الشيخ محمد محاميد في مقاله:
تنحرف بوصلة المجتمعات الإنسانية المُشرقة وتضل سبيلها في أنفاق سوداء مظلمة لا نور فيها ولا هدى تسودها الوحشية والبغضاء والكراهية والغل والحقد والحسد
إذا لم يؤخذ على ايدي هذه الفئة المُخربة المتوحشة التي تجر المجتمع كله إلى هاوية الهلاك نتيجة انحرافها الديني والإنساني والأخلاقي سيغرق المجتمع كله في ظلام دامس
العربي يرفض أن يكون مُخبراً لأجهزتكم الأمنية لألف ألف سبب وسبب يعلمها الجميع ولكني اطلب منكم ان تحاربوا الجريمة التي تحصد ارواح كثيرة بالوسط العربي
اطلب من جهاز الشرطة المؤتمن بحفظ القانون ليوفر للمواطن ابسط حقوقه وهو الحياة بأمان أن يعمل بجد على توفير الأمن والأمان والعيش بسِلم وسلام لوسطنا العربي ويضع حدا لإراقة الدماء وانتشار الجريمة تماما كما يتعامل بأوساط أخرى
حينما تنحرف بوصلة المجتمعات الإنسانية المُشرقة وتضل سبيلها في أنفاق سوداء مظلمة لا نور فيها ولا هدى، تسودها الوحشية والبغضاء والكراهية والغل والحقد والحسد، حيث تتلاشى الإنسانية برحمتها من قلوب أفراد باتوا بوحشيتهم مصدر إزعاج وآلة موت تقلق المجتمع كله وتعرضه لخطر دفع ثمن تصرفات وحشيتهم النابعة من قلة الإيمان وخشية الله وعدم الوعي والإدراك لعواقب الأمور، واضعين نصب اعينهم عقيدة فاسدة تشبه تلك التي تتعامل وفقها وحوش الادغال الضارية، مطبقين بين الناس قانون الغابة الذي نزه الله سبحانه وتعالى البشر عنه، فاعلم إذا لم يؤخذ على ايدي هذه الفئة المُخربة المتوحشة التي تجر المجتمع كله إلى هاوية الهلاك نتيجة انحرافها الديني والإنساني والأخلاقي، سيغرق المجتمع كله في ظلام دامس وسيأكل بعضه بعضا دون هوادة او رأفة ليتسنى لمن يتربص به من أمم أخرى أن يتداعى عليه ليقسم ظهره ويهلكه دون أي مشقة او تعب.
النمو والنهضة
فلم أجد في قواميس الإنسانية حالة تُحاكي حالتنا، حيث بات المرء منا لا يأمن على نفسه وآل بيته وسائر مجتمعه من افراد يعيشون فيه لا يقبلون العيّش للآخرين من بني جلدتهم والتعايش معهم بل يضعون حدا لحياة غيرهم من الناس لأتفه الأسباب، فهذه الامور لا تحدث إلا بأبجديات الحياة البرية البربرية، فلا يُعقل أن ينشغل مجتمع يعاني الأمريّن في ظل إضطهاد وظلم ومؤامرات خبيثة تسعى لاقتلاعه من ارضه بالجريمة الداخلية التي تُقطع أوصاله وتضع الملح على جراحه النازفة التي لم تندمل بعد، ومن غير المعقول أيضا أن تنغمس افكار مجتمع يسعى للنمو والنهضة بمستنقع بل ببحر من الدم النازف الناجم عن جراح داخلية، فلا بد من وضع حد لحالتنا التي لا نُحسد عليها أبدا.
خطة عمل تربوية
اعتقد أن على كافة المؤسسات والأطر الفاعلة الأهلية والرسمية بمجتمعنا أن تتكاتف وترص صفوفها موحدة على أمر دحر الجريمة وكبحها قدر الإمكان فهذا الامر تجتمع عليه كل القلوب الرحيمة والعقول السليمة، فلا بد من تحضير خطة عمل تربوية شاملة تحث على ثقافة التسامح تُطبق بكافة المراحل التعليمية من مرحلة رياض الاطفال مرورا بالمدارس بمراحلها المختلفة وصولا إلى الجامعات، ولا بد من ايجاد حل ضروري لردع التسرب من المدارس وإيجاد الطرح البديل لهذه الشريحة الشبابية الواسعة، ونشر مفاهيم الإسلام وتعاليمه بين افراد المجتمع وبالذات فئة الشباب الذين ينجرف بعضهم الى سيّل الجريمة والعنف والوحشية، والأهم من كل ذلك هو الدور الرقابي والتوجيهي لأولياء الأمور فدون هذه الرقابة والتوجيه السليم تترفع امكانية انحراف البوصلة الإنسانية.
توفير الأمن والأمان
وأخيرا اطلب من جهاز الشرطة المؤتمن بحفظ القانون ليوفر للمواطن ابسط حقوقه وهو الحياة بأمان أن يعمل بجد على توفير الأمن والأمان والعيش بسِلم وسلام لوسطنا العربي ويضع حدا لإراقة الدماء وانتشار الجريمة تماما كما يتعامل بأوساط أخرى، وان لا يتذرع كعادته بأن المجتمع العربي يرفض التعامل معه مبررا تقاعسه بما يتعلق بالجرائم التي يروح ضحيتها ابناء الوسط العربي، فانتم تعرفون جيدا أن المجتمع العربي يرفض أن يكون مُخبراً لأجهزتكم الأمنية لألف ألف سبب وسبب يعلمها الجميع، ولكني اطلب منكم أن تحاربوا الجريمة التي تحصد ارواح كثيرة بالوسط العربي، تماما كما تحاربون القضايا الامنية دون أن يتجند الوسط العربي بخدمتكم، فاعتقد أن الجريمة ولو كانت جنائية هي ارهاب بحق البشرية على حد وصفكم وتعبيركم.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net