الشيخ محمود اغبارية:
اخترت الكتابة عن الشيخ المفكر محمد أحمد الراشد الذي حباه الله من المواهب والقدرات وما تميز به عن غيره كتسخير أصول الفقه والفن والتراث والسياسة وعلومها للدعوة
تميزت الرسالة بالجمع بين الفقه التربوي والدعوي عند الراشد وتم البحث فيها على أساس ذكر التطبيقات المعاصرة لتتمكن الحركات الإسلامية من الإستفادة فكانت دراسة تأصيلية تطبيقية
الدكتور موسى البسيط:
هذه الدراسة الهامة جاءت لتلقي الضوء على المنهج التربوي عند واحد من أبرز العلماء العاملين في حقل الدعوة إلى الله تعالى في العصر الحديث
الباحث بدوره بذل جهده في عرض سيرة ومسيرة الأستاذ الراشد الدعوية والفكرية والشرعية وتناول نظرة الأستاذ الراشد إلى القضايا المعاصرة التي تؤرق الأمة
بعد ثلاثة سنوات من الدراسة والبحث، ناقش الشيخ محمود اغبارية من قرية مشيرفة رسالته العلمية في مبني فرع جامعة العالم في الرام القدس والتي حملت عنوانا "المنهج التربوي عند محمد أحمد الراشد، وقد أشرف على الرسالة الدكتور موسى البسيط، وناقشه مجموعة من الأساتذة الدكتور خضر شلش مختص في التربية، والدكتور تيسير فتوح المختص في القضاء، وشاركهم الدكتور محمد صبيح رئيس فرع الجامعة. هذا وحضر عدد من المشرفين والمناقشين على الرسائل العلمية. وفي حديث مع الشيخ محمود اغبارية حول هذا الإنجاز العلمي قال: "حسب إطلاعي، هذه أول رسالة علمية عن التربية عند الأستاذ الراشد في العالم العربي والإسلامي، وقد تميزت الرسالة بالجمع بين الفقه التربوي والدعوي عند الراشد، وتم البحث فيها على أساس ذكر التطبيقات المعاصرة لتتمكن الحركات الإسلامية من الإستفادة، فكانت دراسة تأصيلية تطبيقية".
وفي جوابه على سؤالنا "لماذا اخترت الأستاذ الراشد عن غيره من المفكرين في الدعوة"، قال: "اخترت الكتابة عن الشيخ المفكر محمد أحمد الراشد، الذي حباه الله من المواهب والقدرات وما تميز به عن غيره كتسخير أصول الفقه والفن والتراث والسياسة وعلومها للدعوة، ومنحه من المؤهلات والأدوات ما يمكنه من احتلال مكانة رفيعة في عالم الدعوة والدعاة والمربين، وأيضا يتمتع بفكر تربوي ودعوي عميق كان له الأثر على شباب الصحوة الإسلامية، وايضا يملك الطرح المتميز والجريء لنظريات جديدة في فقه الدعوة مصدرها العلوم الإنسانية والطبيعية والدقيقة كالفيزياء، والتجربة والمحاكاة اليومية، ولم يسبقه الى هذه النظريات أحد، كنظرية صناعة الحياة، وحركة الحياة وما شابه ذلك، وأيضا لأنه الداعية الذي اجتمع لديه الفقه الأصولي الدعوي، والربانية، والفن والإبداع، والنقد البنّاء، والسياسة الحاذقة، والخبرة التربوية، والقدرة على حسم قضايا الساعة في الساحة الدعوية".
نظريات تربوية
هذا وأشار الشيخ محمود اغبارية الى أنه "لم يعثر على دراسات سابقة حول أدبيات محمد أحمد الراشد التربوية، وما كانت إلا مواضيع منثورة في المجلات كـ "مجلة الرسالة" و"مجلة المجتمع" و"الرواق" و"محمد أحمد الراشد" ومواقع أخرى، ولكن بلغت كتب ورسائل الراشد التي عثرت عليها مطبوعة 45 كتابا ورسالة، وكان آخرها "صداح داعية"، "تنظير التغيير". ويوصي الشيخ محمود اغبارية طلاب العلم والباحثين أن "يستكملوا الجوانب الأخرى التي قلد فيها الراشد غيره أو أبدع فيها، ووضع الأسس والقواعد التربوية والدعوية أو رفعها بالتطوير والتفريع". هذا وتناول الشيخ محمود إغبارية في رسالته "حياة الراشد في ثمانية فصول، واشتمل الباب الثالث على النظريات التربوية عند الراشد ومنها: التربية الروحية، والتربية الدعويّة، التربية الجماعيّة، التربية الجماليّة، التربية التكوينيّة.. وذكر لكل نظرية تعريفها، وتأصيلها الشرعي، وأهميتها وأثرها عند فقهاء الدعوة وعند الأستاذ الراشد، وذكر التطبيقات المعاصرة بـ 157 وسيلة تربوية دعوية تطبيقية".
توصيات الرسالة
وكانت أبرز توصيات الرسالة: "تأسيس مجلس للإفتاء الدعوي، يُنسَّبُ له عدد من الفقهاء من أهل التخصصات الشرعية والدعوية والعلمية وما شابه ذلك، وإنشاء مكتب رصد للإعلام الدعوي من خلال مجلات أسبوعية وشهرية، ومواقع الإنترنيت وفيسبوك وتويتر، ولقطات فيديو مسجلة وبعدة لغات، مع فضائية أو تنسيق مع فضائية، واستثمار إمكانيات الفضائيات الأخرى، تنمية القدرات للوصول الى المهارات التي تجسد مفهوم الكفاءة الدعوية في مجال الدعوة الى الله، وضرورة إعداده إعدادا نوعيا ومتميزا في جميع الجوانب التربوية والدعوية والنفسية والإدارية والسلوكية، وأيضا إدراج علوم جديدة في المناهج التربوية كالهندسة المعمارية، والخط، وفن القصة، والفلسفة، وعلم الآثار، والتاريخ ، والإقتصاد، والإعلام، وعلوم الإجتماع، وإجراء الدراسات والأبحاث حول العوائق التربوية والأساليب والحلول المناسبة للمشاكل التربوية، وتقديم خطط تربوية تطويرية تواكب متطلبات المستقبل مع المحافظة على ثوابت المجتمع الإسلامي، تزامناً مع التطور العلمي، والإنفجار المعرفي الملحوظ، ورصد ومتابعة فنون التربية الحديثة وأساليبها، والقيام بدراستها ومدى ملائمتها للعمل التربوي والإستفادة من مناهجها". وتقدم الشيخ محمود اغبارية "بالشكر الجزيل لفضيلة الدكتور موسى البسيط المشرف على رسالته والمحاضر في كلية الدعوة الإسلامية في أم الفحم، الذي بذل الجهد والنصح والتسديد، وهو صاحب الباع الطويل والإطلاع المتين على فقه التأصيل الإسلامي، وكما وأهدي رسالتي لأبناء الدعوة الإسلامية المباركة".
تعقيب الدكتور موسى البسيط
وعقب الدكتور موسى البسيط المشرف على الرسالة قائلا: "الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، لقد جاءت هذه الدراسة الهامة لتلقي الضوء على المنهج التربوي عند واحد من أبرز العلماء العاملين في حقل الدعوة إلى الله تعالى في العصر الحديث، ممن كان لهم أعظم الأثر في الدعوة وفقهها وأصولها وترشيد مسيرتها على أسس علمية راسخة، ولم تقف جهود الأستاذ الراشد عند الجانب الدعوي فحسب، وإنما احتلت التربية منزلة رفيعة وأخذت مساحة واسعة في جهوده وإسهاماته. والباحث بدوره بذل جهده في عرض سيرة ومسيرة الأستاذ الراشد الدعوية والفكرية والشرعية، وتناول نظرة الأستاذ الراشد إلى القضايا المعاصرة التي تؤرق الأمة، وعرض نصائحه للعاملين في حقل الدعوة والتربية، ولقد حرص الباحث في دراسته على الغوص في جوانب المنهج التربوي عند الأستاذ الراشد، وتأصيله، واستخراج درره وكنوزه، كما حرص على استنباط القواعد والتطبيقات المعاصرة من نظرياته في الجوانب الروحية والدعوية والجمالية، وخلص الباحث بعد هذه المسيرة إلى توصيات ونتائج غاية في الأهمية، وضعها أمام أبناء الحركة الإسلامية الحريصين على نجاحها وتقدمها ليعملوا وفقها. إن هذه الدراسة بحق هي من أهم الدراسات وأنفعها. شكر الله للباحث ونفع بجهوده وجعل هذا العمل في ميزان حسناته".