قصة ساخرة
من المجموعة القصصية "نبيل عودة بروي قصص هواشية"
( يظهر محمد ابو هزاع هواش في الحياة بأشكال متعددة، أحيانا يظن نفسه أقرب للبشر، وأحيانا أقرب للضباع)
جرى حجز محمد أبو هزاع هواش في مستشفى للأمراض النفسية، بناء على طلب زوجته والعديد من اقاربه، بعد ان تبين انه يعاني من حالة نفسية غريبة، اذ يظن نفسه فأرا، وكلما رأى قط، يصاب بالرعب ويبدأ بالصراخ والركض للاختباء داخل احدى الغرف، حيث يغلق الباب ولا يفتحه رغم توسل زوجته اليه واصرارها ان القط الذي رآه لم يدخل البيت بل هرب الى بيت الجيران حيث اصحابه. المشكلة أصبحت غير محمولة بعد ان قرر البقاء بغرف مغلقة متوجسا من القطط.
لم يفهم أحدا من اقاربه ولا زوجته سبب هذا الخوف من القطط الذي الم به، وبعض الأقارب كاد يغمى عليهم من الضحك لحالة قريبهم محمد أبو هزاع هواش. قالوا له ان القطط تخاف من الناس ولا داعي لخوفك منها. أجاب انه مقتنع ان القطة تخاف من الناس ولكنها لا تخاف منه هو لأنه فأر. تفاجأ الأقارب وتفاجأت الزوجة.
- انت فأر؟
- الا ترون اني فار ..؟
- ولكنك بشري؟
- كل شيء في داخلي يقول لي إني فأر، والاثبات ان القطط لا تهرب مني بل تهاجمني؟
- ما هذا الكلام .. سأحضر قط لترى كيف يهرب منك؟
- لا وثم لا .. هذا أمر مرعب .. لا أستطيع مواجهة قط، سيلتهمني.
- ولكنك أكبر من حجم القط بمائة مرة، كيف سيلتهمك؟
- لا اعرف .. يجب ان أبقى بعيدا عن القطط.
فشلت كل المحاولات، أحضروا قطة بدون علمه فصرخ كالمجنون وهرب يختبئ لمدة أسبوع داخل غرفة النوم، ولم يقبل ان يفتح الباب ليتلقى طعاما، صام كل الأسبوع وهو مرعوب من القط، حتى أيقن ان قريبه اخذ القط وغادر البيت، بعد تلك الحادثة تقرر نقله للعلاج في مصح الأمراض النفسية.
استغرق علاج محمد أبو هزاع هواش شهرين كاملين، حتى أيقن انه ليس فأرا، بل انسانا عاديا مثل غيره من البشر.
سعد اهله وخاصة زوجته لنجاته من مرضه النفسي الصعب، عاد الى البيت ضاحكا سعيدا، في صباح اليوم التالي، شاهد قط الجار، فصرخ وهرب الى غرفة النوم، سارعت زوجته مضطربة تسأله عما الم به، الم يتعالج؟ قال:
- اجل اعرف إني بشري الآن ولست فأرا، لكن هل تعرف القطط ذلك؟
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com