مصر على أعتاب مرحلة جديدة/ شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن في مقاله:
مصر اليوم تنهض من جديد وتجدد ثورتها من اجل الحرية والكرامة واستعادة دورها ومكانتها كحاملة لواء المشروع القومي النهضوي وتعود الى طبيعتها لتحبط مشروع تجزئة المنطقة على اساس طائفي ومذهبي
ثورة مصر اليوم ضد مرسي وجماعته هي في الواقع ثورة تصحيحية وهدفها جلي وواضح كالشمس في يوم ربيعي جميل وهو توفير العيش الكريم والكرامة الانسانية للشعب المصري واستعادة دور مصر القومي والوطني والعروبي
مرسي فشل بسبب قلة التجربة والخبرة السياسية وانعدام الكفاءة لديه في قيادة الدولة المصرية وادرة شؤونها الداخلية والخارجية وجر البلاد الى الويلات والفتن والشحن الطائفي الذي ادى الى مقتل الدكتور حسن شحاتة المنتمي للمذهب الشيعي وثلاثة من رفاقه
انظروا الى الشعب المصري العظيم الذي خرج الى الشوارع والميادين مطالباً برحيل مرسي واسقاط حكم الاخوان المسلمين ، رافضاً ان تزور ارادته وتسرق ثورته ومنجزاتها ومكاسبها ، وقال كلمته صريحة واضحة : لا للاسلاموفيا وثقافة الذبح والسحل باسم الاسلام ، ولا لفتاوى التكفير والفتن "القرضاوية" ، وكفى لتجار الدين على حساب الشعب والوطن ، ولا لقمع الحريات واقصاء الرأي المخالف ، ونعم للتعددية السياسية والفكرية . ان مصر اليوم تنهض من جديد وتجدد ثورتها من اجل الحرية والكرامة واستعادة دورها ومكانتها كحاملة لواء المشروع القومي النهضوي، وتعود الى طبيعتها لتحبط مشروع تجزئة المنطقة على اساس طائفي ومذهبي . انها تقف على أعتاب مرحلة جديدة تعطي الأمل لكل الشعوب العربية الطامحة في الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية .
ثورة تصحيحية
إن ثورة مصر اليوم ضد مرسي وجماعته هي في الواقع ثورة تصحيحية وهدفها جلي وواضح كالشمس في يوم ربيعي جميل ، وهو توفير العيش الكريم والكرامة الانسانية للشعب المصري واستعادة دور مصر القومي والوطني والعروبي ، الذي يتعرض للابادة والتشويه والمسخ والتدمير على يد جماعة الاخوان المسلمين ، التي تقمع الفكر الآخر وتقصي القوى والتيارات السياسية المعارضة والمناهضة لفكرها ومشروعها وتسعى الى فرض نظام ديني سلفي ونمط حياة لا يتلاءم مع الحياة المدنية العصرية والدولة الحديثة .
الاطاحة بمرسي والحكم الاخواني
لقد بدأ الصراع وخلاف قوى المعارضة مع مرسي عقب اصداره ما يسمى بالاعلان الدستوري الذي يمنحه صلاحيات ثلاث سلطات هي التشريعية والتنفيذية والقضائية في وقت واحد، ثم فرضه دستوراً معيباً ينتهك حقوق الانسان والحريات العامة فضلاً عن تهميش واقصاء القوى السياسية الاخرى في المجتمع المصري، و"اخونة" الدولة عبر مجموعة تعيينات في مناصب مركزية حكومية ومؤسساتية، وصولاً الى خطابه التافه ودعوته للجهاد في سورية ما أدى الى احتقان النفوس والقنوط والاحباط لدى الشعب المصري وقواه ونخبه المتعددة ودفعه بالتالي الى المواجهة والاحتجاج الشعبي العفوي الذي بلغ اوجه يوم الثلاثين من يونيو ، وهو التاريخ الذي انتخب فيه مرسي رئيساً للجمهورية قبل عام واحد . لقد فشل مرسي بسبب قلة التجربة والخبرة السياسية وانعدام الكفاءة لديه في قيادة الدولة المصرية وادرة شؤونها الداخلية والخارجية وجر البلاد الى الويلات والفتن والشحن الطائفي، الذي ادى الى مقتل الدكتور حسن شحاتة المنتمي للمذهب الشيعي وثلاثة من رفاقه . اننا لعلى ثقة تامة بقدرة الشعب المصري البطل على الاطاحة بمرسي والحكم الاخواني الاستبدادي الاقصائي القمعي في مصر مثلما اطاح بمبارك ، وها هو الجيش المصري ينتصر لارادته ويمهل مرسي مدة 48 للاستجابة لمطالبه المشروعة . والكرة الآن في يد مرسي ، الذي اصبح قاب قوسين او ادنى خارج السلطة .
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net