القرار الذي اتخذه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، بعيد عودته إلى بلاده بعد رحلة علاجه ، بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن عشر من ابريل / نيسان القادم ، وعدم ترشحه لولاية خامسة ، يأتي تلبية للمطالب الشعبية ونبض الشارع الجزائري ، وبفعل الضغط الشعبي والحراك الجماهيري السلمي الحضاري الراقي الواسع ، الذي عم ساحات وميادين الجزائر في الأيام الأخيرة ، بعد ان اعلان بوتفليقة عزمه ترشيح نفسه لعهدة خامسة ، وأيضًا نتيجة وضعه الصحي المتردي .
لقد شهدت الجزائر احتجاجات جماهيرية غاضبة قادتها قوى المعارضة والتغيير ، مطالبة بتنحي الرئيس الجزائري وعدم الترشح من جديد ، واصطف الجيش الجزائري الذي يوصف بأنه " حصن بوتفليقة "، إلى جانب الشعب المنتفض . كل ذلك شكل ضغطًا على بوتفليقة وجعله يعيد النظر في مسألة ترشحه وتأجيل موعد الانتخابات .
هذا وقد تباينت ردود الفعل في الداخل الجزائري حيال قرار بوتفليقة ، بين الترحيب والتأييد والتحفظ . فهنالك من رحب بالقرار وعزم الرئيس إجراء تعديلات لتكون ردًا مناسبًا على مطالب المتظاهرين والمحتجين ، وهناك من رأى أن القرار هو بمثابة مناورة والتفاف على مطالب الشعب الجزائري ، ويهدف إلى كسب الوقت وضمان استمرار حكم النظام واطالة عمر الحكومة الحالية .
ورغم ما يقال فان القرار يمثل انتصارًا للإرادة الشعبية ، ومن شأنه إعادة الهدوء للشارع الجزائري ، ويفسح المجال امام القوى السياسية والشعبية والوطنية والتقدمية والديمقراطية الجزائرية خوض الانتخابات الرئاسية ، وتحقيق الطموح المنشود المرتجى ، وإجراء التغييرات الديمقراطية المطلوبة ورسم ملامح الدولة الجزائرية في المستقبل .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com