كفر قرع حزينة على سليمان... المطلوب تفعيل حكم الإعدام للقاتل| أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 01/01 10:58,  حُتلن: 17:27

عندما تزوج المحامي نزيه مصاروة إبن بلدة كفر قرع، كان أمله ( مثل غيره من الشباب) أن يرزق بمولود ذكر، فرزقه الله بهذا المولود وأسماه سليمان. صحيح أنه كان الذكر الوحيد لكن هذه مشيئة رب العالمين، ورضي بها الشاب نزيه. قالوا له "مبروك الغالي". وكبر الغالي وأصبح من عداد الشباب المؤدبين في البلدة، وكان معروفاً بدماثة خلقه وسيرته الحسنة. كبر الغالي سليمان حتى منتصف العشرينات، وكان والداه ينتظران أن يأتي اليوم الذي يسمعون فيه الناس تقول لهما: "مبروك العريس الغالي". لكن هذا اليوم لن يأتي. وبدلاً منه جاء يوم مكلل بالسواد قال الناس فيه للأب وللأقارب "تعازينا بوفاة الغالي".

أه ما أصعبها من لحظات. شاب في عمر الورود في عز شبابه يذهب فجأة عن الدنيا... هكذا بكل بساطة وبدون سبب، رغم أن القتل، أي قتل لا مبرر له. شاب كان يفكر كيف يبني مستقبله، كيف يكوّن أسرة المستقبل يتعرض للقتل في وضح النهار في بلدته. آه ما أصعبها من لحظات عندما يطرق باب ذويه ويسمعوا خبر وفاته . هكذا فجأة.

صحيح أن الأعمار بيد الله ولا يأخذ الروح سوى خالقها، لكن ليس من حق أي إنسان إبادتها. أنا أعرف أن كل كلمات الرثاء لا تقلل من حزن والدي المغدور به. لكن هذه مشيئة الله وما لنا إلاّ أن نعمل من أجل أن يعمق الله الصبر والإيمان في قلبي والديه ، فلا أحد يشعر بهذا إلا الأب والأم.

لقد افتقدتك كفر قرع يا سليمان، لقد أصبحت بلدتك كفر قرع سوداءً بدونك أيها الشاب الخلوق. لا تعرف يا سليمان كم هي حزينة هذه البلدة التي كنت تحبها وكانت تحبك, أصدقاؤك، جيرانك زملاؤك أهلك أقرباؤك حارتك كل الناس في كفر قرع سيظلوا يرددون إسمك. فأنت (سليمانهم) الذي كان وفياً لهم ومخلصاً لمن عرفه.

لقد رحلت باكراً يا سليمان والقتلة يسرحون ويمرحون في كل مكان في مجتمعنا العربي الذي أنت ضحية من ضحاياه... ضحايا الإجرام. قالوا أن والد سليمان يبكي إبنه... نعم ليبكي ويبكي ويبكي على وحيده.

مسيرة حاشدة في البلدة، إضراب عام لأصحاب المحلات التجارية ورفع الاعلام السوداء على بناية المجلس المحلي والمؤسسات العامة في كفرقرع، ومناشدة أئمة المساجد على تخصيص خطبة الجمعة عن تفشي الجريمة والعنف في المجتمع العربي. كل ذلك من أجل الشاب سليمان. قالوا انهم يريدون "إبراق رسالة واضحة لحكومة وشرطة اسرائيل وتحميلهم مسؤولية الجريمة النكراء، ظناً منهم أن حكومة نتنياهو والشرطة العنصرية تهتم بذلك. كم من عربي قتل لغاية الآن ولا يزال القتلة غير معروفين دائماً (أو في معظم الحالات) . القاتل مجهول عندما يكون القتيل عربي. تعودنا على هذه الحالة. نحن نقتل بعضنا البعض لأتفه الأسباب. أما آن الأوان أن نعي ونستيقظ؟ لا تقولوا لبعض تصبحو على خير . قولوا تصبحوا على وعي. شبابنا يقتل على أيدينا ونحن نتفرج. ماذا نعمل: نسير في جنازات، نعزي، نستنكر وندين القتلة وبالتالي "اللي مات الله يرحمو" ثم ننتظر القتيل التالي.

وأفضل شيء لمعاقبة القاتل قضائياً هو الحكم بالإعدام مع التنفيذ. ولو عدنا إلى الشرع الإسلامي في هذه الحالة لنجد ذلك واضحاً كوضوح الشمس:" العين بالعين والسن بالسن" أو "وبشر القاتل بالقتل". كل الدلائل تشير إلى أن الدول التي يوجد فيها حكم إعدام للقاتل لا تحدث فيها جرائم قتل مثل تلك الدول التي تحكم على القاتل بالسجن المؤبد.(يعني بعد كم سنة يخفف الحكم إلى 15 سنة أو عشرة أعوام ومن الممكن أقل من ذلك ) ثم يطلق سراح القاتل. ولذلك المطلوب تفعيل حكم إعدام القاتل.

رحمك الله سليمان مصاروة وأدخلك فسيح جنانه، وألهم أهلك الصبر والسلوان. لكن لن يذهب أي دم هدراً ما دام الإنسان يؤمن بــِ" ما في حق بروح وراه مطالب".

 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة