نبيل عودة في مقاله:
المعلومات التي وصلتني من مصدر موثوق انهم ما زالوا يبحثون عن مرشح توافقي لقيادة قائمة الجبهة قادر بشخصيته على تجنيد أوسع مما يقدر عليه السيد مصعب دخان.
علي سلام هو انسب رئيس للناصرة في وقتنا، واثبت انه الأفضل الذي انتخب لرئاسة البلدية في السنوات العشرين الأخيرة
حان الوقت لأكشف بعض التفاصيل. لم اكتب سابقا من منطلق أي عداء لأي مرشح لرئاسة بلدية الناصرة، وخاصة لمصعب دخان، كما حاول بعض المتخلفين عقليا ان يصوروا مواقفي. الموضوع ليس عداء، بل رؤية وتجربة طويلة جدا، عبر نصف قرن كامل من نكران الذات وتسويق مرشح وقائمة الجبهة، رغم أني احمل الكثير من النقد والكثير من الملاحظات السلبية حول العديد من المسائل والتصرفات، التي لا يمكن ان تصدر الا عن عقول أكلها العفن والغرور. وهذا لم يبدأ أمس بل له تاريخ طويل.
عندما اكتب ان معلوماتي ليست مجرد تقديرات، بل هي نتاج تسريبات من مؤسسات حزبية وجبهوية، فانا لا ابالغ ولا اتحدث بالغيب.
من اليوم الأول فهمت ان القيادات الحزبية والجبهوية القطرية، تفاجأت بأن يفوز السيد مصعب دخان في الناصرة. والحقيقة أنى انا أيضا تفاجأت، كان توقعي ان يفوز الدكتور عزمي حكيم .. او السيد شريف الزعبي. المعلومة الأولى التي وصلتني مباشرة وفورا بعد انتخاب مصعب دخان، انه غير ملائم ليخوض معركة انتخابية بعد هزيمة الجبهة في الانتخابات السابقة، وان المسالة تحتاج الى فحص للعمق، وان الفكرة الأمثل ان يُتفق على مرشح توافقي، من بين مختلف الشخصيات النصراوية التي أعلنت رغبتها بخوض المنافسة.
اذن بصراحة نحن مقبلون على أشهر لا شيء واضح فيها الا ان الرئيس الحالي للبلدية هو المرشح الذي لا خلاف حول ترشيحه وان الهدف اسقاطه، لكن المشكلة إيجاد مرشح له القدرات الانتخابية والشعبية بمستوى أكثر اتساعا من رفيقهم مصعب دخان، الذي لا خلاف حول استقامته واخلاصه للجبهة وحزبه الشيوعي، لكن هذا لا يجعل منه مرشحا قادرا على منافسة علي سلام، خاصة بعد ان اثبت علي سلام انه بولدوزر نشاط لا يتوقف، وأنتج ما كان يبدو مستحيلا في فترة رئاسته، بالمقارنة مع الفترات السابقة اثناء قيادة الجبهة للبلدية.
الآن نأتي الى الموضوع الجديد عن الحيرة القاتلة للجبهة والحزب الشيوعي حول السيد مصعب دخان. وانا لا اكتب من منطلق رفضي لمصعب دخان، بالنسبة لي هو انسان نصراوي مثقف، ومناضل سياسي، رغم أني احمل انتقادات للحزب الشيوعي، الا أنى لا يمكن ان أنكر دور الحزب النضالي السياسي والتثقيفي في المجتمع العربي في إسرائيل، رغم ان هذا الدور تلاشى واندثر في السنوات الأخيرة. احترم كل أعضاء الحزب رغم ان الكثيرين منهم اشبه بالسلفيين الشيوعيين، متمسكون بنصوص لم تعد تصلح للتسويق. ارى بهم قسما واعيا من مجتمعنا، لكن هذا لا يؤهلهم للتعالي على سائر شخصيات مجتمعنا وحق كل انسان بالمساهمة في خدمة هذا المجتمع، والأهم عدم الاستهتار بالمنافسين، خاصة على صعيد النشاط السياسي، البلدي والاجتماعي، وهي احدى الأمراض الطفولية التي لم ينجح التنظيم الشيوعي من التحرر منها .. بتنميته الغرور والاستعلاء على المنافسين. ويبدو ان الهزيمة المدوية التي أطاحت بهم بعد أربعين سنة من بلدية الناصرة لم يتعلموا منها شيئا بعد.
الموضوع الجديد، الذي انكشفت أطراف خيوطه، ان الجبهة القطرية وعدد من قادة الحزب الشيوعي ما زالوا يصرون على اختيار مرشح قادر، حسب رؤيتهم وتفكيرهم، على مواجهة علي سلام. أي ان مشكلتهم، حليفهم السابق علي سلام، الذي حاولوا التخلص منه بطريقة تآمرية، فهزمهم شر هزيمة. لكن خطأهم الكبير هو مناصبته العداء بدل ان يعيدوا المياه لمجاريها والتعامل معه كحليف رغم المنافسة الانتخابية، لذا خسارتهم كانت مضاعفة عدة مرات. وها هم الآن يتخبطون خبط عشواء .. واخر سقوط لهم، كان اسقاط ميزانية التطوير لبلدية الناصرة والتسبب بخسارة لن تعوض تقدر ب 30 مليون شيكل لمدينة الناصرة. فهل تستحقون الثقة بعد انكشاف اخلاقياتكم السياسية؟
المعلومات التي وصلتني من مصدر موثوق انهم ما زالوا يبحثون عن مرشح توافقي لقيادة قائمة الجبهة قادر بشخصيته على تجنيد أوسع مما يقدر عليه السيد مصعب دخان.
بغض النظر عن ان هذا التصرف معيب، وان تجاهل مرشح فاز بالأكثرية بانتخابات ديموقراطية، يكشف مساوئ حزبهم بالأساس واستهتار حزبهم بكوادره. وانا من تجربتي اعرف ان هذا الأمر ليس جديدا في تاريخ الحزب الشيوعي.
الشخصية التي يحاولون ان يعتمدوها لقيادة الجبهة او كمرشح توافقي، هو رجل اعمال من عائلة معروفة، أعلن في البداية انه سيرشح نفسه ثم تراجع عندما رأى ان المنافسة لن تخدم مكانته الشخصية او الاقتصادية.
لا اريد طرح اسمه، احتراما له، وحتى لا اثير تأويلات لا ضرورة لها، لكني اعلم انه متحمس ومتردد جدا، وان المقربين له ينصحونه بالتخلي عن هذا الحلم المستحيل. إذ بات واضحا للمقربين له، ان الجبهة أشبه بمريض يحتاج الى زراعة قلب جديد .. وهو بعيد عن ان يشكل قلبا ينبض ويمد الجبهة بدورة جديدة في بلدية الناصرة.
بالتلخيص الأخير، هذا الواقع فيه من السخرية أكثر مما فيه من التفكير المنطقي. ولأول مرة سأقول لكم ان عدم وقوفكم وراء مرشح جبهة الناصرة مصعب دخان، هو تصرف غبي وقد يلحق بكم ضربة مؤلمة في الناصرة .. حتى لو ترشحت شخصية تملك القدرات الكبيرة، حسب أوهامكم .. على جرف الأصوات. لكن جرف الأصوات انتهى. أنتم تلحقون الضرر بمرشحكم مصعب دخان، الذي تتجاهلونه بإعلامكم، وذهب لصحيفة فارغة من أي مضمون اعلامي لتسوقه، ملحقا الضرر بمكانته وامكانيات نجاحه. الاعلام أعزائي ليس مجرد نشر صور، وسحيج يكتب مقالات تنفع لمسرح كوميدي، انما ما هو الموقع الإعلامي الذي يدعمكم؟ ما هي قيمته ومكانته الإعلامية؟ من هم الشخصيات التي تقف وراء هذا التسويق؟ ما هي مكانتها في مجمل الاعلام المحلي؟ موقع تافه بشخصيات مهلهلة سيلحق الضرر به، وقد الحق الضرر الكبير والسخرية الكبيرة بأسلوب النشر الغبي جدا!!
بما أني أرى ان علي سلام هو انسب رئيس للناصرة في وقتنا، واثبت انه الأفضل الذي انتخب لرئاسة البلدية في السنوات العشرين الأخيرة، لذا انصح مصعب ان يبتعد عن الاعلام المسيء لشخصه، وأن يفحص مع حزبه سبب تجاهله، وان لا ينتظر قرارات فوقية تنحيه جانبا، وتضع مكانه شخصا يوهمهم انه القادر على مواجهة علي سلام، قد يكون الفرق بين مصعب دخان ومرشح آخر مجرد عدة عشرات او مئات قليلة من الأصوات، ربما تكسبهم مقعد إضافي؟ اشك بذلك؟ لكن لن يفوز برئاسة البلدية واكثرية الأعضاء الا علي سلام وقائمة "ناصرتي".
ونصيحة أخيرة لمصعب وحزبه، عليكم اعلان اعتذاركم عن تصويتكم الخاطئ والتخريبي بإسقاطكم ميزانية بلدية الناصرة لعام 2018، وإنكم ستتعاونون مع علي سلام في المجلس البلدي القادم. بذلك ستنقذون بعض ما تبقى لكم من قيمة انتخابية ومن مكانة لدى المواطنين في الناصرة !!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net