كلمة حق لشباب أم الفحم/بقلم:طارق جبارين

كل العرب
نُشر: 01/01 08:16,  حُتلن: 07:57

طارق جبارين :

النخوة التي تميز بها شباب مدينة أم الفحم في الآونة الأخيرة أمر ليس بالغريب عن أهالي وشباب هذه المدينة الغالية

شباب أم الفحم وقفوا وقفة تنحني أمامها الكلمات منها وقفتهم المعنوية الى جانب عائلتي الفقيدين ومجاورتهم في أوقات كثيرة ومساندتهم

لفتت انتباهي النخوة والشهامة التي تميز بها شباب مدينة أم الفحم في الآونة الأخيرة، وهو أمر ليس بالغريب على أهالي وشباب هذه المدينة الغالية، لكن في أعقاب الحادث الأخيرة الذي توفيت على أثره زهرتين من خيرة شبابنا (أنس جبارين وعبادة جبارين) لاحظت أموراً لن أكتف بالنظر اليها والإعجاب بها داخلياً، إنما حركتني مشاعري وأفكاري أن أخط بقلمي ما يحيكه خاطري وقلبي تجاه شباب مدينتنا أم الفحم.


مساندة اهل الفقيدين
فقد وقفوا وقفة تنحني أمامها الكلمات، واسمحوا لي أن أذكر بعض المواقف العظيمة، فمنها وقفتهم المعنوية الى جانب عائلتي الفقيدين ومجاورتهم في أوقات كثيرة، ومساندتهم في أي عمل يحتاجونه وتواجدوا في بيت الأجر لمدة ثلاثة أيام متتالية، خاصة في اليوم الأخير حينما رأيتهم يركضون هنا وهناك لطباعة الشرائط وشراء المسابح والأغراض اللازمة، وفي كل ليلة وكما علمت وبحسب طلب أهالي الفقيدين فقد مكث الشباب في بيوت أهالي الفقيدين حتى ساعات متأخرة ومنهم من قضى ليلته هناك، بالاضافة للموقف الأهم في هذه الأثناء بحسب رأيي حين لازموا صديقهم وابن مدينتهم الشاب الذي كان يقود السيارة عند الحادث، زاروه في المستشفى بأعداد كبيرة انتظروا عودته ساعتين كاملتين تحت اشعة الشمس حين اعلنت المحكمة تحريره، ومرافقته في زيارة أضرحة رفيقيه اللذين وافتهما المنية في الحادث ولا يزال بيته عامراً بزياراتهم ليل نهار، ويحدثني أحد الشباب ويقول: إننا في كل يوم نذهب الى أضرحة الفقيدين لزيارتهم واتعجب حينما ألاقي هناك مجموعات تسبقنا من الشباب "، أي وفاء هذا أيها الشاب الفحماوي !!، ولن أنسى صفحة الفيسبوك والتي يديرها شباب بأعمار صغيرة تخليداً ووفاءاً لذكرى المرحومين بعنوان "صدقة جارية عن روح المرحومين أنس وعلاء".

موقف عز وشهامة
وأخيراً وليس آخراً، فالقائمة تطول ونراهم يخططون ويجهزون لتظاهرة احتجاجية ضد العنصرية ودعماً لموقف الشاب الذي كان يسوق السيارة أثناء الحادث (ولا يهم هنا إن اتفقنا معهم على قضية التظاهرة أم لا فالمهم هو الدور الذي مارسوه).
فلما لا نفتخر بهؤلاء الشباب الذين أعادوا بناء موقف حزين وبنوا مكانه موقف عز وشهامة، ولا تعتقدوا أنني اتحدث عن عشرات الشباب، انما هم مئات من الشباب الفحماوي. بحقكم أيها الشباب أقول : شكراً لكم، هذه صفحة ذهبية سنبقى نقلب طياتها ليل نهار لنشتم عبق أزهارها، فأنتم الأمل ولكم التقدير والمحبة الخالصة. ها هم شبابنا ضعوا ثقتكم فيهم وأخلصوا التعامل معهم فانهم خيرة الشباب. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة