فشة خلق:منافقون مع وقف التنفيذ/ بقلم: سعيد بدران

كل العرب -الناصرة
نُشر: 01/01 13:59,  حُتلن: 08:12

سعيد بدران في مقاله:

بدأ موسم شد الرحال الموثق اعلامياً تلبية لنداء واجبنا الانساني لعيادة المرضى من اطفال غزّة الراقدين على اسرّة المرض في المستشفيات الاسرائيلية

اننا شعب قد امتهن النفاق والتمثيل ففي الوقت الذي لم يجد به الغزاوي جرعة يطفئ بها عطشه بعد يوم شاق من الصيام والغارات الجويّة كنّا نصطف حول مائدة الافطار التي امتلأت بما لذ وطاب من الطعام والشراب ونكتب عن ألألم الذي ينتابنا حزناً عليهم

قد يغضب البعض مما اكتب ولكن نحن نتصرف بازدواجية بشكل دائم والامثلة كثيرة واذكر هنا مثلاً واحداً فقط واسألكم هل تذكرون ملك السفلس في عمان العرب ودوره في مجاز ايلول الاسود وبتر الاطفال كي لا يقدروا على حمل السلاح لمّا يكبرون؟

نحن شعب قد امتهن التصنع، واصبح بارعاً بالتمثيل، ولباس الاقنعة المزدوجة وحتى المتعددة الآ من رحم ربي، وهذه حقيقة لا يمكن سترها بوابل من الشعارات المزخرفة والحركات الموثقة.

وقد ظهر هذا جلياً بتصرفات الكثير منّا مع انطلاق حرب الابادة الجماعية على قطاع غزة حيث بدأ موسم شد الرحال ،الموثق اعلامياً، تلبية لنداء واجبنا الانساني لعيادة المرضى من اطفال غزّة الراقدين على اسرّة المرض في المستشفيات الاسرائيلية، وهناك حرص الكثير منّا على التقاط الصور التذكارية ونحن نحتضن ونداعب ونستمع ونبتسم مع هؤلاء الاطفال ومرافقيهم والأهم توثيق تسليمهم الهدايا والتقاط الصور التذكارية معهم ورفعها على وجه السرعة على شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها وكأن الصدقات التي لا تعطى الآ سراً قد اصبحت مزاداً علنياً نتسابق اليه ودون مراعاة مشاعر هؤلاء الاطفال وابناء عائلاتهم الذّين قد لا يروق لهم ذلك ولكنهم لا يملكون حولاً ولا قوة للاعتراض على نشر صورهم في حساباتنا الفيسبوكية.

اقول اننا شعب قد امتهن النفاق والتمثيل، ففي الوقت الذي لم يجد به الغزاوي جرعة يطفئ بها عطشه بعد يوم شاق من الصيام والغارات الجويّة كنّا نصطف حول مائدة الافطار التي امتلأت بما لذ وطاب من الطعام والشراب ونكتب عن الألم الذي ينتابنا حزناً عليهم.. وثم اشترينا ملابس العيد وبعضنا اطلق المفرقعات احتفالاً بالعيد وبعضنا وضع "تشيك ان" انه بالطريق الى ايلات وطابا والشرم وغيرها.. وفي الوقت ذاته خرج اطفال مدرسة وكالة الغوث في الشجاعية ليحتفلوا قليلاً في ساحة المدرسة التي فرّوا اليها ولم يعملوا "تشيك ان" ولم يمتلكوا مفرقعات البهجة بالعيد ولكن المفرقعات أتتهم من الطائرات لتتناثر وتتحول جثثهم الى اشلاء .. اما نحن واثناء تمتعنا بقضاء عطلة العيد اسرعنا برفع صور هذه الجثث على صفحاتنا الفيسبوكية وكادت تُغرق "دموعنا" شبكة الفيسبوك بكاملها.

قد يغضب البعض مما اكتب ولكن نحن نتصرف بازدواجية بشكل دائم والامثلة كثيرة واذكر هنا مثلاً واحداً فقط واسألكم هل تذكرون ملك السفلس في عمان العرب ودوره في مجاز ايلول الاسود وبتر الاطفال كي لا يقدروا على حمل السلاح لمّا يكبرون؟!! نعم نذكر ذلك ولكن عندما مات هذا الملك سافر عشرات الآلاف من عرب 48 الى عمان وأمّوُا قبره وشاركوا بالعزاء ونحمد الله كثيراً أن التلفونات الحديثة لم تكن متوفرة في ذلك الوقت والآ كانت صفحات التواصل الاجتماعي قد امتلات ايضاً بالصور التذكارية ناقلة الوجوه "الحزينة" على فقدان "الاب الحنون"...!!؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة