ليدي- اضرابات النوم الجنسية/ بقلم: الدكتور الياس باشا

كل العرب
نُشر: 01/01 12:45,  حُتلن: 18:36

الدكتور الياس باشا، المختص بالأمراض والاضطرابات الجنسية يشرح عن تصنيفات واضرابات النوم الجنسية:

هذا النوع من إضطرابات النوم ينتج عنها ممارسة العادة السرية أو الملاطفة، أو محاولة الانخراط في عملية حميمية مع شريك الحياة بطريقة غير معتادة، في غياب وعي تام أو تذكر القيام بمثل تلك الممارسات

يقول المختصون أن الرجال يتعرّضون بنسبة أكبر من النساء لاضطراب النوم الجنسي، الذي يوصف أحياناً بالعنيف أو غير الطبيعي وحتى العدواني، وقد يتذكر بعض الرجال المصابين به أحلاماً تحوي ملاطفة أو إثارة جنسية أو ممارسات جامحة

ليدي - إضطرابات النوم الجنسية لم تظهر على الساحة الطبية إلا منذ التسعينيات، وهي اضطرابات النوم غريبة الأطوار التي ما زالت تثير الجدل والنقاش اللذين قد ينتهيان بانضمامهما رسمياً إلى مجموعة "الباراسومنيا". في هذه الحالة، تكون أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير والتخطيط مغلقة تمامًا، لكن الجزء المسؤول عن ممارسة العلاقة الحميمية أو تناول الطعام لا يزال يعمل، وفي هذه الحالة تكون، ممارسة العلاقة الحميمية أثناء النوم، غير مسيطر عليها، وبسبب توقف عمل أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير فلا يتمّ تخزينه في الذاكرة، وينسى الشخص ما حدث عند استيقاظه.


صورة توضيحية

هذا النوع من إضطرابات النوم ينتج عنها ممارسة العادة السرية أو الملاطفة، أو محاولة الانخراط في عملية حميمية مع شريك الحياة بطريقة غير معتادة، في غياب وعي تام أو تذكر القيام بمثل تلك الممارسات.

وقد تزايد الاهتمام العلمي والاجتماعي بالاضطرابات الجنسية المصاحبة للنوم، وتخوف البعض، مع انتشار هذه الحالة، أن يتمّ استخدامها في الدفاع عن اتهامات خطيرة بالاعتداء الجنسي، وليس من المستغرب أن يستخدمها البعض كعذر مريح. وبالفعل حصل ذلك، ففي عام 2009، حيث برّأت محكمة كندية رجلا من تهمة الاعتداء الجنسي بعد ثبوت تشخيصه بهذا النوع من اضطرابات النوم، وعلى الرغم من استئناف الحكم، فإن جلسة الاستماع أيّدت حكم البراءة .

الرجال معرّضون أكثر لاضطراب النوم الجنسي
عن علاقة اضطراب النوم الجنسي بجنس الشخص، فيقول المختصون أن الرجال يتعرّضون بنسبة أكبر من النساء لاضطراب النوم الجنسي، الذي يوصف أحياناً بالعنيف أو غير الطبيعي وحتى العدواني، وقد يتذكر بعض الرجال المصابين به أحلاماً تحوي ملاطفة أو إثارة جنسية أو ممارسات جامحة.
هذه السلوكيات تحدث خلال مرحلة النوم العميق (غير الحالم) بصورة حصرية، ويمكن أن تستمر لمدة 30 دقيقة. وتساعد بعض العوامل الأخرى كانقطاع التنفس أثناء النوم، وتناول الكحول والحرمان من النوم، على ظهورها وزيادة حدّتها. وعموما يمكن أن تظهر هذه الاضطرابات السلوكية الجنسية نتيجة أي اضطراب يسبّب كثرة التململ والاستيقاظ أثناء النوم.

دراسة حديثة: اضطرابات النوم الجنسية أكثر انتشاراً من المتوقع سابقاً
تأكيدا لما ذُكر، نتائج دراسة حديثة تم تقديمها خلال فعاليات اللقاء السنوي الرابع والعشرين لاتحاد منظمات النوم العالمية في شهر حزيران 2013، تبين منها أن 8% (67 شخصاً من أصل 832 من أفراد العينة تحت الدراسة) يقومون بنشاطات حميمية أثناء النوم، في دليل واضح على أن اضطرابات النوم الجنسية أكثر انتشاراً من المتوقع سابقاً، خصوصاً لدى الرجال (3 أضعاف مقارنة بالنساء). كما اشتكى بعض هؤلاء المرضى من الأرق واضطراب المزاج، وفرط الإعياء والنعاس أثناء النوم، لكن تكرار هذه الأعراض إضافة إلى تناولهم الكافيين أو تعرّضهم للتدخين، لم يختلف كثيراً عن غيرهم من غير المصابين باضطرابات النوم الجنسية، بيد أن 16% منهم (مقارنة بـ7% من غيرهم) اعترفوا بتناولهم بعض المواد المحظورة المخدرة.
وعلى الرغم من هذه النسبة الكبيرة (8%)، فإن 4 أشخاص فقط من مجموع العينة تحت الدراسة اشتكوا من إصابتهم بهذا النوع من الاضطراب، في إشارة إلى ضرورة إضافة هذه الأعراض في استبانة اضطرابات النوم، وسؤال مرضى مشكلات النوم عنها بصورة واضحة.
وكتعليق أخير على هذا الموضوع، فإن اضطرابات النوم الجنسية تستحق مزيداً من الدراسات العلمية، للوقوف على مدى انتشارها، وأسبابها، وطبيعتها، إضافة إلى أساليب علاجها، ومعرفة مضاعفاتها السلوكية والاجتماعية، وخاصة على التوافق النفسي والجنسي بين الزوجين، فكثير من المصابين بهذا الاضطراب، يتجنّبون الحديث عنه أو الشكوى منه، منعاً للإحراج وتجنباً للتفسيرات المضطربة من أصدقائهم أو أقربائهم. وفي بعض الحالات القصوى من اضطرابات النوم الجنسية، يلجأ الأطباء إلى وصف بعض العقاقير التي يتمّ تناولها قبل النوم، لكن يرى الأطباء أنه من المهم التركيز على توفير شروط النوم الجيد أولاً، كعدم إحداث ضوضاء في مكان النوم أو وجود إضاءة، وعدم تناول كافيين بعد الرابعة مساء، إلى جانب عدم تناول الكحوليات قبل الذهاب إلى الفراش، ومحاولة الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، لأن الحرمان من النوم يفاقم الحالة. الاسترخاء ومضادات الاكتئاب قد تساعد أيضًا، لأنها تعمل على التخلص من الضغط الذي يعتبر أحد العوامل الرئيسية المسببة لتلك الحالة.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة