أثار اجتماع بعض رؤساء السلطات المحلية العربية في بلدة اللقية، أمس الخميس، وانتخاب سلامة الأطرش، رئيس مجلس القيصوم، رئيسا لمنتدى السلطات العربية في النقب، ردود فعل متباينة، بعد تغيّب أربعة رؤساء سلطات محلية وإقليمية في الجنوب عن الاجتماع.

وشارك في الاجتماع رئيس المجلس المضيف أحمد الأسد، ورئيس مجلس تل السبع عمر أبو رقيق، ورئيس مجلس كسيفة عبد العزيز النصاصرة إضافة إلى رئيس مجلس القيصوم. وقد تغيب عن اللقاء رئيس مجلس شقيب السلام عامر أبو معمر – لأسباب شخصية. وقد تغيّب عن اللقاء أيضا رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، ورئيس مجلس حورة حابس العطاونة، ورئيس مجلس واحة الصحراء إبراهيم الهواشلة.

ويفيد مراسلنا نقلا عن مصدر موثوق، أن الدعوة التي تم توجيهها من قبل رئيس مجلس اللقية أكدت أنه لن تكون انتخابات وستشمل الجلسة "مشاورات لتوحيد الصف وتجنب كل ما يسبب انقسامات".
وقال رئيس مجلس حورة في حديث لمراسل "كل العرب" معقبا على عدم حضوره: "اعتذرت عن الحضور. لا نريد التشتيت والتفريق بل أن نجمع الكل. من الممكن أن يستمر عمل المنتدى بدون حاجة لرئيس، كما كان حتى اليوم. لا يُعقل أن يتم استثناء رئيس ثاني أكبر مدينة عربية في البلاد، وأكبر مدينة عربية في النقب – مدينة رهط وفيها 75 ألف نسمة. لا نريد الانفراد بالرأي".

ولم يتسنَ لمراسل "كل العرب" تلقي رد كل من رئيس بلدية رهط ورئيس مجلس شقيب السلام على انتخاب رئيس المنتدى في غيابهم.
وجاء في بيان عممه الرؤساء الذين شاركوا في الاجتماع وصدر عن مجلس القيصوم الإقليمي: "على أثر الحاجة الماسة لوجود منتدى يمثل السلطات المحلية العربية في النقب، عقد رؤساء المجالس في النقب اجتماعات عديدة من أجل هذا الهدف إلا أن تقرر عقد اجتماع نهائي يتم فيه إقامة منتدى وانتخاب رئيس له. وتم عقد هذا الاجتماع في اللقية بحضور أغلبية رؤساء السلطات المحلية العربية في النقب وتم فيه بأغلبية الأصوات انتخاب رئيس مجلس القيصوم سلامة الأطرش لرئاسة المنتدى. معا وسويا من أجل منتدى قوي وفعال يمثل مصالح أهلنا في النقب ويدافع عن حقوقهم. والله ولي التوفيق".

قضية شائكة

وتثير قضية انتخاب رئيسا لمنتدى السلطات المحلية العربية-البدوية في النقب استغراب كبير في صفوف المواطنين. وقال أحد المراقبين لصورة الوضع: "للأسف بعض الرؤساء يتطلع إلى القضية وكأنها زعامة وليست تكليف لخدمة المجتمع. من الأفضل أن يكون الرؤساء العرب في النقب على علاقة طيبة أحدهما مع الآخر في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع العربي في النقب. نعلم جميعا أنهم قبل عام تقريبا قرروا عدم استقبال موظفين ووزراء – ولكن لم ينفذوا هذا القرار الذي اتخذ بالاجماع في اجتماع للمنتدى".
وقبل نحو عامين وقعت مشكلة كبيرة بعد أن رشّح رئيسان أنفسهما لرئاسة المنتدى، وأصدرا كل على حدة بيانات تشير بانتخابهما لرئاسة المنتدى – الذي هو منصب فخري كان يرأسه بالتوافق رئيس بلدية رهط حتى الانتخابات الأخيرة للسلطات المحلية.
وفي يناير/كانون الثاني 2019 أعلن كل من رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، ورئيس مجلس عرعرة النقب نايف أبو عرار، كل في بيان منفرد به، أنه تم انتخابه رئيسا لمنتدى السلطات المحلية البدوية في النقب.
وجاء في بيان لرئيس بلدية رهط في حينه، أنه فاز الشيخ فايز أبو صهيبان بواقع 4 اصوات مقابل 3 أصوات لمنافسه نايف ابو عرار، رئيس مجلس عرعرة النقب. وقال معقبا: "من خلال رئاسة المنتدى سنعمل على متابعة كافة قضايا مدن وقرى النقب، كون النقب يعاني من قضايا جسام في كافة المجالات الحياتية ويعاني من قضايا هدم البيوت وحرث المحاصيل ومصادرة الاراضي وقضايا العنف المستشري بين ظهرانينا".
وبعده بخمسة أيام – وتحديدا يوم 22.1.2019 - أصدر أبو عرار بيانا من جانبه قال فيه: "إلى الأهل الاحبة في ربوع نقبنا الحبيب الغالي ، بحمد الله تم انتخابي رئيساً لمنتدى السلطات المحلية البدوية في النقب. انتخابي لهذا المنصب هو تكليف لا تشريف. ثقة رؤسائكم المنتخبين التي منحوني اياها سأكون اهل لها ولن أبخل على أحد منكم من العطاء ، فمن اليوم سأكون الخادم الأمين الذي سيواكب القضايا والمحن التي يمر بها نقبنا".