقوات إضافية. أعتزم أيضا إرسال قوات عسكرية وفقا للقانون القائم وعند الحاجة – سنسن قانونا آخر. يجب علينا أن نقول لأفراد الشرطة وللجنود إننا نرسلهم بغية الحفاظ على النظام العام فسنفعل كل شيء لكي يتمتعوا بجميع الصلاحيات ويتلقوا القوات المطلوبة لتنفيذ المهمة".
واستطرد نتنياهو: "أقول للمواطنين الإسرائيليين – لا يهمني إذا دمكم يغلي. لا تستطيعون أخذ القانون بيدكم. لا تستطيعون أن تأخذوا مواطنا عربيا بسيطا وأن تحاولوا أن تعملوا "لينش" بحقه, كما لا نستطيع أن نرى مواطنين عرب يفعلون ذلك بحق مواطنين يهود. هذا لن يمر. إنني متأكد بأن هذا الموقف مشترك لمعظم المواطنين الإسرائيليين. نحن نخوض صراعا على جبهتين: جبهة واحدة ضد حماس وكلنا نقف صفا واحدا حيث تطلق حماس صواريخ تضرب يهودا وعرب على حد سواء. فلنتوحد كي ننفذ المهمة المطلوبة منّا كمواطني دولتنا – استعادة القدرة على إدارة البلاد والقضاء على هذه الفوضى واستعادة الأمان والهدوء الذي نستحقه جميع".
وفي سياق متصل زار نتنياهو اليوم إلى مركز الشرطة في عكا لحضور جلسة تناولت تقييم الأوضاع في أعقاب الأحداث التي شهدتها المدينة سويًا مع رئيس البلدية، ووزير الشرطة، والمفتش العام للشرطة وغيرهم من المسؤولين.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ختام الجلسة: "نخوض صراعًا على عدة جبهات. وقد توجهت ليلة أمس بعد اختتام المباحثات واتخاذ القرارات في الكرياه بخصوص قطاع غزة، توجهت عند الساعة 2:00 ليلاً إلى مدينة اللد، حيث فُتحت جبهة من الفلتان هناك. وقد اتخذنا قرارات بخصوصها أيضًا بضخ مزيد من القوات، وظهر اليوم هنا في عكا. نواصل الجهد الرامي إلى وقف الفلتان واستعادة الحكم والقانون في المدن الإسرائيلية بقبضة حديدية إذا لزم الأمر، من خلال كافة القوات اللازمة وكافة الصلاحيات المطلوبة. من هنا أرجع إلى مقر وزارة الدفاع في الكرياه لعقد اجتماع مع رئيس هيئة الأركان العامة ل جيش الدفاع وقائد سلاح الجو. وسأعقد جلسة للمجلس الوزاري المصغر هذا المساء. هناك تطورات صعبة، بما في ذلك إطلاق الصاروخ المضاد للدروع. سنرد ونرد بقوة متزايدة - ولن أخوض التفاصيل هنا"، كما صرح.
وأضاف نتنياهو: "أما أعمال الشغب التي شاهدناها للأسف في المدن المختلطة فأولاً هذا شيء غير مقبول يذكّرنا بمشاهد سابقة حلت بشعبنا ولا يمكننا القبول بذلك - لا سيما في دولتنا. وكان التوجيه الأول الذي أصدرته يقضي بضخ قوات حرس الحدود بغية دعم الشرطة الإسرائيلية، وقد تم تنفيذ هذا التوجيه. ووصلت هذه القوات إلى اللد وعكا وغيرهما من الأماكن التي باتت الشرطة تسيطر عليها على نحو لم نشهد مثله سابقًا وهذا مهم. وثانيًا، أوعزت بتخويلها بصلاحيات الطوارئ. وكان ذلك مرتبطًا ببعض المناقشات لكننا أوجدنا حلاً لهذه المشكلة القانونية. لتصبح هذه القوات الآن مزودة بالأدوات بما في ذلك فرض حظر التجول إذا لزم الأمر. ينبغي الإدراك بأننا معنيين بوقف موجة أعمال الشغب أولاً. وأدعو جميع القيادات، وعلى رأسهم قيادات المجتمع العربي إلى استنكار واتخاذ كل إجراء ممكن من أجل وضع حد لهذا الوضع. على كل حال، سنمارس القوة السيادية الموجودة بين أيدينا في سبيل بسط النظام واستعادة الهدوء والأمان لمواطني إسرائيل وللمدن الإسرائيلية".
وتمم نتنياهو قائلاً: "نسيج الحياة الذي نسعى إليه جميعًا والذي كنا جميعًا فخورين به، لن نسمح للذين يحاولون القضاء عليه بالقيام بذلك، وسنعالجهم ونبسط سيادتنا ونعيد عكا والمدن الإسرائيلية إلى مسار الدمج، والنجاح والمساهمة في المعجزة الإسرائيلية. ولن يفلح الذين يريدون إرجاعنا إلى الوراء بفضل الدمج بين السياسة الرشيدة واستثمار الموارد وكذلك القدر الكبير من القوات أينما لزم.
أشكر الأشخاص المكلّفين بإنجاز هذه المهمة بمعنى رجال الشرطة وجنود حرس الحدود، والمفوض العام، والقادة ووزير الأمن الداخلي. نحن بحاجة إلى الكثير من العمل الجاد والدعم هنا، تمامًا على غرار ما يقدمه مواطنو إسرائيل لجنود جيش الدفاع من دعم. هكذا يتعين عليهم دعم رجال الشرطة الإسرائيلية ومقاتلي ومقاتلات حرس الحدود. إنه نفس الصراع، بمعنى الصراع على مستقبل دولة إسرائيل وأمنها - بمعنى أمنها الخارجي وأمنها الداخلي. ندعم الشرطة بشكل كامل. إذا فكرت جهة ما أنها ستجد هنا قيادة غير موحدة أو غير قوية لهذا الاعتبار أو ذاك فهي قد أخطأت في الحساب. نحن هنا ونحن نضع كامل ثقلنا وقوتنا في سبيل الدفاع عن دولة إسرائيل سواء من الأعداء الخارجيين أو المشاغبين الداخليين"، وفقًا لما صرح.