الشبيبة الشيوعية في بيانها:

دخول الرفيق البطل عروة سيف إلى السجن روفق بهبة شعبية صاخبة تجلت بالتظاهرة التضامنية معه والتي شارك بها المئات عند مكتب التجنيد

التظاهرة التي مرت بشارعي إميل توما وتوفيق طوبي وصولا إلى مكتب التجنيد، تضمنت اجتماعا خطابيا مقتضبا عند مدخل بلدية حيفا

حاولت الشرطة عرقلة المظاهرة حيث تهجم ضابط شرطة حيفا مئير جولدشتاين بشكل استفزازي على الرفيق المحامي نكد نكد القيادي في الحزب ولجنة المبادرة

الشاب عروة سيف:

خذوا مقابركم العسكرية وأعطونا حريتنا!

علينا دائمًا وبكل لحظة نفكر كيف نطوّر هذا النضال ونحافظ على وحدته

أصدرت الشبيبة الشيوعية ولجنة المبادرة الدرزية، ظهيرة الاثنين، بيانا حيت فيه المواقف الصلبة التي يتمسك بها الرفيق المناضل، عروة غالب سيف، والذي أصر على رفض أداء الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، وتوجه أمس إلى مكاتب التجنيد في حيفا مصحوبا بـ "زفة كفاحية" تعبيرا عن الاعتزاز بالرافضين ومواقفهم.

وأضاف البيان: "دخول الرفيق البطل عروة سيف إلى السجن روفق بهبة شعبية صاخبة تجلت بالتظاهرة التضامنية معه والتي شارك بها المئات عند مكتب التجنيد، ما جعل سلطات الاحتلال تعفيه من أداء الخدمة العسكرية بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على تسليم نفسه، وفي هذا ما يؤكد بأن هذا النهج أتى ثمره، فسلطات الاحتلال، باتت تدرك بأن كل رافض في السجن هو بطل بعيون أبناء شعبه لا سيما الشباب كما أنه مصدر ضغط محلي بل ودولي على سلطات الجيش، كما أثبتت حالة الرفيق البطل عمر زهر الدين سعد وباقي الرافضين، كما أن أكثر ما يقض مضاجع السلطة التي تسعى إلى "تجنيد المتطوعين" هو رفض أولئك الشبان ممن يتجندون وفق قانون التجنيد الاجباري المفروض قسرا على أهلنا من أبناء الطائفة العربية الدرزية."

وزاد البيان: "نبارك لعروة إعفاؤه ليعود مجددا إلى مكانه الطبيعي في ميادين النضال إلى جانب رفاقه وأبناء شعبه من أجل الحقوق المشروعة لشعبنا العربي الفلسطيني ومن أجل السلام العادل والشامل والمساواة القومية والمدنية والعدالة الاجتماعية ورفض سياسة التمييز العنصرية."

وأشار البيان إلى أن "المئات لبّوا، أمس الأحد، دعوة الشبيبة الشيوعية ولجنة المبادرة العربية الدرزية، عروة سيف. وتحوّلت شوارع والدي النسناس والهدار في حيفا إلى ساحة عرس، حيث زفّ الرفاق رفيقهم الرافض بالهتافات والأهازيج الكفاحية. التظاهرة التي مرت بشارعي إميل توما وتوفيق طوبي وصولا إلى مكتب التجنيد، تضمنت اجتماعا خطابيا مقتضبا عند مدخل بلدية حيفا، افتتح وتولى عرافته، الرفيق أمجد شبيطة، سكرتير عام الشبيبة الشيوعية، قائلا أن هذه التظاهرة تحمل رسالتين بليغتين، الأولى إلى الأسرى الأبطال المناضلين ضد الاحتلال وإجرامه، بأننا نقف إلى جانبهم مهما كان الثمن والثانية إلى كاهن التجنيد وزمرته بأننا لا نرفض مجرد التطوع إنما الانصياع إلى القانون الاجباري".

رفض الخدمة العسكرية 
وجاء في البيان أيضا:"الأمين العام للحزب الشيوعي، الرفيق محمد نفاع، أشار بارتياح إلى تعاظم قوة حركة رفض الخدمة العسكرية مقارنة بالسنوات الأولى لسن القانون مؤكدا أنه لا مفر بالنهاية من الانتصار على هذا القانون الجائر، وقال "في العام 1958 عندما سجنت لأني رفضت التجند كان من قال لي مستاهل أما اليوم فقد قلبنا المعادلة وصرنا نقول تساهل ما بستاهل".
الرافض، وعضو قيادة الحزب الشيوعي في حيفا الرفيق أوري فلطمان، قال في كلمته أن رفض الخدمة العسكرية شأن كل ذي ضمير حي من العرب واليهود على حد سواء، وأضاف إنه لشرف كبير في هذه الأيام بالانضمام إلى الشبيبة الشيوعية قائدة النضالات المشرفة مشيرا إلى عدد من القضايا الحارقة كنضال الأسرى وصمود العراقيب وغيرها. وأما الشيخ نمر نمر فقد قدم مداخلة قيمة استعرض فيها تحايل السلطة على موقف الغالبية الساحقة من المواطنين الدروز في العام 56 بهدف سن القوانين ضدهم، كما تطرق إلى نشأة النضال ضد هذا القانون الجائر بدءا من اليوم الأول لسنه، من خلال مبادرة الحزب الشيوعي إلى تشكيل لجنة المبادرة العربية الدرزية، وتوقف نمر عند الظروف الآنية التي تعاني منها القرى الدرزية اليوم والتي تفضح زيف الادعاء بأن الحقوق مرتبطة بالواجبات. من جهته قال رئيس لجنة المبادرة الدرزية ووالد عروة، الرفيق غالب سيف، "بأننا لن نقبل لو علقنا من رموشنا أن نخدم جيش الاحتلال" وقدم الموقف السياسي باسم اللجنة".

مشاركة واسعة
وتابع البيان:"بقي أن نشير إلى أن التظاهرة التي شارك بها المئات، كان من بين الحاضرين فيها أيضا: عضوا الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة وعفو اغبارية، وأمين عام حركة أبناء البلد، رجا اغبارية، وعضو بلدية حيفا، عرين عابدي، ولفيف واسع من قياديي وكوادر الحزب الشيوعي، الجبهة ولجنة المبادرة الدرزية إضافة إلى وفود عن الحراكات الشبابية المختلفة، كما شارك بالمسيرة الرافضان السابقان، محمد جمال زيدان وسامر صالح عساقلة إلى جانب الرافض عنان شاهين الذي سيضطر إلى تسليم نفسه في مطلع آب القريب. وأما عمر سعد، فقد شاركت والدته وأشقاؤه بالتظاهرة بعدما تعذرت مشاركته هو ووالده، زهر الدين سعد، اذ تم استدعاؤه للمثول في مكتب التجنيد في طبريا وقد كتب حول الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي: "أخي عروة، أهي صدفة أن تستدعيني سلطات الجيش للمثول لديها في نفس اليوم والساعة التي ستزف فيها وتعلن رفضك للخدمة اﻹجبارية وتسلم نفسك للسجن ؟! أرادوا تفريقنا ولكن هيهات أخي عروة، نحن أخوة وأنا وأهلي ندعمك وجميع الشرفاء. سر بكبرياء منتصب القامة، مرفوع الهامة."

وأضاف البيان:"هذا وحاولت الشرطة عرقلة المظاهرة حيث تهجم ضابط شرطة حيفا، مئير جولدشتاين، بشكل استفزازي على الرفيق المحامي نكد نكد القيادي في الحزب ولجنة المبادرة. هذا وعند مرور التظاهرة من أمام منزل القائد الشيوعي توفيق طوبي، خرجت زوجته، أولغا طوبي، رغم وهن صحتها لتحية المتظاهرين، فتوقفوا لرد التحية، وتحدث الرفيق رجا زعاترة، سكرتير منطقة حيفا الحزبية، مذكّرا بالدور النضالي لطوبي، الذي كان في العام 56 أول من رفع صوته ضد قانون تجنيد الدروز، وفي العام 1982 قدم أول اقتراح قانون لاسقاط هذا القانون الجائر".

كلمة عروة سيف
وأكمل البيان:"الرفيق عروة سيف ألقى الكلمة المركزية وجاء فيها: "الرفيقات والرفاق، أخواتي وإخوتي الأعزاء.. من هنا في حيفا، من درب إميل توما، من الوادي الوفي لحجارته.. من الكرمل الأبي الشامخ.. جئنا نقول ونؤكد: نعتز بالطائفة العربية الدرزية، نعتز بعروبتها وبانتمائها لشعبنا العربي الفلسطيني، الشعب المناضل من أجل قلع الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل.. أنا، ابنكم، ابن هذا الشعب المعطاء، ابن الشبيبة الشيوعية ولجنة المبادرة العربية الدرزية، اعتز بدعمكم وبوقفتكم، أعتز بالقيم الوطنية اللي تربيت عليها.. وأعتز بأن أعلن من هنا، عن إصراري على الانضمام لقافلة الرافضين الأبطال.. مهما كان الثمن.. وليذهب الاحتلال وجيشه إلى الجحيم.. "نعرف جيدًا أن إسرائيل لا تثق بشبابنا.. ونعتز بهذا! نحن لا نرفع السلاح بوجه أبناء شعبنا وأهلنا. وعلى هذا الدرب نواصل مشوارًا لم يبدأ أمس ولا أول أمس. هذا المشوار بدأ بقيادة حزبنا الشيوعي الذي بادر لإقامة لجنة المبادرة العربية الدرزية التي قادت وتقود هذا النضال. ونحن نكمّل درب سميح القاسم واميل حبيبي وتوفيق طوبي وتوفيق زياد ومحمد نفاع وماير فلنر ونايف سليم.. درب الشيخ فرهود فرهود وشيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش.. ونعرف أننا لسنا وحدنا.. نعرف ونعتز بأن أعداد الشباب الفلسطينيين الدروز الذين يرفضون الخدمة العسكرية بتزايد. وسيظل يتزايد يوما تلو اليوم. ونحترم طريقة كل شخص في الرفض. نحترم من يقرر مواجهة السلطة علنًا ومن يواجهها بصمت وهم الأغلبية. ولهم، لكل مين قال "لا"، كل التحية. "ومن الأهمية بمكان أن نؤكد أمرًا إضافيًا: نحن حين نقرّر أن نواجه ونعلن على الملأ عن الرفض، ليس لنا أي هدف شخصي. لا نريد أن نزايد على أحد ولا أن نكون نجومًا ولا ننتظر شكرًا ولا دعمًَا ماليًا أو غيره. موقفنا هذا أغلى من أي ثمن وهدفه الوحيد أن نشجع شبابنا ونقول لهم: لا تخشوا أن تقولوا لأ. لن تموتوا إذا قلتم لأ. بالعكس. فما الذي جلبه لنا قانون التجنيد غير المقابر العسكرية؟ خذوها وأعطونا حريتنا! خذوها وأعطونا حقوقنا! خذوها واعرفوا أنّ كل مؤامراتكم لن تمرّ! "ونقول لشباب شعبنا كلهم: نحن شعب واحد وليس طوائف، لا تدعوهم يضحكوا علينا ويفرقوننا من أجل الجيش. الجيش ما بستاهل. تساهل ما بستاهل. "الرفيقات والرفاق، سأدخل السجن. سنفترق، ولكن بالجسد فقط. وسنظل معًا بالفكر والقيم التي تجمعنا والتي لن تستطيع كل سجون الدنيا تفريقها. وعلينا دائمًا وبكل لحظة نفكر كيف نطوّر هذا النضال ونحافظ على وحدته. وحدة وحدة وطنية.. شوكة بحلق الفاشية!" إلى هنا نص البيان.