هذا السلاح يقتلنا، ماذا بعد؟/ بقلم: إبراهيم بشناق

إبراهيم بشناق
نُشر: 01/01 15:55,  حُتلن: 22:00

كعادتي عندما أستيقض أتصفح المواقع الألكترونية والتلفاز لأسمع وأشاهد آخر المستجدات، لكنني في هذه الأيام تنتابني حالة غريبة إذ أخاف أن أمارس ما أقوم به يومياً كي لا أسمع عن جريمة قتل أخرى في مجتمعنا، كما حصل يومياً في الأسابيع الأخيرة.
العنف يضرب في مجتمعنا وبمناطق جغرافية متعددة ولا يمر أسبوع دون قتل أو إصابات، فالمخدرات منتشرة بكثرة وكذلك السلاح غير المرخص، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط الكثير من أفراد مجتمعنا الى الدرك الأسفل، وهناك أيضاً أعمال بلطجة وفرض الخاوى، وهناك تفكك اسري مما أدى إلى إرتفاع في نسبة الطلاق بمجتمعنا، هذا كله من شأنه أن يهدم أركان المجتمع !!!
السؤال الذي يطرح نفسه، مَن المسؤول عن تدهور هذه الأوضاع وما آلت إليه في مجتمعنا ؟؟؟
المسؤول: هو أنا وأنت والأهل والمدرسة والسلطة المحلية والمثقفون ورجال الدين ورجال السياسة والشرطة التي لا تسعى لكشف هذه الجرائم أو كبح جماح الجريمة والحد منها ومعاقبة الجناة، بل قد تكون هي أحد أسباب إنتشار العنف بهذه الوتيره، وذلك لعدم قيامها بواجباتها على النحو المطلوب.
ماذا تنتظرون يا ساده ؟؟؟
لماذا تنظرون على كل ما يجري في مجتمعنا الذي تزعزعت قِيَمه وأخلاقه ولا تحركون ساكناً ؟؟؟
أليس هذا مجتمعنا ؟؟؟ أين غيرتكم على هذا مجتمع ؟؟؟
ألا تخافون عليه من الإنهيار والوصول إلى دركٍ لا يمكن الرجوع منه فيما بعد ؟؟؟
هل ماتت النخوة والحمية والكرامة وضَعُف الإنتماء لهذه الدرجه عندنا ؟؟؟
حذاري حذاري، إذا لم نتحرك جميعناً وعلى وجه السرعة سيصل الخطر إلى باب منزل كل واحد منا !!!
آن الأوان لنتحرك جميعاً من أجل وضع خطة وطنية شاملة تشارك فيها كل المؤسسات والأطر الفاعلة في مجتمعنا كي نحارب الفوضى العارمة التي تعصف بمجتمعنا من إنتشار المخدرات وقضايا العنف والقتل والسلاح غير المرخص وكل الظواهر السلبيه، والتي تعتبر بمثابة أمراض إجتماعيه خطيرة على الفرد والمجتمع.
من أجل ذلك يجب أن نضع جهودنا في سياق واحد وهو إصلاح التربيه والتعليم، والحث للمحافظة على القيم والأخلاق في البيت والمدرسة والشارع وفي كل مكان، وعلينا جميعاً المحافظة على مجتمعنا وأن نعمل على عدم فتح المجال لإنتشار الفساد، فاليوم لا توجد حاجه لقتل مجتمع ما بالسلاح لتدميره، يكفي فقط نشر الفساد والعصبية القبلية والطائفيه وإهمال التعليم، وعندها يُدمّر المجتمع نفسه بنفسه، لذا فان التربيه والتعليم والقيم والمعايير الإجتماعية هي الدرع الواقي للمجتمع من أجل الحفاظ عليه وعلى وحدته، وهي المحصنة من الإنحلال والكوارث الإجتماعية.
يجب إيجاد حل ومخرج لمشاكلنا الإجتماعية والعمل الفوري على إصلاح هذه الأوضاع، ولا يتم إصلاح المجتمع إلا إذا صَلُحت أخلاقه وتربيته.
علينا التداخل في المدارس من أجل إصلاح التعليم ومناهجه وإعادة التربية الى مدارسنا وأن لا نكتفي بأن يكون أولادنا مخزن للمعلومات فقط، علينا إستعادة الشارع والحي والبلدة من أجل حماية ابنائنا من السقوط في دائرة الجريمه !!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة