نادر أبو تامر في مقاله:
بصورة مباغتة وصلت سيارة يركبها عدة شبان وكما يبدو فان سيارتهم في غاية النظافة لأنها بالفعل جميلة وفارهة وأنيقة من الخارج حسب ماركتها وشكلها الخارجي لدرجة ان احدهم فتح الشباك والقى على الارضية النظيفة
لو كنت يا عزيزي متواجدا في كفار سابا او كفار شمارياهو او قيسارية لما كنت تفعل ذلك ارجوك ان تتصرف في بلدتك ايضا كما تتصرف هناك وهيا معا نعمل من اجل صيانة الملك العام
امسحها بهاللحية يا بني...!
ايها الشاب الطيب والعزيز.
استفزني قبل عدة ايام مشهد يتكرر ومنظر بشع للغاية يجعلك تفكر بينك وبين نفسك يا بني لماذا يحدث هذا عندنا؟ وهل فعلا نحن نحب بلدنا؟ وما هي اشكال الانتماء الى جمهورنا وناسنا؟ كنت ادخل بلدة عربية ما وأتأمل شوارعها الجميلة والنظيفة ودواراتها الأنيقة ويلوح بفكري أن اتصل بقيادتها لأبلغهم تحيتي حيث اشاهد أمامي مناظر تثلج الصدر من الحلاوة والجمال.
وبصورة مباغتة وصلت سيارة يركبها عدة شبان وكما يبدو فإن سيارتهم في غاية النظافة لأنها بالفعل جميلة وفارهة وأنيقة من الخارج حسب ماركتها وشكلها الخارجي الواعد. انها نظيفة لدرجة ان احدهم فتح الشباك والقى على الارضية النظيفة في احد الدوارات المرصوفة بصورة جميلة علبة الشراب التي كان يتناولها في السيارة، وكما يبدو فانه لا يريد ان يرمي القنينة او العلبة الفارغة في السيارة فتتسخ أرضيتها ولا يليق بسيارة ذات حضور بهي ان تلوثها مثل هذه القاذورات.
الامر يدعو للاستغراب والاستهجان فكيف اكون في اقرب مكان من بلدتي فلا اقوم بمثل هذه التصرفات القبيحة اما عند دخولي مشارف بلدتي فربما افك حزام الامان والقي القاذورات بدون اي اعتبار ولا احترام وبدون اي تردد بالمرة.
هل كان متعبا مثلا ان تقوم يا ابني الشاب الطيب بحمل قنينتك الفارغة نحو اقرب مكب للنفايات؟ الم تستطع وضع كيس خاص بهذه القاذورات في سيارتك لكيلا تلقي بها في الخارج؟
لو كنت يا عزيزي متواجدا في كفار سابا او كفار شمارياهو او قيسارية لما كنت تفعل ذلك. ارجوك ان تتصرف في بلدتك ايضا كما تتصرف هناك وهيا معا نعمل من اجل صيانة الملك العام تماما كما نتعامل مع الملك الخاص، واعتبر يا بني الطيب بان الشارع هو تماما مثل ساحة بيتك او غرفة الضيوف النقية والناصعة في منزلك وعندها ستتردد فعلا في رمي القناني والعلب الفارغة وسط الشارع المركزي النظيف في قريتك. اشكرك يا بني العزيز سلفا على التفهم وامسحها بهاللحية يا ولدي....!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net