عباس بين ترامب وحماس/ فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 01/01 09:18,  حُتلن: 09:21

فادي أبو بكر:

القيادة الفلسطينية بحاجة إلى الإسراع في إنفاذ حراك الكرامة الشعبي والدبلوماسي لفرض وقوف المجتمع الدولي لجانب الحق الفلسطيني في الكرامة والحرية والاستقلال

في السياق ذاته لم يأتِ توقيت إعلان وثيقة حماس اعتباطاً، وإنما في سياق الصراع على التمثيل الفلسطيني وتحقيق التوازن السياسي الداخلي والخارجي، خصوصاً وأنها تعاني من عزلة سياسية واقتصادية غير مسبوقة

جاء لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظيره الأمريكي دونالد ترامب ضمن خطة أمريكية واسعة لترتيب الشرق الأوسط برمته، ترتيباً يتلاءم مع عقلية ترامب الاقتصادية يرمي إلى بذل الجهود التي من أجلها فقط دفع مصلحة أمريكا وحلفائها إلى الأمام.

سبق اللقاء الفلسطيني الأمريكي لقاء الرئيس عباس بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والذي يأتي ضمن محاولة ترامب فرض السيسي على عباس، كما فرضه على السعودية، ليكون شرطي أمريكا في المنطقة العربية.
إن تركيز ترامب على قضية الدعم المادي للأسرى وعائلاتهم، هو مجرد اختبار للرئيس عباس لرؤية مدى التزامه بالخطة الأمريكية، وعلى الرغم من ردود الفعل إزاء زيارة الرئيس عباس، إلا أن الرئيس كان واضحاً حينما دعا الأسرى المضربين عن الطعام للصمود في اليوم ال 17 لمعركة الكرامة، أن هذه القضية لا يمكن المساس بها، كما وجدد في لقائه بترامب تمسكه بالدولة الفلسطينية على حدود 67، وحل قضية اللاجئين والأسرى وفقاً للشرعية الدولية، وهو مطلب كل الفلسطينيين !.

في السياق ذاته لم يأتِ توقيت إعلان وثيقة حماس اعتباطاً، وإنما في سياق الصراع على التمثيل الفلسطيني وتحقيق التوازن السياسي الداخلي والخارجي، خصوصاً وأنها تعاني من عزلة سياسية واقتصادية غير مسبوقة. وليس خفياً على أحد أن العلاقة بين مصر وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة تشهد تقارباً ملحوظاً تفرضها لغة المصالح المشتركة، إضافة إلى أن هناك ارتياح مصري ملحوظ عقب انتخاب هنية رئيساً لحركة حماس مما يعزز العلاقة بينهما.
في ظل المعطيات الموجودة، من فوز ترامب وتغير رؤية حماس الإستراتيجية، وتسلم مصر منصبها الجديد كشرطي أمريكا في المنطقة العربية، فإن فكرة الدولة الفلسطينية باتت صعبة المنال.
الرئيس عباس وُضع أمام خيارين: إما الانصياع للخطة الأمريكية عبر تنفيذ أوامر السيسي، والتي بالتأكيد لا تشمل توفير كامل الحقوق الفلسطينية، وإما ترك الساحة لحركة حماس، والذي يعد بمثابة إنتحار سياسي و تضحية بشعب مثقل بالجراح والهموم.

هناك دوماً خيار ثالث، هو الاعتماد على السادة أبناء الشعب والتركيز ببساطة على الكرامة قبل الدولة. فالدمج بين الكرامة والحراك السياسي تحرك في اتجاه العمل السياسي الناجح.
أعتقد أن خطوة الرئيس عباس المتمثلة في حصار حماس في غزة ووضعها على المحك إلى جانب إضراب الأسرى في السجون الإسرائيلية ، هي جزء من هذا الخيار الذي يهدف إلى وخز الشعب للتحرك دفاعاً عن كرامته بعيداً عن أجندة أمريكا وحلفائها من العرب التي تنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية.
القيادة الفلسطينية بحاجة إلى الإسراع في إنفاذ حراك الكرامة الشعبي والدبلوماسي لفرض وقوف المجتمع الدولي لجانب الحق الفلسطيني في الكرامة والحرية والاستقلال، استباقاً منها لأي خطوات يمكن أن تفرض واقعاً على الأرض يصعب تجاوزها مستقبلاً.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة