وجبة السحور/ بقلم: حازم إبراهيم

حازم إبراهيم
نُشر: 01/01 17:34,  حُتلن: 17:35

إن وجبة السُّحُور في شهر رمضان الكريم عمل مُستحب، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفقِ عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُور بَرَكَةً ) فحري للصائم ان يتسحر بالليل ، وهو الأكل والشرب وقت السحر استعداداً للصيام ، وقد ذكرت الحكمة من ذلك وهي حلولُ البركة ، والبركةُ إنما تكون من الله ولا تنال إلا بطاعته عز وجل والبركة كذلك تعني الزيادة في الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد من منافع الدنيا والآخرة ، ومما يلحظ على بعض الصائمين أنه لا يأبه بوجبة السحور ، ولا بتأخيرها فربما تركها وربما تناول الطعام في منتصف الليل أو قبل أن ينام ، إما لخوفه من عدم القيام أو لرغبته في النوم مدة أطول أو لقلة مبالاته بالسحور وبركاته أو لجهله بذلك ، وهذا خلل وخطأ لما فيه من مخالفة السُّنة ، وحرمان بركات السحور ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( السُّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ ) رواه أحمد وحسنه الألباني ، فعلى الصائم أن يتسحَّر وأن يؤخر سحوره إلى ما قبيل الفجر ، وهو افضل اوقات للسحور ، فعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسُّحُورِ قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً ) رواه البخاري ومسلم ، ففي هذا الحديث النبوي الشريف دليل على أنه يستحب تأخير السحور قبل آذان الفجر بقليل ، وتعجيل السحور من منتصف الليل جائز لكن تأخيره افضل وأبرك ومن السُّنة ، فإن السحور سمي بذلك لأنه يقع في وقت السحر وهو آخر الليل ، والإنسان إذا تسحر نصف الليل قد تفوته صلاة الفجر لغلبة النوم ، ثم إن تأخير السحور أرفق بالصائم وأدعى إلى النشاط ، لأن من مقاصد السحور تقوية البدن على الصيام وحفظ نشاطه فكان من الحكمة تأخيره ، اخواتي في الله إن وقت السحور وقت مبارك ، فهو وقت يستحب الصلاة والاستغفار والدعاء فيه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَنزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدُّنيا حين يَبقى ثُلثُ الليل الآخِرُ فيقول : مَن يَدعوني فأستجيبَ له ، مَن يسألني فأُعطِيَه ، من يَستغفِرُني فأغفِرَ له) رواه البخاري ، ومن ذلك أن وقتَ السحرِ من أفضل أوقات الاستغفار إن لم يكن أفضلَها ، كيف ولا وقد أثنى الله عز وجل على المستغفرين في ذلك الوقت بقوله : { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } وقوله : { وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } فالقيام للسحور سببٌ لإدراك هذه الفضيلة ، ونيلِ بركات الاستغفار المتعددة ، فعلى المؤمن أي يحرص كل الحرص على تناول هذه الوجبة المباركة والتي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى تعينه على صلاة الفجر والاستغفار والعبادة في نهار رمضان وتشد من قوته ليتحمل مشاق الجوع والعطش ، اللهم تقبل منا صيامنا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة