العين تملؤها الدموع /بقلم:صلاح أبو صالح

كل العرب
نُشر: 01/01 23:01,  حُتلن: 07:37

الــعــيــنُ تــمْــلَــؤُهــا الـــدّمــوع
والــقــلــبُ يَــخْــشــى أنْ يَــضِــلّ الــنّــبْــضُ مِــنْــهُ
بــيـــنَ أرْوِقــةِ الضّــلـــوع
لــيـــسَ الــبُــكــاءُ هـــوَ الــسّــبــيـــل
ولا الــعَـــويــل
كــيْ تُــسْــتَــرَدَّ كَــرامَــةٌ سُــلِــبَــتْ
أو حُــرّيّــةٌ مَــلّـــتْ ظَــلامَ الــسّـــجْــنِ
تــشــتــاقُ الــشّـــروق
***
لــيــسَ الــبُــكــاءُ هـــوَ الــسّــبــيــل
كــي نــطــفــئَ الــنــيـــرانَ أشــعَــلَــهــا الــغَــضَــب
يَــجْــتـــاحُ أوْرِدَةَ الــعَــوالِــمِ والــعُـــروق
***
انــظــرْ هُــنــاك
طــفـــلٌ يُــحـــاوِلُ أنْ يَــفِـــرَّ بِــأُمـِّــهِ بَــيْــنَ الــحُــقــول
خُــطُــواتُــهُ تُــؤذيـــهِ
تَــخْــدَعُـــهُ ... تَــضــيــق
" أمّـــاهُ ...
هـــا أنـــا ذا ..
خُـــذي بِــيـــدي "
كــادَ الــجُــنــودُ عــلــى الــوُصــول
الــمَـــوْتُ بــيـــنَ أكُــفِّــهِــم
تــلــكَ الــبَـــنــــادقُ والــسّــيــوف
وفــي الــعـــيـــونِ
بــقــيّــةٌ مــنْ رَأفَــةٍ
قــدْ أشــرَفــتْ عــلــى الأفـــول
***
الــطــفــلُ يَــهْــوي
عَــفّــرَ الـــدَّمُّ جَــبـــيــنــاً مِــنْ لُــجَــيْــن
والــتّــراب
لَــطَّــخَ الــدَّمُّ ثِــيــابَ الــعـــيــدِ
لَــطّــخَــهُ الــتّــــراب
***
" ولـــدي "
الأمُّ تَــصْـــرُخُ
لــيــسَ يَــسْــمَــعُــهـــا أحَـــد
" وَلَـــدي "
يَــتَـــضـــاحَــكـــونَ
ويـــهـــــزؤون
وَيَــلْــتَــقِــطـــونَ مِــنْ مَــحْـــمـــولِــهِـــم
ذات الصور
كل ما اقـتــرفــت مَــخـــالِــبُـــهـــم
على تلك الصور
تَــصُــمُّ الــصّــرْخــةُ الأولــى الأذان
" الله أكبر "
ليس يسمعها أحد
" وَلَـــدي "
وتــخــبـــو صــرخـــةٌ أخــرى
" وَلَــدي "
وتُــطْــفَــأُ صَـــرخــةٌ فــي الــحــقـــل
مــثـــل آلافٍ مـــنَ الــصّــرَخـــاتِ
تُــشــعِــلُـــهـــا الــنّــســاء
فــيُــطْــفِــئُــهـــا الــتّــعَــطّــــشُ لِـــلــدّمـــاء
ولا حــيـــاةَ لِــمَــــنْ تُـــنــــادي
ولا حــيـــاةَ لِــمَـــن يُــظَــنُّ
بِــأنّـــهُ سَـــمِــعَ الــنّـــداء
***
الــعـــيـــنُ تَــمْــلَـــؤُهـــا الــدّمـــوع
والــصّـــمْـــتُ أفــظـــعُ مــا يــكــون
حــيـــنَ نــنــتـــظـــرُ الــرّجـــاءَ
ولا رَجـــاء
والأرضُ...
الأرضُ يُفرحها نومُ الصغار بحضنها
الأرضُ يُفرحها الهجوع 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة