الناشط الوطني أيمن حاج يحيى:
علينا أن نسأل السّلطات الاسرائيليّة كيف تكون خارطة الطّيبة في المستقبل؟
هنالك محاولات لجهات مدسوسة بتحويل قضيّة الهدم من قضيّة وطنيّة إلى قضيّة ثانويّة
القيادات لا تريد أن تصعد وتدفع ثمنًا سياسيًّا، فهنالك فرق بين مظاهرة لامتصاص الغضب أو لشحن الهمم هناك فرق بين التعبئة الوطنيّة والافراغ الوطني
في لقاء مع نائب أمين سر الحركة الوطنية "كفاح"، الناشط الوطني أيمن حاج يحيى، المهتم بقضايا الأرض والمسكن، والناشط في قضايا الهدم، تحدث عن العوامل التي جعلت المواطن الطيباوي يغامر بالبناء دون ترخيص الأمر الذي يعني تلقيه إنذارات بالهدم، كذلك تحدث عن عملية تسريع عمليات الهدم.
أيمن حاج يحيى
وقال حاج يحيى:"أوّلًا هنالك بين 50 إلى 60 ألف منزل مهدد بالهدم في مناطق فلسطين المحتلة عام 48. بخصوص الطيبة مساحة الطيبة 18500 دنم. منذ عام 1992 لم يدخل أي دونم واحد إلى مسطحات البناء، ممّا يمنع السكان من الحصول على التّرخيص، أي خلال ربع قرن لم يسمح بادخال مسطحات إلى البناء. ثانيًا الخارطة الهيكليّة التي أقرت قبل عامين اقتطعت من الطيبة أربعة الاف دنم، ممّا زاد الطين بلة، كذلك التزايد السكاني، والهدف هو سياسي لخنق المواطن العربي في جميع القرى والمدن العربية، لكن في الطيبة حالة خاصّة يجب أن نوضّحها، فالمسألة لا تتعلق ببيت ابراهيم زبارقة ولا ببيت أشرف ابو علي أو غيرهم، المسألة تتعلّق بمستقبل الطّيبة، قلنسوة والطيرة".
ومضى يقول: "المنطقة الواقعة غربي الطيبة، التي تعرف باسم السهل، يملكها سكان الطيبة وقلنسوة والطيرة، هناك هدف استراتيجي لدى الدولة العميقة والمؤسسات الفعلية الحاكمة، هنالك قرار منذ سنوات بعدم سماح البناء فيها تمهيدا لمصادرتها، ذلك منعًا من ولادة مدينة عربية في المنطقة".
وتطرق حاج يحيى خلال حديثه إلى توقيت تنفيذ عمليات الهدم بعد رحيل اللجان المعينة في الطيبة، فقال: "إنّ اريك برامي اتّخذ قرارًا نتيجة الخوف من ردة الفعل الشعبية، وأبلغ السلطات بأنّه إذا تمّ الهدم سوف يستقيل، لأنّ هذا الامر سيشكل خطرا جسديا عليه، هذا نتيجة خوف لا شيء اكثر، وكان مخططا عشية الانتخابات وسيأتي من سيأتي رئيسًا للبلدية ولنلقي هذه القنبلة بوجه الرئيس المنتخب، ذلك لخلق صراع داخلي".
وشدّد حاج يحيى في حديثه على أنّ: "هنالك محاولات لجهات مدسوسة بتحويل قضيّة الهدم من قضيّة وطنيّة إلى قضيّة ثانويّة. في الشهرين الاخيرين بسبب عدة ظروف وعدة نشاطات ارتكبتها السلطات الاسرائيلية من خلال عملائها نحجت بتنفيس قضية الهدم، بعد أن كانت قضيّة وطنيّة يتوجّب الكفاح من أجلها، أصبحت قضيّة ثانويّة، وبتنا نسمع أصوات مدسوسة وموجهة، تارة تقول ابنوا دون ترخيص، وتارة هؤلاء بدو. نحن نتحدث عن أناس عاشوا بيننا منذ أربعين عامًا، البدوي والفلاح نفس الشيء، الاستهداف للعربي لأنّه عربي".
وأوضح حاج يحيى، مسألة تنفيذ الهدم، قائلا: "بعد شهرين من الاستهداف، وأخطاء محلية تكتيكيّة، ارتكبناها كقيادة بلدية، رأت السلطات أنّ الفرصة مؤاتية لتنفيذ الهدم، كان خوف السلطات من رد الفعل الشّعبيّ ما بعد الهدم، بعد أن تيقنت أنّ رد الفعل سيكون باهتًا، نفّذت السّلطات الهدم. كان التّخوّف أنّ الهدم سيفجّر انتفاضة تمتدّ إلى باقي مناطق الداخل، نضجت ظروف نتيجة نشاط الاجهزة الامنية وعملائها سمحت بتنفيذ الهدم وسيتم هدم آخر وأخر".
وحول ردود فعل الجماهير العربية في الداخل بشكل عام وفي الطيبة بشكل خاص، ازاء قضيّة هدم المنازل، قال حاج يحيى: "أنا لا أستطيع أن أحاسب الجماهير، أستطيع أن أحاسب القيادات، لأنّ الجماهير على دين ملوكهم، لو كانت ملوك هذه الجماهير أو قياداتها، قرّرت خوض معركة الجماهير ستلحق بها، عندما ترى الجماهير أنّ قياداتها أخذت خيارًا آخر، ستلتزم به، دائما القائد في المقدمة والجماهير من ورائه. واضح أنّ القرار في القيادة لدينا سواء متابعة او بلديات أو أحزاب، يكون ردًّا تقليديا، مهرجانًا واستنكارًا وشجبًا، هذه ردود ليست معركة، فهدم بيت يعني إعلان حرب، وبالرّد على إعلان حرب هو إعلان حرب، إذ يجب اتّخاذ قرار في القطريّة والمتابعة أمام سياسة فوضى هدم المنازل، فوضى البناء، الان هناك 50 ألف منزل ليكن 120 ألف منزل".
ثم تابع: "أوجّه نداء إلى رئيس المتابعة محمد بركة بأن يوجّه نداء للجميع بأن يبنوا، طالما ترفض الحكومة أن تحلّ القضيّة بالتّفاوض، لنفرض عليها التفاوض، لنخض معركة، إذا لم نخض معركة على الأرض والبيت على ماذا نخوض معارك؟؟، هذه القضايا التي يخاض عليها معركة. على القيادة ان تتحلّى بالقوّة والشّجاعة، أو أن تخلي المجال وتفسحه أمام الجماهير لتطوّر قياداتها".
أمّا عن الخطوات التي يتم اتخاذها من قبل السلطات العربيّة والمتابعة والنّواب العرب للتصدي للهدم وهل هنالك تقصير ما، قال: "لا أعتبر أنّ هناك تقصيرا بل هناك تواطؤ، يتحمله الجميع، لانهم يعرفون ان هذه الخطوات لا تمنع هدم قن دجاج، لكن القيادات لا تريد أن تصعد وتدفع ثمنًا سياسيًّا، فهنالك فرق بين مظاهرة لامتصاص الغضب أو لشحن الهمم، هناك فرق بين التعبئة الوطنيّة والافراغ الوطني. القيادات المحلّيّة بعد كل حدث سواء هدم بيوت، أو غيره حتّى بما يتعلق بالقضيّة الوطنيّة بشكل عام، تعمل على تفريغ الحدث الوطني من مضمونه، لتكون المسألة محصورة في بعض الفعاليات الفلوكلورية، وينتهي الموضوع بمهرجان ما".
وحول رؤيته المستقبليّة لخارطة الطيبة قال: "إذا لم نكن نستطيع أن نتحكّم بالماضي والحاضر، نستطيع أن نتحكّم بالمستقبل، لكن إذا كنا كمفعول بهم، علينا أن نسأل السّلطات الاسرائيليّة كيف تكون خارطة الطّيبة في المستقبل؟، وأن نخوض معركة لتثبيت منطقة الطّيبة، الطّيرة وقلنسوة، وانتزاع ملكيّتها، بشكل فعلي، هذه المنطقة مسلوبة بشكل فعلي، اذا انتزعناها ستكون هناك مدينة كبيرة مردودها كبير على المواطنين" كما قال.