الفلسطينيون يحيون ذكرى الاستشهاد
تصادف اليوم الذكرى الـ 14 لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات - أبو عمار، حيث استشهد في مثل هذا اليوم عام 2004، في أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس. ويحيي الفلسطينيون في الداخل والضفة وغزة والشتات هذه الذكرى اليوم مستذكرين هذا القائد الفذ.
احياء الذكرى في الخليل
وشكّل رحيل عرفات علامة فارقة في تاريخ السلطة الفلسطينية، التي لم تتبنَ قضية التحقيق في اغتياله رغم مرور 14 عاما، مع أنها شكلت لجنة تحقيق لم تستخلص إلى نتائج لهذه اللحظة.
واستفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة عرفات، الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ أنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ.
مولده
ولد "أبو عمار" في القدس في 4 أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956. ودرس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.
الشهيد ياسر عرفات
تأسيس حركة فتح
وبدأ عرفات بتشكيل مجموعات من أصدقائه الذين لجأوا إلى الكويت قادمين من غزة، وتطورت تلك المجموعات حتى كوَّنت حركة عرفت باسم حركة فتح، وأول المؤسسين للحركة هم خليل الوزير، وصلاح خلف، وخالد الحسن، وفاروق القدومي. ولم يُعرف بالتحديد وقت تأسيس حركة فتح، إلا أن تأسيسها كان في الفترة ما بين عامي 1958-1960م.
وتزعم عرفات مراحل مختلفة من النضال خاضها في عدد من دول الطوق التي نزح اليها تباعًا، بعد اشكاليات سياسية حدثت بين منظمة التحرير التي ترأسها عرفات وبين عدد من قادة هذه الدول. وبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982 نزح عرفات مع عدد من المقاتلين إلى تونس، حيث اغتيل هناك عدد من قادة المنظمة وفي مقدمتهم أبرز القيادات التي كانت تعد أركانًا مهمة لدى عرفات وهم خليل الوزير وابو الهول.
ومع بداية مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، فاجأ رئيس السلطة الشعب الفلسطيني بالتوقيع على "اتفاق أوسلوا"، في خطوة سياسية أوجدت جدلا كبيرا في أوساط الشعب الفلسطيني ونددت بها أغلب الفصائل الفلسطينية، قبل أن تأتي بعرفات ورفاقه من الخارج إلى الداخل المحتل.
وخاض الرجل مرحلة سياسية في غاية التعقيد من المفاوضات، أوصلته إلى قناعة بعدم جدواها، ما دعاه لدعم الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000م، بعد اقتحام شارون لحرام المسجد الأقصى. وبعد ذلك، حمّل شارون عرفات المسؤولية عن قيادة الانتفاضة، فعمل مع بداية 2004 على اجتياح الضفة ومحاصرة مقر المقاطعة التي كان يجلس فيها أبو عمار، وحوصر بدبابات الاحتلال ومنع عنه الكهرباء والمياه والغذاء.
الشهيد أبو عمار
من أقواله المأثورة:
-"لا تهتفوا لي بل اهتفوا لفلسطين والقدس، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين على القدس رايحين شهداء بالملايين."
- "يريدونني اما قتيلا واما اسيرا واما طريدا ولكن اقول لهم شهيدا، شهيدا، شهيدا."
هذه العبارة المشهورة رددها الشهيد القائد خلال حصاره من قبل إسرائيل في مقر المقاطعة في رام الله.
-"ان ثورتكم هذه وجدت لتنتصر وستنتصر طال الزمن او قصر."
-"هذا الشعب شعب الجبارين لا يعرف الركوع إلا لله تعالى".
- "هذا الشعب شعب الجبارين لا يدافع عن أرضه فقط بل يدافع عن مقدساته المسيحية والإسلامية، يدافع عن ارض العربة من المحيط إلى الخليج يدافع عن الأحرار والشرفاء في هذا العالم."
-"القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية واللي مش عاجبوا يشرب من بحر غزة."
-"أنتم يا شعبي في الشتات والمخيمات ليس من حق أحدا أن يتنازل عن حقكم في العودة إلى دياركم."