احتضن ألبوم "عن بلدي" باقة من الأغاني الخاصة حيثُ التصقت دلال أكثر بوطنها الفلسطيني وبهموم وأفراحِ شعبها
قدمت الفنانة دلال ابو آمن، أمسية فنية احتفالية بمناسبة صدور ألبومها الغنائي الأول"عن بلدي" برعاية جمعية "مريم" وبمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم
أقيم مساء أمس السبت في قاعة مار يوسف في مدينة الناصرة العرض الاحتفالي للفنانة دلال أبو آمنة وفرقتها الموسيقية حيث قدمت الفنانة دلال ابو آمنة، أمسية فنية بمناسبة صدور ألبومها الغنائي الأول "عن بلدي"، برعاية جمعية "مريم"، وبمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم.
هذا وتعد دلال أبو آمنة واحدة من الفنانات الحاضرات، وبقوة، في الساحة الفنية، تميّزت بصوتها الطربي، منذ أن وضعت قدميها الصغيرتين - وهي بعدُ في الرابعة عشر من العمر- على سُلّم الغناء، فأجادَت حين غنّت، وتألقت في الغناء الكلثومي، بصورةٍ خاصة.تفرّدت وهي في السادسة عشرَ من العمر، بأغنية خاصة كتبها الشاعر د. عنان عباسي، "أنا قلبي وروحي فداك"، لِتُفوز في مسابقةٍ فنية لمتنافسين فلسطينيين في الداخل، ولتواصل مرحلة الانتشار، لكن برويّة.
الغناء الفولكلوري الفلسطيني
كانت دلال أبو آمنة، خلال الأعوام الماضية، حاضرة ومُشارِكة في أكثر من حفلٍ غنائيٍ في الداخل الفلسطيني أو في الضفة الغربية أو في دولٍ عربيةٍ وأجنبية، فتنقلّ صوتها بين الغناء الفولكلوري الفلسطيني حين غنّت "عذّب الجمّال قلبي" وسواها، وحين غنّت "يا فلسطينية" للشيخ إمام، إضافة إلى الفيروزيات والكلثوميات.حضورها كان قويًا، وصوتها فيه عذوبة وشجن، يَسرِقُ الوقتَ مِن الوقتِ، ويستعيدُ ملامحَ واضحة، لفنانين من زمنٍ مضى، لكنّها، هِيَ التي تُطرِبُها الأغاني التراثية والفلكلورية والطربية، كانَت تبحثُ عن ذاتِها، خَلْفَ كلماتِ الحُبِ والشوقِ والحنين.وفي غمرةِ انشغالِها بأبحاثها وهي التي تنهي رسالتها في الدكتورة بتخصص"علم الدماغ"، قرّرت أن يكون لَها ولادة فنية جديدة هي "عن بلدي"، وعَن بلدي هو ألبومها الجديد الذي أطلقته في 14 كانون الأول 2012، وقد احتفى بِها عددٌ مِن الصحافيين والمهتمين في مدينة الناصرة، في غمرةِ الاحتفالات الميلادية."هذا المشروع هو نتاج بحث عن الذات والهوية الموسيقية، بدأ منذ أكثر من عشرة أعوام، وتنقلت فيها بين المدارس الغنائية في الموروث الغنائي الموسيقي العربي الكلاسيكي لاكتساب الأساليب وتقنيات الغناء الأصيل من جهة، والوصول إلى الحداثة في التعبير الفني من جهة أخرى"، هكذا قالت دلال، عن ألبومها.
يُشار أنّ الفنانة دلال انشغلت لأكثر مِن سنة بتحضير أغنيات ألبومها، حيثُ استعانت بالموزع الموسيقي حبيب شحادة حنا ومهندس الصوت كارم مطر، إضافة إلى مجموعة من الشعراء المحليين، وعائلة الموسيقار الراحل مارون أشقر، إلى جانب رفيق دربها الدكتور عنان عباسي، علمًا أنها غنّت باقة من أغانيها الخاصة ضمن كونسيرت "عن بلدي احكيلي"، والذي تنقل في أكثرِ من بلدٍ فلسطيني في الداخل كحيفا والناصرة وشفاعمرو، إضافة إلى القدس ورام الله.
ألبوم "عن بلدي"
احتضن ألبوم "عن بلدي"، باقة من الأغاني الخاصة، حيثُ التصقت دلال أكثر بوطنها الفلسطيني وبهموم وأفراحِ شعبها، وأولى الأغنيات: "يا جبال جبالنا"، من كلمات والحان الراحل النصراوي مارون أشقر، دلال بخفةٍ أخذتنا بصوتها إلى جبالِ بلادنا، تقطفُ باقات الزهور، وتغنّي لربوع فلسطين الخضراء، في أغنية "يا جبال جبالنا"، وإلى "معلول" القرية الفلسطينية المهجّر أهلها في العام 1948، عرّجت دلال، لتقف على أنقاض هذه القرية المدمّرة، وتغني من كلمات سيمون عيلوطي وألحان صبحي خميس، حيثُ أنشدت "هالبيت في معلول بين الصبر والتين، بالبال لما يجول واتذكره من سنين، فرفِك إيدي وأقول اصحابه وين رايحين، الغربة مهما تطول أحباب الوطن راجعين".وعن الإنسان وهمومه غنّت من كلمات ولحن مارون أشقر "يا عُمُر"، وفيها أمنياتٌ وحكاياتٌ عن الماضي، علّنا نعودُ بالأحاسيس والأحلامِ صغارًا، حينَ كُنّا نتغنى بالشباب.ولـ"ربى الكرمل" أغنية من كلمات الشاعر عصام العباسي وألحان خالد صدوق، بصوتِ دلال.
وعن الجمال والطبيعة غنّت دلال من كلمات وألحان بطرس خوري "يلا معي"، أما الأغنية الممزوجة بالإيقاع السريع "عين العذراء"، فهي قصة نصراوية، أبطالُها فلسطينيون يستمتعون بزيارة عين العذراء المعلَم التاريخي، نبعُ الماء، الذي استقت منه السيدة مريم العذراء، فصارَ المكانُ شعارًا للمدينة.
وغنّت دلال "بلادي" من كلمات الشاعر عصام العباسي وألحان حبيب شحادة، فتغنّت بحب الوطن، المسكون في الفؤاد. ومن الفولكلور الفلسطيني غنّت عذب الجمّال قلبي. وعرفانًا وامتنانًا لزوجها تضمّن الألبوم أغنية من كلمات الدكتور عنان العباسي، رفيق دربها، ومن الحان علاء عزام، "أنا قلبي وروحي فداك". أغنية أخرى لفلسطين باللغة العربية الفصحى هي "بلدي"، من كلمات وألحان خالد صدوق، وفيها تغنّت دلال بجنة الله على الأرض، فلسطين بكاملها.