الأستاذ أشرف قرطام: 

التطور السريع جداً جعل الأبناء يذهبون إلى عالم ونحن الآباء الى عالم مختلف

أبناؤنا انتم الجيل الصاعد وأملنا فلا تخذلونا .. أنتم وقودونا إلى القمة لأنكم قادرون

في السنوات الأخيرة، نلاحظ شرخا كبيرا في علاقات الأهالي والأبناء بسبب عوامل عديدة، ولعّل أهمها الأجهزة المتطورة والتكنولوجيا الحديثة. وبهذا الصدد، قال الأستاذ ومدرب التنمية البشرية، أشرف قرطام:" أصبحنا ننتبه للظاهرة بشكل أكبر، وفي السنوات الأخيرة أصبحنا نعاني من هذا الموضوع، وأصبح الإنتباه بشكل أكبر بسبب إزدياد جرائم القتل والعنف، والكثير من الأهالي يتفاجؤون ويقولون ليس من المعقول ان ابني يقوم بأعمال عنف، ومن ثم تكتشف أن الأبن يقوم بأعمال العنف، وهذا دليل ان أمراً ما يحدث في السنوات الأخيرة، والذي يفرقنا عن بعض".

الأستاذ ومدرب التنمية البشرية، أشرف قرطام

وعن الأسباب، قال:" أن الأسباب عديدة وأهمها الوسائل التكنولوجية، وعندما يدخل الإبن إلى غرفته ومعه الهاتف الخليوي فهو يدخل إلى عالمه الخاص، والذي يتمثل بالمواقع والتطبيقات المختلفة "انستغرام"، "سناب تشات"، فيسبوك"، وجميع ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، التي تخلق عدم تواصل بين الناس والأهل والأصحاب".

وأضاف قرطام:" التطور السريع جداً جعل الأبناء يذهبون إلى عالم ونحن الآباء الى عالم مختلف، مما يجعلنا لا نستطيع مواكبتهم وتطورهم وإلى أين هم متجهون، فهذا يخلق شرخ كبير الذي يمنعنا من الوصول إلى الطريقة التي نتواصل بها مع الأبناء".

وتابع:"جاء الوقت الذي يجعلنا جميعاً ندخل بهذا المجال ونتحدث به، ونضع الأمور على الطاولة لنتحدث بها لا نخفيها". وأردف:" يوجد أزمة كبيرة، وهي ذاتها تؤدي إلى العنف، وهي حين يفاجأ الأب من الابن وأصدقاؤه".

وعن الحلول، قال:"لا يوجد لدي حلول سحرية، ولكن على الأقل يجب طرح الموضوع وأن نرى أنه يوجد مشكلة، طرح الموضوع قادر على وضع الأمور في النطاق الصحيح، لنبدأ معاً بالبحث عن الحلول".

وأكمل قرطام:" أنا أتحدث الان لا كمحاضر وانا كأب، أسال نفسي؛ ابني ماذا يفعل؟، من هم اصدقاؤه؟، ومن حقي أن أعرف من هم أصدقاء ابني، فهذا حق، وأنا بهذه الطريقة لا أضر إبني، ويجب أن تكون الأعين مفتوحة على الأبناء، والتربية هي الأساس الذي يربي أبناءه بطريقه صح يحصد الثمار". وعن التربية،قال:" من يربي أبناؤه بشكل صحيح يحصد الثمار، التربية هي الأساس والتربية تحتاج الى الوقت والصبر ويجب أن يتعب الأب والأم لكي يحصد الثمار، ويجب على الأب أن يكون ممتاز مع أبنه سنين وليس فقط يوم ويومين".
ووجه للأبناء رسال قال فيها:" لا يوجد لدينا بديل، أنتم أملنا والأمل الوحيد لهذا الشعب، وان تكونوا أنتم جيل التغيير، وتصحبوننا الى أماكن جيدة، فأنا أقول لكم هرمنا وتعبنا، كونوا جيل المستقبل تتطوروا وجعلونا نفتخر بكم كشعب إننا إستطعنا أن نربي وأننا تجاوزنا هذه الهزيمة والإحتلال فكونوا أنتم الجيل الذي يعطينا الأمل الإجتماعي والسياسي والأخلاقي والتقدم وأخلاق وقيم كونوا أنتم أملنا لأنكم قادرين على ذلك".