والد الشهيد رامي غرة:

رحمك الله يا ابني رامي واتمنى من الله أن يصبرني على فراقك

شعوري في الذكرى الثانية عشرة لوفاة ابني هو نفس الشعور في اليوم الذي استشهد فيه ولا اشعر أنه مر على ذكرى وفاته 12 عاما بل 12 ثانية

كل شبر في البيت يذكرني بإبني وكل مرة اغسل فيها الملابس اتذكر ملابسه واتذكر عندما كان يناديني من غرفته وانا اعمل في المطبخ

حاتم غرة والد الشهيد رامي غرة:

لم نعد نثق بالقضاء الاسرائيلي مع العلم أنه لو كانت الاحداث عكسية وقتل 12 شخصا من الوسط اليهودي لقامت الدنيا وقعدت

أوجه كلمة لكل الموطنين العرب بأن يتحدوا لأن الحكومة الاسرائيلية لا ترغب بان يكون تكاتفا عربيا موحدا خوفا من المضاعفات التي قد تضرب بها الحكومة الاسرائيلية

من يدخل منزل عائلة الشهيد رامي غرة في قرية جت المثلث الذي سقط شهيدا في احداث اكتوبر 2000 يرى ذكراه في كل زاوية من زوايا المنزل، حيث أن البيت مليء بصوره وشهادات تقدير وكؤوس تدل على مشاركته الفعالة في الاعمال التطوعية والخيرية، وأنه انسان محبوب وله معزة خاصة في قلوب كل من تعرف عليه. وعلى الرغم من الظروف التي توفي فيها الشهيد رامي غرة، الا أن عائلته ما زالت صامدة وتعتز بمواقفها الوطنية التي لن تتخلى عنها، ومن جانب آخر ملامح الالم والحزن ما زالت على وجوههم.

موقع العرب وصحيفة كل العرب التقى الوالدين في بيتهما، وفتحا لنا قلوبها وتحدثا عن سيرورة حياتها في ظل غياب ابنهما وعن موقفهما من ذكرى وفاة ابنهما الشهيد الذي يذكر دائما بالخير. منذ أن توفي الشهيد رامي غرة ووالدته تفضل مناداتها بأم رامي، حيث قالت لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "شعوري في الذكرى الثانية عشرة لوفاة ابني هو نفس الشعور في اليوم الذي استشهد فيه، ولا اشعر أنه مر على ذكرى وفاته 12 عاما بل 12 ثانية، واطلب من الله أن يعينني ويصبرني على كل شيء، لأنه كلما اقترب يوم ذكراه ينتابني شعور غريب جدا لا يمكنني أن اصفه".

كل يوم هو الأول من أكتوبر
وتابعت قائلة:" انا لا انتظر حلول ذكرى وفاة ابني الشهيد وبقية الشهداء حتى الأول من أكتوبر، لأن كل يوم بالنسبة لي هو يوم الأول من أكتوبر. بعد يوم من وفاته نظمت مسيرة قطرية للشهداء التي كانت بالنسبة لنا عرسا كبيرا. كما انني أتألم كثيرا كلما ارى شابا في الشارع، لأن كل شاب اعتبره مثل ابني".

والدا الشهيد رامي يحملان صورته

لن ننسى
وأشارت قائلة: " كل شبر في البيت يذكرني بإبني، وكل مرة اغسل فيها الملابس اتذكر ملابسه، واتذكر عندما كان يناديني من غرفته وانا اعمل في المطبخ، وهذه الايام لا يمكن ان انساها بل بقيت مزروعة في داخلي".

توعية الاجيال
وقالت أم رامي: "اتمنى أن تتوحد الأمة العربية، فابني الشهيد رامي غرة لم يستشهد من اجل عائلته بل من اجل الوسط العربي والأمة العربية، ومن ناحية اخرى من المؤسف جدا أن نرى أن هنالك شرائح لا تعلم عن ذكرى الشهداء، واحيانا اذهب لزيارة قبر ابني والتقي بطلاب مدارس واستغرب عندما يسألونني من هو رامي غرة؟ وعن بعض العبارات الوطنية، لذلك نحن بحاجة الى توعية الاجيال القادمة قبل أن تضيع". وختمت حديثها بالقول: "رحمك الله يا ابني رامي واتمنى من الله أن يصبرني على فراقك".

القضاء الاسرائيلي
أما حاتم غرة والد الشهيد رامي غرة فقال لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "يوم الذكرى يذكرني بأحداث اكتوبر قبل 12 عاما، ومن المؤسف جدا أنه حتى هذا اليوم لا توجد أي نتائج تدل على محاكمة المجرمين، بل ما زالوا احرارا، حتى وصل بنا الامر الى عدم الثقة بالقضاء الاسرائيلي، مع العلم أنه لو كانت الاحداث عكسية وقتل 12 شخصا من الوسط اليهودي لقامت الدنيا وقعدت".

توحدوا
وتابع قائلا: "الطريقة الوحيدة التي بقيت لدينا للتعبير بها عن غضبنا هي المظاهرة القطرية، مع العلم اننا بحاجة الى اضراب شامل في الوسط العربي كي يعرف الجميع أن هذه الذكرى لها مكانتها واهميتها، وليست يوما عابرا، وقد توجهنا الى لجنة المتابعة بخصوص هذا الامر وقالوا لنا إن الاوضاع السياسية لا تسمح بذلك". وختم أبو رامي حديثه بالقول: "أوجه كلمة لكل الموطنين العرب بأن يتحدوا لأن الحكومة الاسرائيلية لا ترغب بان يكون تكاتفا عربيا موحدا خوفا من المضاعفات التي قد تضرب بها الحكومة الاسرائيلية".