الشيخ موفق شاهين، يافة الناصرة: الهِجرة انطلاقة لِدعوة الإسلام

كل العرب
نُشر: 01/01 04:49,  حُتلن: 04:51

 الشيخ موفق شاهين:

إننا في هذا اللقاء نلتقي في تاريخٍ مُبارك خلال اليومين القادمين وهو رأس السنة الهِجريَّة وحديثنا كما تُبليه علينا المُناسبة أن نتحدثَ عن الهِجرة النبويَّة الشريفة التي كانت الحدث الأهمَّ الذي غيَّر التاريخ الاسلامي بل غيَّر التاريخ الإنساني كُله

أُقيمت شعائر صلاة الجُمعة المُباركة الأخيرة مِن شهر ذو الحجة الهِجريَّ في جامع عُمَر المُختار يافة الناصِرة بِحُضور حشد غفير مِن أهالي البلدة والمنطِقة، حيثُ قام القارئ الشيخ سليم خلايلة بِتلاوة ما تيَّسر مِن آيات القُرآن الكريم والذِكر الحكيم ثُمَّ قدَّم الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع الدرس وتناول التحدَّث عن فضائل الهِجرة النبويَّة الشريفة والدُروس المُستفادة مِنها.

 


واستهل فضيلته الدرس بِحمد الله سُبحانه وتعالى وعرَّج الصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وقال: "فإننا في هذا اللقاء نلتقي في تاريخٍ مُبارك خلال اليومين القادمين وهو رأس السنة الهِجريَّة وحديثنا كما تُبليه علينا المُناسبة أن نتحدثَ عن الهِجرة النبويَّة الشريفة التي كانت الحدث الأهمَّ الذي غيَّر التاريخ الاسلامي بل غيَّر التاريخ الإنساني كُله، تِلك الهِجرة التي قدَّر الله أن تكون في بلد كانت تُسمى يثرِب مِن بلد اسمه مكة، مكة التي أبت إلَّا أن تكفر وأبت إلَّا أن تكون مُعادِية فالنبي عليه الصلاة والسلام بِدورِهِ بدأ يبحث عن بلد ترضى به بعد أن عرض نفسه على أهله في مكة فَوَجَدَ الصُدود والعِناد والكُفر، حاول عليه الصلاة والسلام أن يجد أرضًا خصبةً في عِدة بُلدان مِنها الحبشة مِنها الطائف ولكن قدَّر الله تعالى أن تستقر نبتة الإسلام في أرضٍ طيَّبة في مدينةٍ طيَّبة كان قد سماها النبي عليه الصلاة والسلام حتى نالت شرف قُدوم النبي وانتشار الإسلام وسمَّاها طيبة وستبقى إلى يوم الدين".
وأختتم: "الهِجرة وَضَعت المُسلِمين تحت المِحك أكبر اختبار يُعرض على الإنسان هو هذا الاختبار: هل يتم ترك البلد والزوجة والمال والبيت وكُل ما يملك الإنسان خلفه ويُهاجر بِدينه؟ الخيار ليس بالسهل، المُهِم أن يحظى بِشرف الهِجرة مع خير الناس عليه الصلاة والسلام ويوجد بعض المواقِف ضربها الصحابة التي يعجز الإنسان أن يفهمها حتى عبد الرحمن بِن عوف وصُهيب سلمان مُصعب ابن عُمير عُمر ابن الخطاب الذي غيَّر وجه التاريخ".
كما وألقى فضيلته الخُطبة وافتتحها بِحمد الله سُبحانه وتعالى والشهادة بِهِ وبِالرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلَّم وتابع الموضوع وتحدَّث عن معاني الهِجرة مُقدَّمًا بعض الدُروس والعِبر والعِظات واستقبال الرسول الكريم، وقال: "الرسول الكريم صاحب الهِجرة تَرَكَ كُل شيء مِن أجل الله وهاجر تاركًا خلفه المال والأهل والولد والوطن مِن أجل دين الله وهاجر بعد جاهد وصبر على أذى أهل مكة والهِجرة تاركًا خلفه ما أُغري به بعد أن عُرِضت عليه الدُنيا وعندما عرضوا عليه أن يكون ملِك العرب وزعيم ويتزوَّج أجمل البنات".
ذاكرًا الحديث (يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته)، وأضاف: "ليس مِن فراغ أن يكون خيرة خلق الله، حريَّ ما قال البوصيري فيه يوم أن هاجر واختار أبا بكر في الهجرة الوحيد الذي أضاف إليه هاء الصُحبة بِأن أضافه فقال ((ثاني اثنين إذ هُما في الغارِ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنَّ الله معنا)) الشرف الذي حظِي به دون سائر الناس أي رفعة أعلى دون النبيين، هاجر ولجأ إلى غار ثور ومعه الحبيب أبا بكر والفِرق تقِف على باب الغار وقد غشيت أبصارهم يقول أحدهم والله ما طرق هذا الغار طارق عُش الحمام بيت العنكبوت أبو بكر يرتجف خوفًا وتتدخل العِناية الإلهية وليس صُدفةً الله سُبحانه وتعالى كرَّم العنكبوت في القران الكريم ((ومِن يتوكل على الله فهو حسبه)) ".
وأشار إلى قصيدة نهج البُردة لِلإمام البوصيري، وتابع: "هذا النور الذي توَّكل الله بِرِعايته وحِمايته وحفظه لِيُبلَّغ رسالته، وتختزل المسافات ويزول الهمَّ والغمَّ ويصل عِند ثنيَّات الوداع ويُستقبل بِ طلع البدرُ علينا مِن ثنيَّات الوداع وجب الشُكرُ علينا ما دعا لله داع أيها المُبعوثُ فينا جئت مِن أجل المُطاع جئت شرَّفت المدينة مرحبًا يا خير داع هذا العيد الحقيقي لِأنه كان انطلاقة لِدعوة الإسلام، في ظِل الهِجرة والعام الجديد الهِجريَّ أن نُهاجر إلى الله ونُجدَّد العهد مع الله نفسيًا قلبيًا روحيًا تِلك الهِجرة الواجِبة الآن لا هِجرة الأجساد هِجرة النفوس كما قال الرسول بعد فتح مكة (لا هِجرة بعد الفتح) ولكن المُهاجِر مَن هاجر المعاصي".
لافتًا معنى الهِجرة وتكريم الله سُبحانه وتعالى المدينة المُنوَّرة التي حظاها النبي وحُزن الأنصار وعدم نسيان الرسول الجميل وانتشار الدعوة مِن جديد واختتم: "وما زالت المدينة محط أنظار العالم الإسلامي وستبقى إلى قِيام الساعة لِأنَّ فيها نور النبي مُحمَّد عليه الصلاة والسلام، الملايين تهفوا أفئدتهم إلى هُناك حُبًا وشوقًا وهُيامًا بِذات النبي عليه الصلاة والسلام، العِبرة والعِظات مِن الهِجرة أكبر بِكثير، تضحِية بذل وعطاء أُخوَّة محبَّة الاعتراف بِالمعروف لِلِناس ((هل جزاء الإحسان إلَّا الإحسان)) ثُمَّ العفو بعد أن عاد فاتِحًا مكة قال (اذهبوا فأنتم الطُلقاء قد عفوتُ عنكم)".واختتم بِدُعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يجعل العام سلام وأمان على جميع البشر عام خير وبركة وتوفيق. 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.71
USD
3.86
EUR
4.65
GBP
362898.03
BTC
0.51
CNY