سميح خلف في مقاله:
زياد ابو عين هو نفس الرواية التي لن تنتهي لعشق الارض وهو من مؤسسي مدرستها ولغتها وحبكتها سقط زياد ابو عين شهيدا ولكن لم تسقط الرواية ولن تسقط
تجاوز السياسة والسياسيين وطرقت قدماه ارض الواقع لكي يفهم من لا يريد ان يفهم كيف يمكن الوفاء للارض ولغرسة زرعها الاجداد على هذه الارض
للنضال سلوك وممارسات بعيدا عن المزايدات والشعارات وكيف لا فهو ابنا للحركة الاسيرة ومن اعمدة مدرستها
ربما نهاية الرواية قد تبدأ بها الرواية ايضا،قصة البداية والنهاية، وشجرة الزيتون وطين الارض، وسنابل القمح على سفوح الجبال، ومارد يتعاظم طولا وقوة وينغرس في الارض الى عمق الاعماق، لا فرق بينه وبين شجرة الزيتون المنغرسة عدة عقود من عمرها على هذه الارض.
هي الرواية التي تبقى اصل الحبكة والعشق للارض، انه زياد أبو عين الكاتب لسطورها والمنتج والمخرج، علاقة جديلة في شخص واحد،، لقد ولدت الارض من باطنها سنبلة من سنابل الخير ولترويها قصة شعب عشق الحياه كما عشق الشهادة، فللحياه مفاهيم وللشهادة مفاهيم في إزدوجية المدلول بين الحياه والموت.
نعم للعشق قصة بين العاشق ومبادئه فهما لا ينفصلان، زياد أبو عين عشق الحرية كما غيبها جدار الفصل العنصري الاحتلالي، لم ينحنى ولم يخدع يوما بكل فنون السياسة والدبلوماسة وسلوكها ومانشيتاتها العريضة والتفصيلية، ولان الواقع كان اكبر من ذلك واشد الما، انه واقع وطن محتل بكل جزيئاته ومكوناته، ولانه عاش المحنة وعاش غطرسة الاحتلال، ولذلك كانت للرواية فصول من الاعتقال ولعدة مرات في سجون ومعتقلات الاحتلال، كان عنيدا بصلابة صخور جبال نابلس والخليل، وكان طيبا بطيبة سهول طول كرم واريحا، وكان نقيا بنقاء مياه بحيرة طبريا، وكانيشده الحنيين لغزة ولابطالها ولصمودها وهي محل فخر له واعتزاز.
حدثته شجرة الزيتون فكانت الرواية لبطلين هو وهي وفي لحظة الشروق والغروب كل يوم فالزمن لا يتوقف، والالام تزيد، انه اليوم المميز الذي صاغه زياد ابو عين ولفهمه لغة شجرة الزيتون ونبتات الجبال في مواسمها، ولذلك كان العناق ابدي فلا تنتهي قصة البطل ولا تنتهي الرواية، فهي قصة حق لابد ان يتجدد فيها الابطال، بلامس القريب كان شباب القدس يصنعون جزء من الرواية..... وكانت باحات المسجد الاقصى تصنع جانبا اخر منها.... وغزة وشبابها يصنعون مشاهد في تلك الرواية ايضا، فلا غرابة ان يختار زياد ابو عين يومه المميز صباح يوم الاربعاء بالتاريخ والزمن واللقاء مع شجرة الزيتون والجدار معاني مختلفة بينهما بين الحب والسلام وقوة وقهر الباطل الاحتلالي لهذه الارض الطيبة.
لقد تجاوز السياسة والسياسيين وطرقت قدماه ارض الواقع لكي يفهم من لا يريد ان يفهم كيف يمكن الوفاء للارض ولغرسة زرعها الاجداد على هذه الارض ، انه التحدي الاكبر، هي ساحة الميدان التي لا يظهر فيها الا الابطال ، وبكل المسميات الاعتبارية، رفض زياد عمليا كل تتلك المواقع الزائفة في ظل الاحتلال ووطن محتل واراضي تهود، لقد اختار طريق من سبقه برتبة ،"مناضل فلسطيني فتحاوي" فللنضال سلوك وممارسات بعيدا عن المزايدات والشعارات، وكيف لا فهو ابنا للحركة الاسيرة ومن اعمدة مدرستها، وهنا كان الصدق في الطرح والقول والاداء، انها مدرسة الاسرى والشهداء والجرحى.
زياد ابو عين هو نفس الرواية التي لن تنتهي لعشق الارض، وهو من مؤسسي مدرستها ولغتها وحبكتها، سقط زياد ابو عين شهيدا ولكن لم تسقط الرواية ولن تسقط، ولكن قد كان زياد على يقين عندما كان يردد انشودة العاصفة الشهيرة منذ ريعان شبابه"أنا إن سقطت فلست أول من يموت
ولست آخر من يموت
يا إخوتي يا إخوتي بدمي أخط وصيتي
فلتحفظوا لي ثورتي بدمائكم
بجموع شعبي الزاحفة .. زاحفة
فتح أنا أنا ثورة أنا عاصفة
عاصفة...عاصفة ...... عاصفة.... هذا هو الرد..... هذا هو الرد......... وللرواية احداث جديدة على طريق الحرية والانعتاق والتحرير
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net