فاطمة عبد القادر الحاج حسن:
عندما وصلت الى المكان تمنيت لو انني لم أحضر الى القرية
يوم النكبة كان عمري 12 عاما وكل ما أتذكره أن والدي وشقيقيه وأقاربه كانوا يسكنون القرية ولكنهم تركوها
لو أعطونا مهما أعطونا لن ننسى ايام العز التي عاشها أهلنا على هذه الارض ولا يمكن لنا أن نفرط في بيت الطين من قريتي خبيزة
توجهنا الى أم الفحم كون أمي اصلها من حي الإغبارية في أم الفحم فلجأنا الى هناك على أساس العودة بعد عدة أيام ولكن بعد عودة والدي الى القرية بثلاثة اشهر وجد العصابات قد هدمت القرية رأسا على عقب
تظهر على وجه فاطمة عبد القادر الحاج حسن من قرية خبيزة، ابنة مختار قرية خبيزة تبلغ من العمر 76 عاماً تجاعيد تعكس كل الأوجاع التي عانى منها الفلسطينيون على مدار خمسة وستين عاما من النكبة، علما انها ما زالت متمسكة بحق العودة.
وتحدثت اللاجئة الحاجة فاطمة عبد القادر الحاج حسن التي تقطن في مدينة أم الفحم، عن ذكريات تعود الى احداث النكبة التي شاهدتها وعايشتها بشتى أنواع القسوة اليومية. خلال حديث اللاجئة شعرنا بها وكأنها تعيش المعاناة نفسها من ذكريات أليمة ألمت بها حينما هجروا قسرا من قريتهم الأصلية خبيزة، في منطقة الروحة.
الهجرة والعودة
وهجرت الحاجة فاطمة الحاج حسن مع والدها مختار خبيزة وافراد العائلة الى أم الفحم، وقد كانت القرية عامرة بأهلها بالرغم من كل ما كان يحدث في المنطقة من حرب العصابات الصهيونية، ولها من الأحفاد الكثير وتعلمهم حب الأرض والتمسك بها مهما طال الزمان، وتقول وهي تمسك بيدها عكازها: "لا تنازل عن حق العودة لديارنا مهما طال الزمن، فوالدي عبد القادر الحاج حسن الذي كان مختار قرية خبيزة كان يملك الاراضي والماشية والخيل، وعندما إقتربت العصابات من القرية ترك من خلفه -كباقي أهل القرية-كل ما يملكه وحمل ما قل وزنه وساق أمامه قطيع المواشي (حوالي 60 رأس بقر و16 رأس خيل) وتوجهنا الى أم الفحم كون أمي اصلها من حي الإغبارية في أم الفحم فلجأنا الى هناك على أساس العودة بعد عدة أيام، ولكن بعد عودة والدي الى القرية بثلاثة اشهر وجد العصابات قد هدمت القرية رأسا على عقب".
يوم النكبة
وتابعت: " بلغت من العمر 12 عاما يوم النكبة، وكل ما أتذكره أن والدي وشقيقيه وأقاربه، تركوا القرية ولنا أقارب في جنين وفي مدن ومخيمات الضفة والخارج، وعندما وصلت الى المكان تمنيت لو انني لم أحضر الى القرية، فيوم يذهب الوطن تذهب الحياة كلها، ولكننا راضون بما كتبه الله لنا...". وقالت: "لو أعطونا مهما أعطونا لن ننسى ايام العز التي عاشها أهلنا على هذه الارض ولا يمكن لنا أن نفرط في بيت الطين من قريتي خبيزة والتي نعتز بها إعتزاز الابن بوالديه".
ذكريات الوطن
وتستذكر الحاجة فاطمة عبد القادر الحاج حسن الأيام الجميلة وحب الفلسطيني البسيط لأخيه وتقاسمه لقمة العيش التي كان يرويها لها والدها المختار وكيف كانت علاقاتهم الطيبة بخلاف ما هو عليه الآن، وقالت: "كل شيء كان جميلا، وكل شيء فيه الخير والبركة والإخلاص والوفاء بين الناس".
فاطمة عبد القادر الحاج حسن