غبطة البطريرك ميشيل صباح في محاضرته:

المسيحي لا يجوز أن يستثني أحدا من حياته ايا كان خلقه او دينه

على الانسان المسيحي ان يكون مثل المسيح ومتقبل لكل انسان وخاصة الفقير والمزعج والمحتاج لا أن نهرب منهم

حياة العذراء فيها صعوبات بالرغم من ان الله ميزها فوق كل النساء ومع هذا كانت مريم تحفظ الأمور في قلبها وتتأمل بها

تزامنا مع اختتام سنة الإيمان احتفل نادي سيدة الناصرة بندكتوس الإثنين الموافق 18 الشهر الجاري بعيد سيدة الناصرة في برنامج خاص أقيم في قاعة مار أنطون للاتين بحضور أعضاء النادي وبمشاركة قدس الأب أمجد صبارة كاهن الرعية. وتولت عرافة البرنامج الحافل المربية الفاضلة والكاتبة النصراوية بديعة شحادة عتيق مؤسسة النادي التي قدمت نشيد سيدة الناصرة ومن ثم رحبت بغبطة البطريرك ميشيل صباح الجزيل الطوبى ابن مدينة البشارة، بطريرك القدس سابقا، حيث تم استقباله بالترحيب والتصفيق الحار على أنغام ترنيمة "سيدنا ورئيس كهنتنا احفظه يا رب لسنين كثيرة يا سيد".

صاحب الغبطة يتسلم درع سيدة الناصرة بندكتوس من الكاتبة بديعة عتيق

بعدها، ألقى صاحب الغبطة محاضرته التي شدت إليها القلوب قبل الاذان ولفتت الانتباه لما فيها من حكمة وعبر في مواجهة التحديات والصعوبات في أيامنا. وقال صاحب السيادة في محاضرته: "يسوع عاش هنا قبل ألفي سنة تألم ومات وقام وعاد الى السماء لكنه ما زال بيننا فخالقنا دائما معنا وحاضر فعلا لأنه انسان حق وإله حق موجود من خلال سر القربان الأقدس، وهذا الإله لا ينزعج من الفقراء بينما نحن ننزعج منهم بدلا من تقديم المساعدة لهم ولكن على الانسان المسيحي ان يكون مثل المسيح ومتقبل لكل انسان وخاصة الفقير والمزعج والمحتاج لا أن نهرب منهم بل نقبل الحوار والكلام معهم إذ أن المسيحي لا يجوز أن يستثني أحدا من حياته ايا كان خلقه او دينه".

حفظ الأمور والتأمل بها
وتابع غبطة البطريرك ميشيل صباح قائلا: "هذا النادي هو نسائي على اسم سيدة الناصرة، التي هي دائما أمامنا ومثال لنا، واذا اردنا ان نكون مسيحيين يجب ان يكون يسوع والعذراء مثالنا لنتصرف مثلهما. فحياة العذراء فيها صعوبات بالرغم من ان الله ميزها فوق كل النساء ومع هذا كانت مريم تحفظ الأمور في قلبها وتتأمل بها كما يقول لنا الكتاب المقدس، فهي أحيانا لا تفهم ولكنها تحفظ وتتأمل ولذلك يجب نحن أيضا أن نكون على مثال العذراء فما نفهمه نفهمه وما لا نفهمه نحفظه ونتأمل به".

الايمان هبة من الله
وأشار الى أن "الايمان هبة من الله ويجب ان نقبل كل ما يمنحنا اياه الله فكل نعمة او هبة ننالها هي لنا ولكل الناس"، منوها الى ان "العائلة هي اول من يسلم الايمان لذلك يجب على العائلة تربية الابناء على الايمان بمعنى ان يحول الاب والام العائلة الى بيت لله وعندها تكون للبيت مناعة لكثير من المشاكل بجعل الله شريكنا في بيتنا وعندها تغلق النوافذ والابواب بإحكام، أي نحن حاضرون امام الله والله حاضر معنا".

بناء مسيحي قوي
وطالب البطريرك ميشيل صباح العائلة بتلاوة صلاة يومية هي "أبانا" وصلاة تحية العذراء كما ويمكن اضافة نص انجيلي حتى نبني مسيحيا قويا لا خائفا او هاربا بل يعرف ان قوته من الله ويعرف كيف يتعامل مع كل انسان ويرفض كل ظلم". وقال: "على الانسان المسيحي ان يكون قويا ويطالب بكل حقوقه وفقا للقوانين حتى يحصلها، فالقوي يتقبل كل التحديات، وعلينا ان نرى بان المسلم هو صورة الله لا ان ننظر اليه كمخيف او معتدي كما يجب على المسلم ايضا ان يرى في المسيحي انه صورة الله وكلنا مدعوون لهذا البناء".
وفي الختام، قدمت مؤسسة نادي سيدة الناصرة بنديكتوس الكاتبة بديعة عتيق للبطريرك صباح درع النادي إكراما لمشاركته القيمة.

البطريرك صباح خلال المحاضرة

الأب أمجد صبارة كاهن رعية اللاتين في الناصرة خلال المحاضرة