كتاب قرويات للدكتور حبيب بولس/بقلم: عزت فرح

كل العرب
نُشر: 01/01 19:09,  حُتلن: 10:40

عزت فرح في مقالته:
الأديب يكرم نفسه ويحترم الناس وليس الذهب بكنز الأديب بل الصدق والأمانة هما كنزه الأمانة درع الأديب

المدارس هي عرق الوطن الحساس ومنها تتصاعد الصرخات الأولى المدارس المخلصة المؤمنة بوطنها والمعلمون المؤمنون أساتذة يعلمون أنهم يدرّبون رجل الوطن العتيد

كتاب الحبيب قرويات هو عبارة عن خواطر نوسطالجيا يعدد فيها حنينه الى البلد الأم حيث مرابع الطفولة والشباب حيث ترعرع في اجوائها ورضع من لبن أصالتها

الكتاب قرويات هو كتاب تعليمي تهذيبي تثقيفي أرى ان أبناءنا أولى بقراءته والتعلم منه فألف تحية وأكبار واحترام وأجلال على الجهد المبذول والى الأمام

دعت جمعية اصدقاء مدرسة يني الثانوية عام 2004 للقاء الشهر ضمن عنوان كفرياسيف قي القلب رحلة الحنين عبر صفحات كتاب قرويا ت للدكتور حبيب بولس مع الاساتذة: الشاعر الصحفي المرحوم سالم جبران رئيس تحرير صحيفة الاهالي انذاك، الدكتور نبيه القاسم مدير معهد التعددية الثقافية في الكلية الاكاديمية العربية للتربية والتعليم في حيفا، الدكتور حبيب بولس محاضر جامعي وكاتب وناقد رئيس تحرير المجلة الاكاديمية دارنا وهو المحتفى بكتابه، ويدير الندوة عزت فرح.

الأديب المثقف
الأديب يكرم نفسه، ويحترم الناس وليس الذهب بكنز الأديب، بل الصدق والأمانة هما كنزه، الأمانة درع الأديب، فعلى رأسه يحمل الانسانية ويمشي والعدالة تتكئ على صدره، يعيش الأديب بين معاصريه ويذكّر بالمتقدمين ويساير عصره، ويعمل بما يوحي إليه الغد، الأديب الحق لا يقدّر إلا الجدارة والحق والأعمال النيّرة، هدفه الأسمى خير أمته وبلاده، الدماثة والصلاح هما جذع إنسانيته، احترام الناس واللطف هما تربته، التواضع والأدب هما وسائله،  اللياقة والحفاوة هما وجهه، الكلام والحديث هما زينته، في الفقر والصنعة لا يسقط الأديب كالحصاد، في الغنى والوجاهة لا ينتقص فرحا وكبرياء، لا السن ولا المكانة تستطيعان حرفه، كذلك يسمى الأديب المثقف كما ينمو الجسم بما يتقيد فيه من حرارة متفاعلة، كذلك تنمو الأوطان كلما تعاظمت حرارة الإيمان بها.

المدارس المخلصة
المدارس هي عرق الوطن الحساس، ومنها تتصاعد الصرخات الأولى، المدارس المخلصة المؤمنة بوطنها والمعلمون المؤمنون أساتذة يعلمون أنهم يدرّبون رجل الوطن العتيد، الذي هو قارورة يجب الرفق بها ومستودع الأفكار المشوّقة والعواطف السامية. حب الوطن مهما صغر ككفرياسيف وهي هنا نموذج القرية الأم، حب الوطن من يعلمه غير الأديب، تنقشه أقلام الأدباء في الصدور كما يدق الوشم في اليد، أن الوطنية هي من عمل الأديب يغرسها ويرعاها كالشجرة ليجني رطبها وثمرها غيره. أن مخيلة الأديب في حلم دائم، ومخيلة الأديب تحبل وتلد، يحلم الأديب كملهم بتجميل الحياة وأسعاد الناس.

كتاب الحبيب قرويات
فارسنا أبو العبد د. حبيب بولس نشأ وترعرع وتربى وقضى شبابه في بلدته كفرياسيف، تنفّس هواءها وشرب من مناخها الأصيل حتى أوصى ان لا ينسى ان يواريه ترابها حفظه الله وأمدّ في عمره. كتاب الحبيب قرويات، هو عبارة عن خواطر "نوسطالجيا"، يعدد فيها حنينه الى البلد الأم، حيث مرابع الطفولة والشباب حيث ترعرع في اجوائها ورضع من لبن أصالتها، نشرت في صحيفة الاتحاد كل اسبوع مقالة من الكتاب. لقد حرص ان يقدّمه جرعة جرعة حتى لا نمل البتة،  هذا يذكّرني بما قاله احمد امين في كتابه "الى ولدي": "هذه يا بني بعض تجاربي في الحياة وما اكثرها. ولكني اخشى ان اطيل عليك فستمل، وأحب ان أقدمها اليك جرعة جرعة كي تستسيغها وتتذوّقها وتأخذ نفسك بشربها رشفة فرشفة".

بيت أبو العبد بيت العز والكرم
لا احب أن اطيل، فالنظر الى فقرات الكتاب يرى فيه وصفا لبيت أجداده المقنطر، وهل كل بيوت البلدة كانت هكذا؟ كلا! ان اديبنا ينتمي الى بيت ميسور الحال بيت عز " اخشى أن اسميها ارستقراطية"، لكن جده ووالده كانا من ملاكي الأرض ولكنه عشق المسحوقين، والعمال والبسطاء من كل الأطياف رغم انتمائه الى نكهة مختلفة، أخشى أن أقول ارستقراطية عن البيت الذي فيه تفاصيل حريّ بأساتذة الجغرافية أن يتعلموا منه، فلا أعجب أذا اهتم الدكتور شكري عرّاف بتفاصيل هذا البيت الفلسطيني، ولا اخفي عليكم اني احسده كيف له أن يتذكّر بهذه "ألنوسطالجيا" كل العاب الصبا وتفاصيل حياة المدرسة بمراحلها الثلاث ألفوقى وألتحتى والثانوية، أما الأفراح والأتراح والمناسبات فأقدّم له تحيتي على معرفته الأغاني والمناسبات التي لا يزال قسم منها يقال الى يومنا هذا. لقد رضع ابو العبد من بيت عز وكرم، كانت تتوافد على بيت والده الاستاذ ابراهيم بولس استاذ اللغة العربية "أستاذنا جميعا" وفود من النساء والرجال، الصبايا والشباب من كل الأحياء والأنماط والمشارب مما اكسبه معرفة دقيقة لما كان يدور في ذلك الزمان من حكايا وأغان ومناسبات. من منا ينسى بعض التعاليل والأغاني والأهازيج، لكن بهذه الدقة وهذا التفصيل العجيب لا اصدّق ان أحدا ما يفوق صاحبنا في هذا المضمار. اما العادات والتقاليد في الأعياد الموسمية والدينية والتي تخص جميع الديانات المتواجدة في البلدة فما أجملها وما أكثرها، حيث تثير الشفقة على أيامنا هذه.

كتاب تعليمي تهذيبي تثقيفي
تلمس في كتاب الدكتور حبيب، الألفة والمحبة بين الناس في تلك الأيام ما أحوجنا إليها في أيامنا وهي تثير فيّ وفي كل الناس الحنين الى تلك ألأيام. كم يعلمنا أبو العبد ما ينقص مجتمعاتنا في هذه الأيام الرمادية ولن تعرف اخي القارئ الحب والعشق للحياة إلا اذا قرأت الكتاب، وربما لأكثر من مرة. الكتاب "قرويات" كتاب تعليمي تهذيبي تثقيفي أرى ان أبناءنا أولى بقراءته والتعلم منه، فألف تحية وأكبار واحترام وأجلال على الجهد المبذول والى الأمام، واخيرا وليس اّ خرا أريد أن اذكر بما قال الشاعر من أبيات تنسجم مع ما ذكرت سابقا:
"بلادي درّة الدنيا رباها مسرح السحر
قراها كلها أهلي وان خصّصت بالذكر
كفرياسيف أهلوها كرام سادة الدهر
سراة الناس أعلام بهذا الجيل والعصر
بها الفتيان أحرار كوقد النار والجمر
فرح بالقلب يا شوق أليها مع صبا الفجر" 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة