ربيع عيد في مقاله:
بإمكان العرب أن يتظاهروا يوميًا في ساحة رابين ولينصبوا خيامًا في روتشيلد
إذا كانت القائمة المشتركة تريد حقًا العمل على قضايا الأرض والمسكن كما جاء في برنامجها السياسي، وحسب تصريحات نوابها، فعليها ومن خلال لجنة المتابعة أن تبدأ من اليوم بالتحضير لأيام غضب كبيرة
ماذا يعني رفض فكرة تشكيل طاقم مشترك لوضع حلول ممكنة؟ يعني أن الدولة لا تريد حتى أن تتفاوض مع العرب حول هذه القضية، فهي ليست معنية بالتفاوض ولا شيء يجبرها كي تتفاوض معنا، فلماذا تتفاوض؟!
جاء رد المؤسسة الإسرائيلية على إضراب الفلسطينيين في الداخل يوم أمس ومظاهرة تل ابيب، واضحًا وقاطعًا من خلال المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشطاين، الذي رفض طلب النوّاب العرب من القائمة المشتركة تجميد أوامر الهدم لعشرات آلاف المنازل في البلدات العربية، كما رفض فكرة تشكيل طاقم مشترك لوضع حلول ممكنة ووضع خطة بعيدة المدى لحل ضائقة السكن في البلدات العربية.
ماذا يعني رفض فكرة تشكيل طاقم مشترك لوضع حلول ممكنة؟ يعني أن الدولة لا تريد حتى أن تتفاوض مع العرب حول هذه القضية، فهي ليست معنية بالتفاوض ولا شيء يجبرها كي تتفاوض معنا، فلماذا تتفاوض؟! ما دامت مستمرة بالمصادرة والهدم ولا رادع حقيقي يمنعها من اتمام مشروع السيطرة والهيمنة، بإمكان العرب أن يتظاهروا يوميًا في ساحة رابين ولينصبوا خيامًا في روتشيلد، فما دام شكل الاحتجاج خاليًا من ما يسمونه هم "أعمال شغب"، وخاليًا من حراك يُقلق المؤسسة نفسها كما جرى في أيام الغضب ضد مخطط برافر، هم غير معنيين بالتفاوض وغير مجبرين على فعل شيء تجاهنا، بل يبلغون المواطنين العرب عن اخطارات هدم جديدة كما جرى صباح اليوم للسيد محمد مرعي في قلنسوة.
إذا كانت القائمة المشتركة تريد حقًا العمل على قضايا الأرض والمسكن، كما جاء في برنامجها السياسي، وحسب تصريحات نوابها، فعليها ومن خلال لجنة المتابعة أن تبدأ من اليوم بالتحضير لأيام غضب كبيرة، تُغلق فيها الشوارع، ولتعكس للمؤسسة الإسرائيلية حقيقة قوتها في الشارع العربي الذي أعطاها أغلبية مطلقة من الأصوات، وثقة كبيرة وتاريخية بحاجة إلى من يُترجمها إلى نضال شعبي عام يرفع السقف النضالي ويتجاوز أدوات النضال التقليدية.
الكاتب: صحفي وعضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net