تُوّج هذا الأسبوع بمشاركة المدرسة بالأمسية الأدبيّة عن سلمان ناطور الّتي بادر إلى إقامتها كلّ من المجلس المحلي والمركز الجماهيري

بقلم المعلّمة: سندس غزالي- أقامت المدرسة الإعداديّة "مراح الغزلان" في يافة النّاصرة أسبوعًا للكاتب والأديب الرّاحل "سلمان ناطور"، وقد تخلّل هذا الأسبوع العديد من النّشاطات الأدبيّة والثّقافيّة المكرّسة لهذا الأديب المبدع، تعرّف من خلالها الطّلاب على سلمان ناطور أديبًا، كاتبًا وإنسانًا حيث اطلعوا على إنتاجاته الأدبيّة والفكريّة الّتي أَثْرَت المكتبة العربيّة.

ومن خلال الإذاعة الصّباحيّة قام طلاب المدرسة بتقديم أجمل الكلمات وأعطرها في سلمان ناطور، كما قدّموا قراءات معبّرة في كتاباته الأدبيّة، وأبدعوا بإقامة معرض للكاتب ضم العديد من اللّوحات والرّسومات الّتي تخلّد ذكرا هذا الأديب الّذي فارق محبيه في شهر شباط المنصرم، وقد تزيّنت أروقة المدرسة وممراتها بصور الكاتب وكلماته الأدبيّة.
كما استضافت المدرسة الكاتب والأديب ابن قرية يافة النّاصرة عودة بشارات لتقديم محاضرة حول سلمان ناطور وأدبه، وقد تحوّلت المحاضرة إلى جلسة نقاشيّة تفاعل من خلالها الطّلاب وأبدوا حماسهم، موجهين الأسئلة الحواريّة الّتي تعبّر عن وعي وإدراك أدبيّ. وفي سياق حديثه نوّه الكاتب عودة بشارات إلى القيمة الأدبيّة والفنيّة للكاتب سلمان ناطور، وأهمّية التّأريخ وضرورة معرفة الجيل الناشئ من أبنائنا تاريخ أجداده وأسلافه الغابرين.
وقد تُوّج هذا الأسبوع بمشاركة المدرسة بالأمسية الأدبيّة عن سلمان ناطور الّتي بادر إلى إقامتها كلّ من المجلس المحلي والمركز الجماهيري، وذلك من خلال تقديم سكيتش "سفر على سفر" الذّي يعبر عن فكرة السّفر، الغربة وما يعاني منه المسافر في المطار من انتظار وتفتيش أمني، كان قد طرحها الكاتب سلمان ناطور في مجموعته القصصية "سفر على سفر". قام بأداء السّكيتش طلاب المدرسة: محمد عادل جمامعة، حنين نعراني وآلاء واكد (غناء) وبإشراف المعلّمة سندس غزالي.
كانت الأمسية الأدبيّة حافلة بالفقرات والكلمات الطيبة الّتي أبدعها طلاب المدارس الإعدادية والثّانوية في البلدة. وزيّنت الأمسية بحضور الضّيوف الكرام وعلى رأسهم عائلة الفقيد ابن دالية الكرمل سلمان ناطور، رئيس المجلس عمران كنانة، الأستاذ الدكتور صالح عبود الّذي قدّم قصيدة رثاء بالمرحوم، الباحث وصديق عائلة المرحوم الأستاذ الشاعر مرزوق حلبي، مدراء المدارس، طواقم التّدريس في المدارس وأهالي البلدة. وقد انتهت الحفلة بتقديم درع لعائلة المرحوم والتقاط الصّور التّذكاريّة.
جدير بالذّكر إنّ الأسبوع الثّقافي في المدرسة واكبه خطوة بخطوة مدير المدرسة صلاح بشيري الّذي عبّر من خلال كلمته الصّباحيّة الّتي تفيض لها العبرات وتهتز لها القلوب عن قيمة أدب سلمان ناطور وافتقاده لعلم من أعلام الأدب المحليين.
وقد أشرف على تنظيم هذا الأسبوع وإنجاحه طاقم اللّغة العربيّة: الأستاذ سعيد خطيب مركّزًا، سندس غزالي، حنين عبد الله، غيداء خطيب، ربى سرحان وسوار زهر، والمعلّمة رجاء جمامعة مركزة التّربية الاجتماعيّة وبتعاون من مجلس الطّلاب في المدرسة.
لا بدّ أن نشير إلى أنّ هذا الأسبوع الثّقافي تقديرًا من المدرسة وتخليدًا لاسم نابغة أدبيّة غيبها الموت عنا بشكل مفاجئ "سلمان ناطور"، الّذي سيبقى اسمه محفورًا في الذّاكرة الأدبيّة ولن تنساه الأجيال.