زياد محاميد في مقاله:
الحلول بالقمع والسجن والترهيب والقوة هي الأسلوب المسيطر في ذهنية حكام اسرائيل من قيامها، من أحداث النكبة المؤلمة والفظيعة
المشكلة تكمن في جوهر الفكر الإستعلائي "القبضياتي" الكامن في جوهر الفكر الصهيوني الكولونيا لي الاحتلالي
ما شاهدناه من صور لاعتداء عنيف من قبل شرطي شاب على رجل عربي من القدس ما هو إلا دلالة على منسوب العنف والعنصرية المتصاعد والذي يسود في المجتمع الاسرائيلي ويتصاعد بتأثير التحريض من رأس الهرم الرسمي نتانياهو واردان وغيره.
الشرطي لم يفكر مرتين، هاجم بلسانه ثم برأسه ويديه ورجله والهدف واحد، هو اهانة وتحقير السائق الفلسطيني. انها نفس العقلية الأمنية المريضة السائدة في اسرائيل وهي نتاج طبيعي عن العقلية الأمنية، عقلية الترهيب التي تؤمن أن ما لا يحل بالقوة سيحل بأكثر قوة... وما دام الضحية عربي فاضرب بقوة اكثر.
هذا نموذج الشرطي الاسرائيلي ورجل الامن الإسرائيلي.. والجندي الاسرائيلي والضابط، والوزير ورئيس الحكومة، ومنظومة قيم التفكير حين يتعاملون مع العرب.
الحلول بالقمع والسجن والترهيب والقوة هي الأسلوب المسيطر في ذهنية حكام اسرائيل من قيامها، من أحداث النكبة المؤلمة والفظيعة. مرورا بتصفيات المتسللين واحتلال كفرقاسم واحداث ايار الدامي في أم الفحم ولاحقا في اطلاق النار على الشبان العرب في مناطق الحدود، ولاحقا في يوم الارض وأحداث الروحة واكتوبر.. وأمثلة كثيرة لاستعمال الرصاص والقوة، وعدد الضحايا يزداد يوما بعد يوم، وأخرها قتل الاستاذ يعقوب في أم الحيران.
المشكلة تكمن في جوهر الفكر الإستعلائي "القبضياتي" الكامن في جوهر الفكر الصهيوني الكولونيا لي الاحتلالي. الشرطي العنيف يكشف واقع مأزوم تعيشه الشرطة والمنظومة الأمنية بطرق التعامل مع العرب انهم اعداء حتى في المواضيع الحياتية واليومية غير السياسية. يجب مقاضاة الشرطي العنيف وطرده من مؤسسات الدولة، مع أن هذه المقاضاة لا تحل المشكلة.
الحل يكمن في أن يأخذ العقلاء مبادرة لإنهاء الاحتلال وتغيير العقلية والثقافة الصهيونية لتكون أكثر انسانية وتصبح قابله لقبول الاخر والحوار مع الاخر بأدوات انسانية. السؤال هل بقي عقلاء قادرين على رفع صوتهم في هذه الدولة؟؟ اين المحامين والحقوقيين والفلاسفة ومحترفي حقوق الانسان في الدولة؟
اين الإعلاميين؟؟ اين الديموقراطيين الاسرائيليين؟ هل فقد المجتمع الاسرائيلي قيمه الإنسانية نهائيا؟؟ مادة للتفكير.
أم الفحم
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net