تباينت الآراء في الاستجابة أو عدم الاستجابة لدعوة أرئيل ومعيان، المسؤولان عن تنفيذ سياسة السلطات الإسرائيلية في النقب
طالب ناشطون من عرب النقب المشاركة في الوقفة الاحتجاجية أمام "بيت الجندي" بمدينة بئر السبع، مساء اليوم الأحد، وذلك ضد الإفطار الجماعي الذي ينظمه وزير الزراعة أوري أرئيل المسؤول عن "سلطة توطين وتطوير البدو" بإدارة يئير معيان للعرب-البدو في النقب.
وتباينت الآراء خلال الـ24 ساعة الأخيرة في الاستجابة أو عدم الاستجابة لدعوة أرئيل ومعيان، المسؤولان عن تنفيذ سياسة السلطات الإسرائيلية في النقب، علما أنّ الوزير أرئيل تفاخر عشية الانتخابات بهدم أكثر من خمسة آلاف منزل لعرب النقب في السنوات الثلاث الأخيرة. ورأى معظم المتحدثين أن على رؤساء السلطات المحلية في النقب والقياديين المدعوين مقاطعة هذا الإفطار، أو الحضور واسماع النقد على سياسة السلطات ثمّ مغادرة المكان.
وعلم مراسل "العرب" أن غالبية رؤساء السلطات المحلية سيتغيبوا عن حضور الإفطار الجماعي احتجاجا على سياسة السلطات واستمرار سياسة هدم البيوت. وقام مراسلنا باستطلاع آراء قياديين وناشطين في منطقة النقب حول هذا الإفطار.
حسين الرفايعة
وقال حسين الرفايعة، رئيس اللجنة المحلية لقرية بير أبو الحمام مسلوبة الاعتراف، وأحد أبرز الناشطين لمقاطعة إفطار الوزير والسلطة، قال لمراسل "العرب": "تقوم سلطة ما يسمى توطين البدو وهي في الحقيقة لتهجير وتدمير البدو، بدعوة لوجبة إفطار وذلك على شرف ما يسمى القيادة ورؤساء المجالس في النقب. السؤال المطروح هل يبحث يئير معيان عن الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل؟ وهل يريد معيان التكفير عن سيئاته على الجرائم التي قام بها في حق اهل النقب وهدم بيوتهم بعدد يزيد عن الـ5000 بيت في السنوات الأخيرة؟ بالطبع لا! معيان يريد بهذا العمل توجيه رساله ان كل ما تقوم به اسرائيل في النقب من هدم ودمار كله يمر بإرادة أهل القضية والدليل ها هي القيادة تجتمع معنا على وجبة افطار دسمه في شهر فضيل مما يعني ان كل ما يقال عن سياسة اسرائيل تجاه العرب ما هو الا كلام فارغ لا اساس له من الصحة".
وتابع الرفايعة: "نحن نعلم خفايا ودواهي سياسة هذه السلطة التي وضعت لنفسها مدة زمنية لتصفية قضية أهل النقب. ونحن بدورنا قمنا بالتصدي لهذا العمل المهين في حق أهل النقب وذلك من خلال الدعوة للوقفة الاحتجاجية لنثبت للعالم أنّ سياسة سلطة الدمار لن تمر ولن تخدع العالم بهذه المناسبات واعطاء انطباع للعالم أن أهل النقب يشاركون من هدم بيوتهم وسلب أراضيهم الود والوفاق ونقول لمعيان صورة أهل النقب المناضل لا انت ولا اذنابك تقدر تشوهها".
النائب طلب أبوعرار
وقال النائب السابق طلب أبوعرار: "كيف لأهلنا في النقب الذين تهدم بيوتهم وتصادر أرضهم وتباد مزروعاتهم ويتعرضون لأشرس المخططات والمؤامرات ان يجتمعوا على مائدة افطار لدى من ينفذ كل ما ذكرت أعلاه. إنه لخزي وعار ان نتصرف هكذا وكأن معيان لم يفعل شيئا هو ووزيره ارئيل ولا نريد لأهلنا الجلوس كالأيتام على موائد اللئام.
رأينا كيف تعامل معيان وزمرته قبل يومين حتى ان الحر الشديد جدا لم يسعف اهلنا من إلصاق أوامر هدم بدل من ان تقوم الدولة وسلطتها المدمرة لعرب النقب بمساعدة الأهل في النقب بالتخفيف عليهم بكل الوسائل الممكنة. أناشد المدعوين جميعا بمقاطعة هذه المهزلة بل واطالب الأهل في النقب بالوقوف معا بالمطالبة بإغلاق هذه السلطة بشكل تام".
النائب السابق جمعة الزبارقة
أما النائب السابق جمعة الزبارقة فقال: "هذا الإفطار ليس مقبولا لا عند الله ولا عند عباده. من المعيب المشاركة في هذا الإفطار مع من يهدم بيتنا. نحن نتحدث عن سلطة تطهير البدو – تهدم بيوتنا وتصادر أراضينا وتحرث مزروعاتنا وتقوم بملاحقتنا بشكل يومي ونحن نقوم من خلال الذهاب إلى مائدتها - بشرعنتها".
الشيخ يوسف أبوجامع
الشيخ يوسف أبوجامع، رئيس اللجنة الشعبية رهط، قال: "هذا الإفطار مكروه ومنبوذ على الشارع الفلسطيني وعلى الوسط العربي وعلينا كفلسطينيين في النقب. هذا الإفطار الذي يقوم عليه الوزير الذي يصدر أوامر هدم بيوتنا ومصادرة أرضنا واقتلاعنا من أرض الآباء والأجداد، وبالتالي نطالب من كل عربي فلسطيني حر أن لا يكون جزءا من هذه المنظومة القبيحة وتبييض وجه المؤسسة الإسرائيلية التي تريد خلعنا من أرضنا - أرض فلسطين".
خالد أبوسكوت
الناشط السياسي خالد أبوسكوت، من مدينة رهط، قال: "أسمي هذا إفطار العار. لا يعقل أن تهدم بيوتنا يوميا في كافة ربوع النقب، من خلال سياسة غالبتها تنفذها ما يسمى سلطة البدو - ونحن على موائد اللئام نتراكض إلى من يهدم بيتي ويبقي أبني وبناتي في العراء ويصادر أرض. آن الأوان أن نتخذ قرار جريئا - وأولهم رؤساء السلطات المحلية - بمقاطعة هذه المؤسسة، سلطة البدو".
يوسف زيادين
وقال الناشط يوسف زيادين، ابن قرية وادي النعم مسلوبة الاعتراف: "كلنا ضد هذه المؤسسات العنصرية ومن يتعاون معها ضد وجودنا، حيث هناك أناس يلعبون على الحبلين وبعد يومين تجده في صفوف المناضلين! اتمنى من الرؤساء والمدعوين ان يصحى ضميرهم ويتركوا موائد افطار معيان بعد توبيخه واسماعه ما لا يريد.. فترك أكله على الطاولة أكبر إذلال له ولوزيره العنصري ومع وجود الاعلام بتكون اللمة احلى وسنعرف من مع الشعب ومن مع المنهال".
علي أبو ربيعة
الناشط السياسي علي أبو ربيعة قال "إنّ الافطار المعسول بالسياسة المسمومة التي تنتهجها سلطه تدمير بيوت البدو وتخريب محاصيلهم الزراعية لا يعتبر شرفا لكل صائم يغمس من الافطار التي تعمله ايادي سامة تطعن المفطر عندها في الظهر..
الله لا يخلف لا على معيان ولا على زمرته البدوية الذين يعملون معه في الخفاء من اجل تدمير ابناء جلدتهم. لا لن اغمس في طعام تعده هذه الزمرة. ليس شرف لأي بدوي حضور هذا الإفطار. دموع النساء والاطفال الذين هدمت بيوتهم في عز البرد وعز الحر أغلى من هذه الاحتفالات".
وتابع قائلا: "لكل انسان قد يفكر ويقرر حضور هذا الافطار المسموم، ومن باب الأخوة وليس السلطة، نقول لهم ليس شرفا لكم ان تجلسوا على موائد هذه العصابة التخريبية، ولكن يحق لنا كمواطنين ان نعاقب كل رئيس مجلس منتخب يشارك ويوافق على الافطار مع هذه السلطة وليعلم رؤساء ونواب واعضاء المجالس ان الجمهور ينتظر ليرى من سيشارك لأن هذه المشاركة في الإفطار عبارة عن استفتاء جمهور البدو.. فكلما كثر العدد هذا يشجع السلطه على الاستمرار في التخريب. اذا اخي الرئيس واخي المدعو للإفطار! هل ستكون عونا وسندا لسلطه التخريب والتي يقف على رأسها معيان وعماله ومستشاريه البدو الفاشلين والخارجين عن رأي وموقف المواطنين البدو الشرفاء؟!".
سلطان أبو مديغم
في المقابل قال سلطان أبو مديغم إنّ "إفطار على نفقة مديرية النهوض بالبدو في مدينه بئر السبع، يمكن استغلال المشاركة به وصناعة تظاهرة ديبلوماسية داخل الحدث نفسه وتمرير رسالة الأهالي بشكل واضح وصريح وعلى مائدة الافطار. نصيحة، لا تكونوا وكأنكم فريقين، فريق مع المؤسسة وهو بكل صدق لا يؤثر وفقط تابع ضعيف لها، وفريق ضد المؤسسة وهو بكل صدق مجرد صوت طبول لا تخيف حتى العصافير".
وفسر قائلا: "شارك مثل ما شاركت بالكنيست ومن على منبر الكنيست تكرر قضاياك التي هم على علم بها، لكن تحت شعار من داخل بيتهم تواجههم لأجل ذلك صوتنا".