46 عاماً على النكسة والهزيمة العربية /بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 01/01 09:06,  حُتلن: 16:24

شاكر فريد حسن في مقاله:

الانتفاضة الفلسطينية حققت العديد من المكاسب السياسية بتصدر القضية الفلسطينية للموقف وتفاقم التأكيد العالمي للنضال الفلسطيني التحرري

مرت 46 عاماً على الحرب العدوانية الاسرائيلية والمعاناة الفلسطينية مستمرة ومتواصلة ولا تزال المخططات والمشاريع والمؤامرات التصفوية تتعمق وتتزايد يوماً بعد يوم

الهدف الوحيد امام شعبنا الفسطيني يتمثل بالخلاص من الاحتلال البغيض وضمان حق العودة وتحقيق الاستقلال واقامة الدولة المستقلة ووهذا الامر يتطلب ويستدعي الكف عن المماطلة والتسويف

تمثلت وتجسمت معالم ممارسات السحق والقمع والتنكيل والارهاب الاحتلالي في صور بشعة واشكال رهيبة من خلال تكثيف اعمال الاستيطان الكوليونالي وبناء البؤر الاستيطانية سعياً لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي والاجتماعي

في الخامس من حزيران سجل التاريخ المعاصر مرور 46 عاماً على نكسة حزيران أو حرب الأيام الستة ، التي نتج عنها احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء المصرية . ومنذ ذلك الحين عانى شعبنا الآلام واقسى الوان وصنوف القمع والارهاب ، التي مارستها سلطات الاحتلال بهدف تكريس وتخليد الاحتلال والقضاء على مقوماته القومية وتصفية حقوقه الوطنية .

القمع والتنكيل
وقد تمثلت وتجسمت معالم ممارسات السحق والقمع والتنكيل والارهاب الاحتلالي في صور بشعة واشكال رهيبة ، من خلال تكثيف اعمال الاستيطان الكوليونالي وبناء البؤر الاستيطانية سعياً لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي في الضفة والقطاع ، واستغلال الايدي العاملة الفلسطينية الرخيصة في العمل الاسود لتطوير الاقتصاد الاسرائيلي ، ومنع التنظيمات السياسية واللجوء الى اعتقال المناضلين والمقاتلين الفلسطينيين ومحاولة اغتيال رؤساء البلديات الوطنيين المنتخبين (بسام الشكعة ، كريم خلف، فهدالقواسمي ، وحيد الحمداللـه ) وانشاء ما يسمى بـ"روابط القرى" لتكون بديلاً لهم . وكذلك استخدام اشرس انواع العنف لضرب الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية الفلسطينية التي اندلعت في المناطق المحتلة استنكاراً ورفضاً لسياسة واعمال القمع والتنكيل والقمع والبطش والسحق التي تعاني منها .
هذا ناهيك عن محاولات نشر العدمية القومية وحظر كتب الثقافة الوطنية والانسانية التقدمية ، وانتهاج سياسة الكبت والارهاب الفكري ضد المثقفين والمبدعين الفلسطينيين بغية اسكاتهم واخراس اصواتهم وكسر اقلامهم ، وفرض الرقابة العسكرية الشديدة على الابداع الوطني والثوري الفلسطيني والمجلات الثقافية والفكرية والصحف اليومية والاسبوعية الفلسطينية وافراغها من عناصرها الرئيسية والجوهرية . علاوة على اغلاق الجامعات الفلسطينية وعرقلة نهوضها العلمي وتقييد نشاطها، وخاصة جامعة بير زيت .

ركام الهزيمة
ورغم النكسة والهزيمة التي حلت بشعوبنا واوطاننا العربية الا ان جماهير شعبنا الفلسطيني لم تستسلم ونهضت من ركام الهزيمة ، فكانت الثورة والمقاومة الفلسطينية المصباح والمشعل الذي اضاء ظلام النكسة . وخاضت هذه الجماهير، التي التفت حول منظمة التحرير الفلسطينية ، المعارك الكفاحية البطولية دفاعاً عن الحق الفلسطيني المشروع ، فسجلت الانتصارات وتصدت ببسالة وصلابة لمشروع "كامب ديفيد" التصفوي ولمعاهدة الاستسلام التي ابرمها نظام انور السادات مع الكيان الاسرائيلي ، ووقفت ضد مخطط ومؤامرة "الادارة الذاتية " ومشروع ريغن الهادفين الى تكريس الاحتلال والاستيطان وتصفية الحقوق الفلسطينية . ويحق للحركة القومية العربية الفلسطينية ان تفاخر بانها افشلت هذه المؤامرة الامبريالية الاستعمارية والصهيونية والرجعية عندما تفجرت انتفاضة الحجر والمقلاع ، التي اكدت تمسك شعبنا بحقوقه القومية واصراره على تصفية وانهاء الاحتلال واقامة دولته الوطنية المستقلة . 

المكاسب السياسية

وقد حققت الانتفاضة الفلسطينية العديد من المكاسب السياسية بتصدر القضية الفلسطينية للموقف ، وتفاقم التأكيد العالمي للنضال الفلسطيني التحرري ، واعتراف العالم بحقوق الفلسطينيين وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد . وكل ذلك ادى بالتالي الى توقيع اتفاق اوسلو بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. ولكن رغم قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وتوقيع اتفاقية السلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، الا ان السلام لم يتحقق ولم يترجم على ارض الواقع وظل يراوح مكانه ، وذلك نتيجة التعنت والرفض الاسرائيلي وتصلب مواقفه بخصوص الحل النهائي ما ادى الى تعثر المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني . وها هو كيري يبذل جهوداً قصوى من اجل اعادتهما الى طاولة المفاوضات واستئناف الحوار .
لقد مرت 46 عاماً على الحرب العدوانية الاسرائيلية والمعاناة الفلسطينية مستمرة ومتواصلة ، ولا تزال المخططات والمشاريع والمؤامرات التصفوية ،التي تستهدف تبديد حقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة، تتعمق وتتزايد يوماً بعد يوم .
ان استمرار حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو في نهجها العدواني التوسعي الكارثي ضد شعبنا الاعزل لا يجلب الامن والاستقرار في المنطقة ،بل يعيق فرص التقدم باتجاه التفاوض السياسي ، ويدفع بالمنطقة الى الدمار الشامل وسقوط المزيد من القتلى والضحايا .

انجاز وتطبيق اتفاق المصالحة 
ان الهدف الوحيد امام شعبنا الفسطيني يتمثل بالخلاص من الاحتلال البغيض وضمان حق العودة وتحقيق الاستقلال واقامة الدولة المستقلة ، وهذا الامر يتطلب ويستدعي الكف عن المماطلة والتسويف والتعجيل في انجاز وتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي "حماس " و"فتح" وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية ، الضمان الاكيد والرد الوحيد على التحديات الراهنة ، والمشاريع والمؤامرات الاستعمارية الدنيئة الساعية الى تصفية القضية الفلسطينية وحرمان شعبنا من حقوقه .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة