النائب د. باسل غطّاس في مقاله:

نذهب للصناديق يوم الثلاثاء ونصوّت بكثافة بنسبة 70-75% ونحصل على 15 عضوًا ونكون القوّة الثالثة

القائمة المشتركة بدأت بتحقيق نتائج غاية في الأهمية حتى قبل الانتخابات تتمثل في توطيد الإجماع الوطني الفلسطيني في دعم الوحدة

لنعتق أحلامنا من سياقات المساواة المدنية لتراود السماء... نجاح شعبنا في فرض الإرادة الشعبية بإقامة القائمة المشتركة لخوض الانتخابات المقبلة يفتح مرحلة جديدة في تاريخنا بدون مبالغة عنوانها الأساسي بدء التصرف والسلوك السياسي كشعب. جوهر هذا السلوك ونتائجه لن تكون فقط في العمل البرلماني وانما في حياة وبناء المجتمع وإقامة المؤسسات الوطنية الجامعة ومنها وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا وأذرعتها المهنية وتأمين التمويل الملائم لها ومعالجة مواضيع مركزية مثل العنف والتنمية الاقتصادية وإقامة صندق قومي وبناء جامعة وغيرها.

لأوّل مرّة فعلا وبهكذا وضوح يمكنا أن نأخذ مصيرنا بأيدينا بمعادلة بسيطة ذات بعد واحد تقريبا: نذهب للصناديق يوم الثلاثاء ونصوّت بكثافة بنسبة 70-75% ونحصل على 15 عضوًا ونكون القوّة الثالثة وبنفس الوقت نحصل على إنجاز إضافي هام جدا نسقط العنصريين مارزل ويشاي وليبرمان. أليس في هذا بربكم أسبابًا كافية ووجيهة لكي نقوم بذلك.

العمل البرلماني هام بل وهام جدًا ومن خلال كتلة المشتركة سنقوم بالتأثير بمواضيع هامة تمت لحياة المواطن العربي وسنحصل انجازات عينية في كافة مجالات حياتنا المدنية، الإسكان، التخطيط والبناء، أماكن العمل والتنمية الاقتصادية بشكل عام. لكن تأثير المشتركة لن يتوقف عند سقف المساواة المدنية وإنّما سيعتق أحلامنا من قيود المساواة الفردية المدنية إلى سماء التخطيط والبناء الوطني المجتمعي لشعب لديه رؤية ويحمل مشروع. آن الأوان لتحطيم السقف الذي يحدد أحلامنا بالمساواة وهذه يجب أن تصبح قضية مفهومة ضمنا، أيبقى الشعب الأصلاني الباقي في وطنه ويعيش فوق أرضه ويملك ألفي عام من الحضارة والتاريخ والجذور أقصى أمانيه تحقيق المساواة مع المهاجرين الذين أعطوا نفسهم امتيازات بفعل نظام الحكم العنصري المتمثل بالدولة اليهودية. المشتركة بمركباتها الأربعة لن تفعل ذلك من خلال البرلمان نفسه وانما سوية مع باقي مركبات لجنة المتابعة ستقوم بترتيب البيت السياسي العربي والتأسيس لثقافة عمل سياسي جديد مبنية على أسس الشراكة وتغليب المشترك والموحد على المختلف عليه والمفرق وترسيخ أسس إدارة الخلاف مبنية على قيم الديموقراطية والحوار والاحترام المتبادل.

تجربة العمل المشترك القصيرة منذ تأسيس المشتركة تحمل بوادر ايجابية جدا لقدرة الأحزاب على التعامل مع كل الصعاب ولتجاوز كل العثرات. لقد وقعنا في عدد من المطبات الصعبة وتعلمنا من الأخطاء حيث ليس من اليسير الدخول في معركة انتخابات صعبة ومعقدة والتعرض لكم هائل من التحديات وفي فترة قصيرة جدا من الزمن، وذلك بالعمل من خلال رباعيات في كافة المجالات مشكلة من مندوبي أحزاب لم يعملوا في السابق مع بعض بل وكانوا في الماضي خصومًا ومتنافسين دون حدود.

في المجمل القائمة المشتركة بدأت بتحقيق نتائج غاية في الأهمية حتى قبل الانتخابات تتمثل في توطيد الإجماع الوطني الفلسطيني في دعم الوحدة وبدأ إشاعة جو إيجابي وتصالحي داخل المجتمعات العربية يرمم بعض الشيء الأضرار الفادحة في النسيج الاجتماعي التي أحدثتها إنتخابات السلطات المحليّة.

عندما يجلس الأضداد المحليين على نفس المنصة داعمين القائمة المشتركة وداعين جمهورهم ومؤيديهم للتصويت لها، فإنّ ذلك يخلق أجواء جديدة من التقارب والمصالحة سيجري استثمارها لاحقًا في تخفيف حدّة الصراعات المحليّة لمواجهة تحديات مجتمعية كبيرة منها العنف والجريمة وغيرها. بالرغم من بوادر الغيث هذه يبقى الامتحان الأكبر هو امتحان النتيجة أن نخرج للتصويت بكثافة ونحقق إنجازًا تاريخيًا هو الرد الملائم من شعب فخور ومتمسك بوطنه وانتمائه على العنصرية.