رئيس المجلس الإقليمي عطية الأعسم:
بناء على طلب مجموعة من رؤساء اللجان المحلية بتأجيل الانتخابات نظرا للمخططات الجديد من جهة السلطات والتي تشكل خطورة على وجودنا"
المرشح يوسف الزيادين:
ولا أعارض تأجيل الانتخابات فحسب، بل أؤيد تغيير كافة أعضاء المجلس الإقليمي من الرئيس وكل الأعضاء. يجب ضخ دماء جديدة في المجلس كي تحرّك الشارع المهمّش، ونطالب في نفس الوقت أن يتم إجراء انتخابات في لجنة التوجيه لعرب النقب
نشر أوّل: أدى مخطط الكرفانات الذي يقضي بتهجير آلاف المواطنين العرب من القرى مسلوبة الاعتراف في النقب إلى البلدات والقرى المعترف بها، إلى تأجيل انتخابات المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف به، بقرار من عدد من أعضاء المجلس الذين يرأسون اللجان المحلية في قراهم. ويفيد مراسل "كل العرب" أنّ الانتخابات ستجرى بعد شهر رمضان المبارك 2020، إلا أنّه لم يتم وضع تاريخ محدد لها حتى اللحظة.
وقد تمّ دعوة الأعضاء إلى جلسة طارئة السبت الماضي للتباحث في هذه الخطة، وتقرر خلال الجلسة أن يتم تأجيل الانتخابات للعام القادم.
وكان المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها أعلن رسميا تأجيل الانتخابات والتي كانت ستجرى يوم السبت القادم، الموافق الـ26 من الشهر الجاري، بعد مطالبة أعضاء في المجلس تأجيل الانتخابات في أعقاب خطة سلطة توطين البدو والتي اطلق عليها اسم "مخطط الكرفانات"، الذي يهدف إلى ترحيل الأهالي في النقب، حيث يقول المجلس إنّه سيطال كل الأهالي. وأضاف المجلس أنّه تمّ عرض موضوع التأجيل على أعضاء المجلس وصوت على قرار تأجيل الانتخابات بالأغلبية المطلقة.
وتقرر أن يقوم المجلس بزيارات ميدانية ووضع الناس في لب الأمور ومخاطر المخطط على مستقبل الإنسان والأرض في النقب، وكذلك تأطير كل المناطق في لجان محلية وتنظيمها ليتسنى للناس التواصل ورص الصفوف، والعمل على حث الشباب ليأخذوا دورهم في القيادة والدفاع عن قضيتهم بما في ذلك الترشح لرئاسة المجلس.
ويوجد في الوقت الحالي في المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها 27 عضوا، حضر منهم 11 عضوا، رغم الدعوة العامة التي تم توجيهها، حيث يرى البعض أنّه لا داع لتأجيل الانتخابات بل يجب ضخ دماء جديدة في المجلس وفي اللجان المحلية في القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، علما أنّ بعض سكان هذه القرى يرون أنفسهم أهلا لرئاسة المجلس وحتى أنهم أعلنوا سابقا عن ترشحهم للمنصب التطوعي. وقال المركّز الميداني للمجلس الإقليمي، معيقل الهواشلة، في حديث لمراسل "كل العرب"، إنّ "بعض القرى يوجد لديها رجال اتصال بالمجلس، وهذه المهلة القادمة ستأتي لتنظيم اللجان المحلية وإجراء انتخابات في القرى لاختيار الممثلين". وأضاف قائلا: "في العامين الأخيرين استطاع المجلس الإقليمي إقامة لجنتين محليتين جديدتين هما راس جرابا بمنطقة ديمونا برئاسة موسى الهواشلة، وقرية البقيعة شمالي مدينة عراد برئاسة فايز أبو مظعان".
وكان رئيس المجلس الحالي، الشيخ عطية الأعسم، عاد إلى رئاسة المجلس قبل ست سنوات، بعد توجه توجه جميع اللجان المحلية، ممثلة برؤسائها، إليه لتغيير الرئيس السابق إبراهيم الوقيلي. ويؤكد الأعسم أنّه لم يرضَ أن يعود، إلا عن طريق انتخابات – حيث أجريت انتخابات للمجلس، هي الأخيرة التي أجريت منذ ذلك الحين.
وعلم مراسلنا انّه كان هناك توجه لمعيقل الهواشلة لتسلّم رئاسة المجلس بالتزكية، من قبل عدد من الأعضاء، إلا أنّه رفض ذلك.
زيادين: "أرفض التمترس خلف الكراسي وأرفض التسوّل باسم بدو النقب"
من جانبه قال الناشط الاجتماعي والسياسي يوسف الزيادين، المرشح لرئاسة المجلس الإقليمي، إنّ "حقوقنا خط أحمر – قول وفعل"، رافضا تأجيل الانتخابات بادعاء وجود مخطط علينا "لأن المخططات موجودة منذ سنوات".
وأضاف الزيادين، عضو اللجنة المحلية في قرية وادي النعم، وهي أكبر قرية مسلوبة الاعتراف في النقب، حيث يوجد فيها نحو 13 ألف نسمة: "أنا مرشح قرى خط 40 ولا أعارض تأجيل الانتخابات فحسب، بل أؤيد تغيير كافة أعضاء المجلس الإقليمي من الرئيس وكل الأعضاء. يجب ضخ دماء جديدة في المجلس كي تحرّك الشارع المهمّش، ونطالب في نفس الوقت أن يتم إجراء انتخابات في لجنة التوجيه لعرب النقب، حيث يجب أن يقودها شباب ومثقفون".
وتابع قائلا: "أرفض التمترس خلف الكراسي، وأرفض أن أجعل من بدو النقب عبارة عن جمعيات تسعى للتسوّل باسمهم - فنحن بحاجة إلى كرامة ووحدة وقيادة شابة وجديدة تستطيع أن تخرج الشارع إلى النضال، لأن حقوقنا لا نستطيع أن نأخذها إلا بالنضال، وكل علاقاتنا بالدول الأوروبية التي جربناها لا تفيدنا بأي شيء. لا يفيدنا إلا النزول إلى الشارع والمطالبة بحقوقنا بقوة لأن الاستجداء لا ينفعنا، حيث يجب ان نتعلم الدرس من الشعوب العربية المجاورة، الذي يخرجون إلى الشارع من أجل رغيف خبز، ونحن يُهدم بيتك وتُهان كرامتك في الوقت الذي يتمترس فيه قياديون خلف الكراسي. نحن بحاجة إلى قيادات قوية".
"لا مجال أمامنا إلا التكاتف وصد الهجمة الشرسة"
من جانبه، أكد الشيخ محمد أبو فريحة، من قرية أم متنان، في حديث لمراسل "كل العرب" أنّ "الظرف الحالي لا يحتمل الخلاف وعلينا أن نعتصم بحبل الله جميعًا، فأمامنا سلطات لديها الكثير من الحيل والكيد والخُبث". وأشار إلى أنّه "لا مجال أمامنا إلا التكاتف وصد الهجمة الشرسة".
وكان أحمد النصاصرة، رئيس اللجنة المحلية لقرية السرة، الذي تعذّر عليه حضور الجلسة، بعث برسالة جاء فيها: "بما انها جلسة مهمة للتصدي للهجمة العنصرية والشرسة ضد شعبنا وقرانا وهدفها الوحيد هو قلع جذورنا من أرضنا وقرانا التاريخية، أقترح أن نوحّد الصفوف وان لا نختلف في هذه الفترة العصيبة، وان نستخدم كل وسائل النضال وأن ندعو إلى اضراب مفتوح لكي نثبت للقاصي والداني اننا أصحاب حق في العيش والمسكن وذلك حسب القانون الإسرائيلي. بإمكاننا ان نرفع القضية إلى المحكمة العليا، أما بالنسبة لتأجيل الانتخابات لرئاسة المجلس فأنا مع التأجيل. بارك الله في جهودكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله".
وعقب رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، الشيخ عطية الأعسم، في رده على سؤال لمراسل "كل العرب" قائلا إنّ القرار جاء "بناء على طلب مجموعة من رؤساء اللجان المحلية بتأجيل الانتخابات نظرا للمخططات الجديد من جهة السلطات والتي تشكل خطورة على وجودنا".